مدير مشروع الطيور المهاجرة بالبيئة لـ«الشروق»: جارِ تطوير مرصد الطيور بشرم الشيخ باستثمارات إيطالية بـ2 مليون يورو - بوابة الشروق
الأحد 4 مايو 2025 2:51 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مدير مشروع الطيور المهاجرة بالبيئة لـ«الشروق»: جارِ تطوير مرصد الطيور بشرم الشيخ باستثمارات إيطالية بـ2 مليون يورو

دينا شعبان
نشر في: السبت 3 مايو 2025 - 1:44 م | آخر تحديث: السبت 3 مايو 2025 - 1:44 م

أكثر من 500 مليون طائر مهاجر يمر سنويًا عبر مصر على أحد أهم مسارات الهجرة العالمية


37 نوعًا من الطيور الحوامة تعبر مسار "الوادي المتصدع/البحر الأحمر" بينها 5 أنواع مهددة بالانقراض

عبور 850 ألفا إلى 2 مليون طائر بمنطقة جنوب جبل الزيت

 


قال الدكتور أسامة الجبالي مدير مشروع الطيور الحوامة والمهاجرة بوزارة البيئة سابقًا، والاستشاري ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنه جاري حاليًا تطوير مرصد الطيور القائم بمدينة شرم الشيخ، بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وشركة المياه، مؤكدًا أنه سيساهم في ذلك مستثمر إيطالي لضخ استثمارات تُقدّر بنحو 2 مليون يورو، لإنشاء مركز متكامل لإنقاذ الحياة البرية، إلى جانب مركز للزوار، إضافة إلى وحدة متخصصة لمراقبة جودة المياه وتحليلها.

وأضاف الجبالي لـ"الشـروق"، أنه يمر علي مصر أكثر من 500 مليون طائر مهاجر كل عام، أبرزها مسار "الوادي المتصدع/البحر الأحمر"، ثاني أهم مسار لهجرة الطيور الحوامة في العالم، والذي يعبره قرابة 2 مليون طائر من 37 نوعاً، بينهم 5 أنواع مهددة بالانقراض، لافتًا إلى أنه يتم تشكيل لجنة فنية لتحديد آلية دقيقة لإغلاق توربينات الرياح حين عبور الطيور المهاجرة بناءً على بيانات علمية.

وأوضح أن مصر تلعب دورًا بالغ الأهمية في منظومة هجرة الطيور عالميًا، نظرًا لموقعها الجغرافي الفريد، فهي بمثابة نقطة التقاء قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتشكل المعبر اليابس الوحيد بين هذه القارات، يمر عبر البلاد سنويًا أكثر من 500 مليون طائر مهاجر من حوالي 500 نوع، من بينها 350 نوعًا مهاجرًا و150 نوعًا مقيمًا، وتضم مصر ثاني أهم مسار عالمي لهجرة الطيور الحوامة، وهو مسار "الوادي المتصدع/البحر الأحمر"، حيث يعبره ما يقرب من 2 مليون طائر من 37 نوعًا مرتين سنويًا في فصلي الربيع والخريف، من بينها 5 أنواع مهددة عالميًا بالانقراض.

أكد أن هناك عدة تحديات بيئية وبشرية تواجه الطيور المهاجرة خلال عبورها الأراضي المصرية، تتمثل أبرزها في مشروعات الطاقة، مثل مزارع الرياح وخطوط نقل الكهرباء، بالإضافة إلى مشروعات إدارة المخلفات الصلبة ومحطات الصرف الصحي، كما أن الظروف المناخية غير المستقرة والصيد الجائر تمثل مخاطر إضافية تهدد حياة هذه الطيور، مشيرًا إلى أنها تمثل مؤشرًا حيويًا على صحة النظام البيئي، فوجودها يعكس توازن البيئة وتنوعها البيولوجي، كما تساهم في نشر البذور، والسيطرة على الحشرات، وتدعيم السلاسل الغذائية الطبيعية، ولعل وجود 34 منطقة في مصر مصنفة كمناطق هامة للطيور "IBAs" يدل على أهمية البيئات المصرية في دعم هذه الأنواع، مثل البحيرات الشمالية، محمية رأس محمد، وجبل علبة.

وعن سؤال هل لدى الوزارة برامج لمتابعة هذه الطيور أو رصدها، قال إننا أنشأنا أول مرصد لهجرة الطيور في شرم الشيخ بمنطقة بحيرات الأكسدة، بالإضافة إلى أول مركز تجريبي لإنقاذ الطيور هناك، ونعمل حاليًا على تطويره ليصبح مرصدًا عالميًا بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وشركة مياه الشرب، ويحظى المشروع بدعم استثماري من مستثمر إيطالي، سيقوم بضخ نحو 2 مليون يورو لتطوير المرصد وإنشاء مركز متكامل لإنقاذ الحياة البرية، إلى جانب مركز متطور للزوار يتيح لهم فرصة التعرف على التنوع البيولوجي في المنطقة، إضافة إلى وحدة متخصصة لمراقبة جودة المياه وتحليلها، وهو ما يعكس الاهتمام بتكامل الأبعاد البيئية والعلمية والسياحية في آنٍ واحد، ولدينا فرقًا وطنية مدربة لرصد وتسجيل الأنواع، وننفذ برامج لبناء قدرات الشباب وتأهيل كوادر بيئية متخصصة.

وأشار إلى أننا نجحا في دمج برامج حماية الطيور الحوامة في الخطط التنموية، خاصة في قطاعات الطاقة والسياحة والمخلفات، من أبرز النجاحات تطبيق آلية "الغلق عند الطلب" لمحطات الرياح في جبل الزيت أثناء عبور الطيور، وهو نموذج عالمي يحتذى به، أسهم في تقليل معدلات نفوق الطيور وحماية التنوع البيولوجي، بل وساعد في تحسين كفاءة إنتاج الكهرباء، هذه الجهود تُوّجت بحصول مصر على جائزة الطاقة العالمية في 2020.

وأردف أن مسارات هجرة الطيور في فصل الخريف "من أغسطس حتى منتصف نوفمبر"، تهاجر الطيور من مناطق تكاثرها في أوروبا وآسيا إلى أفريقيا، وتتحرك مع الرياح الشمالية الغربية، حيث تمر 70% منها عبر جنوب سيناء، و30% بمحاذاة خليج السويس، وتتركز الطيور في مناطق مثل رأس محمد وجبل الزيت، لتنتظر الظروف الجوية المناسبة لعبور الخليج، أما في الربيع "من منتصف فبراير حتى مايو"، فتعود الطيور في الاتجاه المعاكس، وتفضل المسارات الأقصر والأكثر أمانًا، مثل التحليق بمحاذاة الساحل أو عبور الخليج عند أضيق نقطة له.


ولفت إلى أن منطقة جنوب جبل الزيت من أكثر المناطق حساسية بيئيًا، حيث تمر بها أعداد هائلة من الطيور المهاجرة خلال موسمي الربيع والخريف، ففي الخريف يعبر المنطقة نحو 850 ألف طائر، بينما يرتفع العدد في الربيع ليصل إلى قرابة 2 مليون طائر، ما يجعلها منطقة حرجة تتطلب اتخاذ تدابير وقائية دقيقة، ولأهمية هذه المنطقة، يتم حاليًا إعداد دراسة استراتيجية شاملة لتقييم وضعها البيئي وتأثيرات مشروعات الطاقة بها، على أن تنتهي الدراسة في فبراير 2026، بهدف وضع إطار متكامل لحمايتها وضمان استدامة التنمية فيها.

وتابع، "ناقشنا مؤخرًا خلال اجتماع موسّع عددًا من التحديات التي تواجه آلية "الإغلاق عند الطلب" لتوربينات الرياح، خاصة ما يتعلق بآليات اتخاذ القرار والتنسيق بين الجهات المعنية، حتى لا تتأثر سلبًا جهود مراقبة الطيور، وتم الاتفاق على ضرورة تشكيل لجنة فنية متخصصة لضمان دقة قرارات الغلق، وأن تكون مبنية على بيانات علمية موثوقة، بجانب إنشاء وحدة خاصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة، تتولى متابعة التفتيش البيئي، ورصد حالات النفوق، والتأكد من التزام الشركات بالإجراءات البيئية، إلى جانب الانتهاء من دراسة تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي للمناطق الحساسة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك