رقيقة هى، جمالها فريد من نوعه، صوتها ملئ بالدفء، كان لها السبق في تصوير أغنية على هيئة فيديو كليب، أنها المطربة يولاندا كريستينا جيجليوتي، التي أشتهرت بـ"داليد".
ولدت داليدا، في القاهرة عام 1933، لوالدين إيطاليين لكنهم من المهاجرين الذين استقروا في مصر، فحملت الابنة الجنسية المصرية والإيطالية في آن واحد، وبالرغم من أن عائلتها كانت فقيرة، إلا أن شغف داليدا في أن تصبح مشهورة في يومًا من الأيام لم يهدأ لحظة، فتحولت خلال سنوات مع الإصرار إلى فنانة تمتلك قرابة الـ 1000 أغنية بلغات متعددة، وحصلت على ألقاب وأوسمة.
رحلت أيقونة الغناء عن العالم منذ أكثر من 30 عامًا، كانت قد وصلت حينها إلى عمر الـ54، تاركة خلفها تاريخ طويل من الإنجازات في الغناء والتمثيل، وظن البعض أن وفاتها طبيعية، لكن رسالة وجدت بجانبها كشفت عن ماسأة كبيرة "سامحوني، فقد أصبحت الحياة غير محتملة بالنسبة لي"، حيث رحلت داليدا منتحرة بأقراص نوم زائدة.
تعرفت داليدا خلال حياتها العملية التي بدأت بفوزها بلقب "ملكة جمال مصر" في عام 1954، على العديد من الرجال، ما بين عمل وزواج، وبالرغم من اختلاف طباع هولاء الرجال وحياتهم إلا أنهم اتفقنا على شئيًا واحدًا وهو الانتحار الذي ظل لعنة في حياة داليدا إلى أن خطفها هى الآخرى.
بعد أن ظهرت صاحبة الوجه الحسن في أفلام "قناع توت عنخ آمون"، "الكأس والسيجارة" كممثلة، سافرت إلى باريس عام 1954، بحثأ عن فرصة أخرى للتألق، تعرفت على رولان بيرجيه الذي درست على يده الغناء، وتوالت بعد ذلك الفرص إليها حيث صدرت لها عدة أسطوانات لم تحقق أولها شهرة لكن الثانية كان لها الفضل في أن تصبح داليدا ذو شهرة عالمية.
حياة داليدا لم تكن مليئة بالنجاح والنجومية فقط، بل كانت على الوجه الأخر تعيش أيامًا مأسوية، بدأت بتعرضها إلى الحزن لوفاة زوجها الأول "Lucien Morisse" منتحرًا بعد سنوات من انفصالهم الذي وقع نتيجة إيجاد الفنانة الشهيرة حبها الحقيقي فطلبت الطلاق، لكن الأول لم يتحمل ألم الفراق وانتهى به الأمر مطلقًا الرصاص على نفسه.
تركت داليدا حبها الذي كان سببًا في انتحار زوجها، ودق قلبها من جديد حينما تعرفت إلى الشاب الإيطالي "Luigi Tenco"، الذي كان يخطو خطواته الأولى في طريق الغناء، لكن الحظ لم يحالفه أثناء مشاركته في مهرجان سان ريمو سنة 1967، فعاد إلى غرفته بالفندق وقرر الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه، لكن داليدا لم تكتشف ذلك بعد أن عادت إلى الفندق لتكون سندًا له في محنته لكنها وجدته غاق بالدماء مما جعلها تقدم على الانتحار هى الآخرى.
سنة 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا عندما التقت بالشاب الإيطالي "Luigi Tenco" وكان مغني لا يزال في بداية طريقه وقد دعمته دليدا ليصبح نجمًا لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967 فأنتحر بمسدسه في إحدى الفنادق والمؤسف في الأمر ان داليدا كانت أول من رأى جثته ممدة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان والذي شاركا فيه! وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجل بفترة السبعينات ولكنه هو الآخر توفي منتحرا.
وبعد عامين من تلك الحادثة، في عام 1972، تعرفت داليدا على الرسام والمغامر الفرنسي ريشار شانفريه عام 1972، ودامت علاقة الصداقة والحب بينهم 9 سنوات، لكن شاء القدر أن يذهب كل منهما إلى طريقه، وبعد عامين من هذا الانفصال وتحديدًا عام 1982، علمت داليدا بانتحار ريشار شانفريه، بصحبة صديقته بسبب الديون، من خلال إغلاق سيارتهما وتسريب العادم إلى داخلها.
حاولت داليدا الخروج من حالة الاكتئاب والحزن مما حدث، فقبلت بالمشاركة كبطلة في فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين، لكن ذلك لم يساعدها في تخطي الأزمة، فحاولت مرة أخرى من خلال تقديم عرض موسيقى "كليوباترا"، لكن الحزن تمكن منها إلى أن رحلت عن الحياة منتحرة عم 1987.