أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن إيران أطلقت عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل.
وسادت حالة من الاستنفار الأمني في إسرائيل مع بدء إطلاق الصواريخ، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وغالبية المدن المحتلة.
-وابل من الصواريخ تدفع الإسرائيلين للملاجئ
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: أطلقت إيران ما لا يقل عن 102 صاروخ، وصفارات الإنذار متواصلة في جميع أنحاء البلاد، داعية سكان مناطق الجنوب والوسط إلى دخول الملاجئ على الفور.
-تحذير أمريكي
يأتي هذا بعدما كشف مسئول كبير في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن إيران تستعد لشن هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل قريباً.
وأضاف المسئول أن الولايات المتحدة تدعم بشكل نشط الاستعدادات للدفاع عن إسرائيل ضد هذا الهجوم، وفق رويترز.
- هل بدأ الثأر لنصر الله وهنية؟
يعتبر البعض أن التحرك الإيراني قد يكون في إطار تعدها المتكرر بالثأر لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية الذي طالته يد الاحتلال في طهران أواخر يوليو الماضي، والشهيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، الذي نفذ الاحتلال عملية اغتياله قبل أيام قليلة، وهو ما أكده بيان الحرس الثوري الإيراني، بأنه ردًا على استشهاد إسماعيل هنية، وحسن نصر الله، وعباس نيلفروشان، استهدفنا قلب الأراضي المحتلة.
-ما مصادر الضربة الصاروخية الإيرانية؟
ووفقا لـ سي إن إن، فقد انطلقت ضربات إيران صاروخية من مواقع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تبريز، وكاشان، وأطراف طهران.
-الموجة الأولى أصابت أهدافها
وبحسب وكالة فارس نيوز، فقد صرح مسئول بالحرس الثوري الإيراني بأن الرسالة هي أنه تمت تسوية الحساب الأول مع إسرائيل، مؤكدا أن أكثر من 80% من الصواريخ الحرس أصابت الأهداف المقصودة في الموجة الأولى.
وفي مطلع أبريل الماضي، نفذت إسرائيل غارة جوية استهدفت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق؛ مما أسفر عن مقتل عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين، بينهم قادة بارزين في فيلق القدس.
وتقول وكالة أنباء "رويترز"، إن قصف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، يأتي كنوع من التصعيد للحرب، التي تشنها إسرائيل على وكلاء إيران في المنطقة، وتضيف "رويترز" أن إسرائيل تستهدف المنشآت العسكرية الإيرانية، والمنشآت الأخرى، التابعة لوكلاء طهران في سوريا، منذ فترة طويلة، غير أن هذه تعد المرة الأولى، التي تقصف فيها مجمع السفارة الإيرانية نفسه.
على الجانب الأمريكي، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري، أن الولايات المتحدة "أبلغت إيران بأنه ليس لها أي دور أو علم مسبق" بالضربة التي طالت القنصلية الإيرانية في سوريا.
-الوعد الصادق.. ضربة غير مؤثرة واحتواء أمريكي
وفي 13 أبريل الماضي، وجهت إيران وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت كرد على استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق.
ورغم أن الضربة لم تصب أهدافا عسكرية وتم اعتراض غالبيتها قبل الوصول لعمق إسرائيل، فقد أشاد المرشد الإيراني علي خامنئي بالضربات غير المسبوقة التي وجهتها بلاده إلى إسرائيل، واعتبر أنها كانت ناجحة، مؤكدا أن الهدف منها إظهار قوة إيران.
وأضاف، "مسألة عدد الصواريخ التي أطلقت أو أصابت هدفها والتي يركز عليها الجانب الآخر هي مسألة ثانوية وفرعية، والأهم منها إثبات قوة إرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية، وهذا هو سبب انزعاج الطرف الآخر".
ولاقت الضربة حفاوة شعبية من الجانب الإيراني، حيث تجمّع متظاهرون في ساحة فلسطين في وسط طهران، بعد الإعلان عن إطلاق الحرس الثوري عملية سماها "الوعد الصادق"، وردد المحتشدون شعارات من قبيل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا"، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس، في تكرار للهتافات التي تُرفع في غالبية المناسبات الرسمية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني الراحل عبداللهيان، أن العمليات العسكرية ضد إسرائيل كانت محدودة، إذ لم تستهدف القوات الإيرانية مواقع اقتصادية ولا مدنية، فيما كانت هذه القوات دقيقة جدا في الرد العسكري، الذي جاء لـ"التوبيخ والتحذير"، مشيرا إلى أنه جرى التنسيق مع واشنطن قبل العملية.
وهو ما علق عليه رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، في حوار لـ"الشروق"، بأنه يعتقد أن ما جرى ليس جديًا، خاصة مع تصريحات وزير خارجية إيران بإبلاغ الولايات المتحدة بالهجوم عبر وسطاء بالسفارات الأجنبية، بجانب أن تلك المسيرات لم تحقق أي نتائج ميدانية تذكر، فقد تم التصدي للأغلبية الساحقة منها وتعطيلها، لكن إيران حققت مكسبا يتمثل في حفظ ماء الوجه.
-اغتيال عباس نيلفروشان رفقة نصر الله
وفي الأسبوع الماضي، لقي العميد عباس نيلفروشان مصرعه في عملية الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، واستشهد خلالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر ومجموعة من رجال الصف الأول بالحزب.
وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن إسرائيل تتحمل المسئولية عن مقتل نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في بيروت عباس نيلفروشان.
ويعتبر نيلفروشان من الشخصيات المهمة في البنية الأمنية للنظام الإيراني، ولاعباً رئيسياً في التحركات الإيرانية في المنطقة، حيث "كان يقدم المشورة لحزب الله في الشئون العسكرية والدبلوماسية"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
يذكر أن نيلفروشان موضوع على لوائح العقوبات الأميركية منذ عام 2022، وعلى لوائح العقوبات الأوروبية والكندية والأسترالية تباعاً في العام 2023.
ويعتبر مسئولاً عن قيادة عمليات الحرس الثوري الإيراني، وقد وصفته وزارة الخزانة الأميركية بأنه "من المسئولين المباشرين عن قمع الاحتجاجات التي اندلعت في إيران" بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.