أكد محمود الدلجاوي، محامي أسرة أطفال دلجا، أن النيابة العامة بمركز ديرمواس، تحت إشراف المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، قررت إيداع "أم هاشم - أ"، والدة أطفال دلجا الستة المتوفين، مستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية، لإعداد تقرير بحالتها، بعد وضعها تحت الملاحظة.
وأضاف مصدر قضائي بالمنيا، أن النيابة العامة، تواصل تحقيقاتها في وفاة أطفال دلجا الستة ووالدهم، وبعد ثبوت إصابة المتوفين بالتسمم بمبيد حشري نادر الاستخدام، قررت النيابة استكمال التحقيقات مع أم الأطفال وزوجة الأب، ولم توجه أي اتهام للأم، وقررت عرض الأم الأسبوع الماضي على مصلحة الطب الشرعي، وتم استعجال تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وكيفية وصول المادة السامة إلى الطعام الذي تناوله الضحايا السبعة.
وأضاف المصدر القضائي، أنه خلال التحقيقات، تبين للنيابة العامة، عدم اتزان الأم، وتضارب أقوالها، وبسؤال أسرتها، أكدوا أنها خضعت للعلاج النفسي خلال فترة طلاقها، فقررت النيابة عرضها على طبيب أمراض نفسية وعصبية بمستشفى الصحة النفسية بالمنيا الجديدة، والذي أكد في تقريره أنها تعاني من أحد الأمراض النفسية والعقلية وتمثل خطورة على نفسها وعلى الآخرين وتحتاج للإيداع بالمستشفى لتلقي العلاج، ووفقًا لقانون رعاية المرضى النفسيين تم عرض التقرير على شقيقيها واللذين رفضا إخضاعها للعلاج النفسي داخل المستشفى رغم خطورة حالتها، ما أعطى للنيابة صلاحية الأمر بإيداعها بالمستشفى لتلقي العلاج.
المصادر، أشارت إلى أنه تم إيداع الأم مستشفى العباسية لـ15 يومًا وبحد أقصى 30 يومًا، مع متابعة حالتها مع الطبيب المعالج، وكشفت أن الأم أكدت في أقوالها أنها تناولت الطعام مع أبنائها وزوجها قبل إصابتهم بحالات الإعياء التي أودت بحياتهم، وأنها شعرت أن الخبز كان به مرارة، مشيرة إلى أن الخبز أحضرته لهم زوجة الأب والتي أكدت بدورها أنها تناولت من نفس الخبز، وأنها أرسلت منه لوالدي زوجها "الجد والجدة" أيضًا ولم يحدث لهما أي شيء.
وأكدت المصادر أنه تبين بالفحص المعملي من خلال الطبيب الشرعي أن آثار المادة السامة كانت موجودة ببقايا الطعام في معدة الأطفال الـ3 الذين توفوا في بداية الإصابة، وتم استخراج جثامينهم وإخضاعها للتشريح والفحص من قبل الطب الشرعي، وتبين وجود آثار للخبز في بقايا الطعام.
وأثبت تقرير الطب الشرعي أن المادة السامة الموجودة في أمعاء الأطفال هي بقايا «كلورفينابير - Chlorfenapyr»، والذي يستخدم في القضاء على الآفات الزراعية للطماطم بعد تخفيفه بالماء بنسبة 1:60، أي 10 مليمتر من المبيد يحتاج إلى 600 مليمتر من المياه، كما يستخدم في مزارع الدواجن للقضاء على الحشرات.
كما واصلت النيابة تحقيقاتها مع زوجة الأب الثانية، والتي أكدت أنها كانت ترعى أبناء زوجها الخمسة عدا الطفل الأصغر خلال فترة طلاق الأم التي استمرت 5 أعوام، قبل أن تعود لزوجها بعد عيد الفطر الماضي.
وشهدت قرية دلجا، مركز ديرمواس، يوم 12 يوليو الماضي، وفاة 6 أطفال ووالدهم، خلال أيام في ظروف غامضة، كشفت تقارير الطب الشرعي، ونتائج التحاليل، تعرض المتوفين السبعة للتسمم بمبيد حشري، وتواصل النيابة العامة التحقيقات الموسعة للكشف عن كيفية وصول المبيد الحشري لطعام هذه الأسرة.