صوت نواب الحزب الجمهوري الأمريكي من أجل عزل النائبة إلهان عمر من منصبها في لجنة الشؤون الخارجية، وبالفعل تم عزل النائبة من المنصب، وتصدر الخبر الوكالات والصحف العالمية، حيث أرجع المحللون سبب هذا الموقف إلى تصريحات إلهان السابقة عن إسرائيل.
وحصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022، وصوّت الأعضاء على أسس حزبية لعزل إلهان عمر يوم الخميس، وتعد النائبة واحدة من ثلاثة ديمقراطيين بارزين عُزلوا من مهام لجانية في ظل تولي الأغلبية الجديدة في مجلس النواب، والذي يرأسه كيفين مكارثي، بحسب موقع "بي بي سي".
من هي إلهان عمر؟
ولدت إلهان عمر عام 1982 في مدينة مقديشو بالصومال، ونشأت في مدينة بيدابو بنفس الدولة، في عام 1991 فرت هي وعائلتها من الحرب الأهلية في الصومال وأمضت أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، وفي منتصف التسعينيات هاجرت وعائلتها إلى الولايات المتحدة، واستقروا في مدينة مينيابوليس، بولاية مينيسوتا، بحسب الموقع الرسمي لـ Iowa State University.
حصلت عمر على بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية وبكالوريوس العلوم في الدراسات الدولية من جامعة ولاية داكوتا الشمالية، كانت زميلة سياسات في مدرسة همفري للشؤون العامة.
تولت منصبها كممثلة للولايات المتحدة في الكونجرس في 3 يناير 2019، وهي أول مُشرع صومالي أمريكي ينتخب لمنصب في الولايات المتحدة.
عملت عمر كمعلمة في جامعة مينيسوتا من عام 2006 إلى عام 2009 وكمنسقة للتوعية بتغذية الأطفال في وزارة التعليم بولاية مينيسوتا من عام 2012 إلى عام 2013، وفي عام 2012، عملت مديرة حملة إعادة انتخاب كاري دزيدزيتش في ولاية مينيسوتا. مجلس شيوخ الولاية. في عام 2013، أدارت حملة أندرو جونسون لمجلس مدينة مينيابوليس، ثم شغلت منصب كبير مساعديه في مجال السياسات من 2013 إلى 2015. منذ سبتمبر 2015، كانت مديرة السياسات والمبادرات لشبكة المرأة المنظمة النسائية.
كانت عمر واحدة من أول امرأتين مسلمتين تم انتخابهما لعضوية الكونغرس، وهي أول من ارتدى الحجاب في غرفة مجلس النواب بعد تغيير قواعده للسماح للأعضاء بارتداء غطاء الرأس لأسباب دينية.
مهاجمة إلهان عمر لما تبدأ لحظة عزلها
في عام 2019 غرد الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب كثيراً ضد إلهان ونائبة أخرى تدعى رشيدة طليب، وزعم ترامب أنهما "يكرهون إسرائيل وكل الشعب اليهودي هن وصم وعار" بحسب تغريدة له في 15 أغسطس 2019.
في وقت لاحق تساءل ترامب كيف يمكن لأي ديمقراطي أن يدافع عن هذين السيدتين ضد دولة إسرائيل"مستحضرًا موضوعًا طرحه في التغريدات لمدة أسبوع حول الولاء السياسي لليهود الأمريكيين لإسرائيل، ومضى ترامب ليقترح "أي من الشعب اليهودي يصوت لديمقراطي يظهر عدم ولاء كبير لإسرائيل".
وعلى خلفية هذا الضغط الذي شنه ترامب على تويتر منعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اثنين من أعضاء الكونجرس الأمريكي من دخول إسرائيل في زيارة رسمية، على عكس قرار سابق بقبول زيارتهما، بحسب نيويورك تايمز.
تقول إيمي جرين، سياسية أمريكية، "لم تكن السياسة مجالا أكثر ودا مع النساء في الولايات المتحدة – ذات التاريخ البالغ 230 عامًا تقريباً- بل جزء من التمييز والإقصاء على مدار عصور، أحصى الكونحرس الأمريكي المؤلف من 435 مقعدًا 80 عضوة فقط من أعضاء الكونجرس الملونين، 47 من ذوي البشرة السمراء و20 من أصل إسباني و13 من أصل آسيوي، وشهد مجلس الشيوخ الأمريكي المكون من 100 مقعد خمس أعضاء فقط من خارج ذوي البشرة البيضاء"، في مقال لها على منصة "ذا كونفيرزيشن" عقب تغريدات ترامب، وقالت: "من خلال وصف أربع نائبات ديمقراطيات تقدميات ملونات على أنهن غير أمريكيات ثم حثهن لاحقًا على العودة إلى الأماكن التي جئن فيها ضاعف ترامب من سلوكه البغيض".
وأضافت: "انتخابات نساء الأقليات في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 وما تلاها –والتي كانت نقطة تحول كبرى- لا توفق بين الانقسامات العميقة في المجتمع الأمريكي مثلما لم يؤشر انتخاب باراك أوباما قبل 10 سنوات إلى نهاية مشكلة العرق في البلاد بل أشارت هذه التغيرت إلى حدوث تحول اجتماعي عميق وجعلت التوترات أكثر وضوحًا".
وعلقت إلهان عمر على قرار عزلها عبر تغريدة على حسابها الرسمي في 2 فبراير الجاري: "التمثيل مهم لم نأت إلى الكونجرس لنبقى صامتين، لقد جئنا إلى الكونجرس لنكون صوتًا للعائلات النازحة في مخيمات اللاجئين وأولئك الذين يسعون لتحقيق العدالة في جميع أنحاء العالم، لأن هذا ما كان يريده هذا الطفل الناجي من الحرب"، وقالت في كلمتها الختامية داخل الكونجرس: "سيعلو صوتي أقوى وسيحتفل بقيادتي في جميع أنحاء العالم".
علق الزعيم الديمقراطي حكيم جيفريز في الكونجرس أن عمر في بعض الأحيان "ارتكبت أخطاء" واستخدمت الاستعارات المعادية للسامية التي أدانها الديمقراطيون في مجلس النواب قبل أربع سنوات، لكن التصويت لم يكن يتعلق بذلك إنه انتقام سياسي.
بينما عبرت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز قائلة إن تصرف الحزب الجمهوري كان أحد "الموروثات المثيرة للاشمئزاز بعد 11 سبتمبر"، وقالت إن الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 خلفت إرثًا من الاستهداف والعنصرية ضد المسلمين الأمريكيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.