خبراء بيئة يوضحون تأثير التغير المناخي على الكائنات البحرية - بوابة الشروق
الإثنين 4 أغسطس 2025 3:01 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

خبراء بيئة يوضحون تأثير التغير المناخي على الكائنات البحرية

دينا شعبان
نشر في: الأحد 3 أغسطس 2025 - 12:22 م | آخر تحديث: الأحد 3 أغسطس 2025 - 2:59 م

تزايدت في الآونة الأخيرة، حوادث الشواطئ التي تتضمن كائنات بحرية؛ مما أثار قلقًا واسعًا ونقاشًا علميًا حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر، وفي قلب هذا الجدل، يبرز التغير المناخي كمتهم رئيسي، إذ يطرح الخبراء فرضيات متباينة حول تأثير ارتفاع درجات حرارة المياه على سلوك الكائنات البحرية، وخاصة أسماك القرش، وعلاقة ذلك باقترابها من السواحل.

وحذر الدكتور محمود معاطي مدرس الأحياء البحرية في المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالغردقة، من التسرع في اعتبار نفوق الكائنات البحرية أمرًا طبيعيًا، مؤكدًا أن غياب العلامات الخارجية لا ينفي وجود أسباب بيولوجية خفية، موضحًا أن السلسلة الغذائية البحرية شديدة الحساسية لأي خلل مناخي أو كيميائي.

وأضاف معاطي، لـ«الشروق»، أن هناك عدة فرضيات لأسباب نفوق الكائنات البحرية، والتغير المناخي على رأسها، وتشمل هذه الفرضيات الوفاة الطبيعية، والعدوى الفيروسية الصامتة، والتسمم البيئي المزمن، والإجهاد المناخي الناجم عن ارتفاع حرارة مياه البحر المتوسط.

وبين أن هذا الارتفاع في درجات حرارة المياه يجبر الأسماك الصغيرة، مثل السردين والأنشوفة، على الفرار نحو المناطق الساحلية الأكثر برودة نسبيًا، وكنتيجة طبيعية، تتبعها الكائنات المفترسة كالقروش والدلافين؛ مما يزيد من فرص "الاحتكاك العرضي" مع البشر.

ويرى أن هذا الاقتراب ليس سلوكًا عدوانيًا من القروش، بل هجرة غذائية فرضتها التغيرات الحرارية المتسارعة.

ووصف الخبير البيئي، البحرين المتوسط والأحمر بأنهما "أحواض حرارية مغلقة" ترتفع حرارتهما بمعدل أسرع من المحيطات؛ مما يجعل نظمهما البيئية أكثر هشاشة، مؤكدًا أن البحر المتوسط يسجل ارتفاعًا حراريًا يصل إلى 0.7 درجة مئوية كل عقد، والأعماق المحدودة لا تسمح بتوزيع متوازن للحرارة؛ مما يزيد من هشاشة النظم البيئية ويقلل قدرة الكائنات على التكيّف.

ورسم معاطي، سيناريوهات واقعية لما قد يحدث في حال استمرت الظواهر الحالية، وتتمثل في انسحاب الأنواع المحلية التي لا تتحمل الحرارة، وحلول أنواع استوائية جديدة، وتزايد الهجرة الساحلية، ما يرفع الضغط على الشواطئ، واضطراب سلوك القروش وتغيّر توقيت هجرتها ومناطق تكاثرها، وخلل في السلسلة الغذائية نتيجة تغيّر توزيع الكائنات الصغيرة، وزيادة الحوادث البشرية، خاصة في فصول الصيف الحارّة.

وفي المقابل، قال الدكتور محمود عبدالراضي أستاذ البيئة البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار، إن الحقيقة الفيزيائية البسيطة هي أن السواحل أكثر سخونة من الأعماق، وبالتالي فإن غريزة أي كائن بحري تدفعه إلى الهروب نحو الأعماق الباردة وليس الشواطئ الحارة.

وتابع: "فكرة أن الأسماك تهرب من حرارة المياه المفتوحة إلى الشواطئ الساخنة، وأن القروش تتبعها، هي فرضية تخالف المنطق وغريزة البقاء، إنها ببساطة لا تحدث".

وأشار عبدالراضي، لـ«الشروق»، إلى أن التيارات الصاعدة تعمل كنظام تبريد طبيعي، حيث تهبط مياه السطح الساخنة لتحل محلها مياه الأعماق الباردة؛ مما يبطل فكرة وجود طبقة حارة تدفع الكائنات للهرب نحو الشاطئ، ويدعو إلى عدم التهويل وربط كل الظواهر البحرية بفرضيات مثيرة ومبسطة تضلل الرأي العام.

- تأكيد علمي على التأثيرات المناخية
ومن جانبه، أكد الدكتور سمير طنطاوي استشاري التغيرات المناخية وعضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن ارتفاع درجات حرارة المياه حقيقة واقعة تؤثر سلبًا على النظم البيئية البحرية، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يؤدي إلى هجرة الكائنات البحرية بحثًا عن بيئات أكثر ملاءمة لبقائها.

وأضاف طنطاوي، لـ«الشروق»، أن المشكلة أعمق من مجرد ارتفاع في درجات الحرارة، حيث إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تؤثر بشكل مباشر على الموائل البحرية وتوافر الغذاء، مما يضغط على جميع الكائنات البحرية.

وفيما يتعلق باقتراب أسماك القرش من الشواطئ، يدعم طنطاوي فرضيتين رئيسيتين: الأولى تربط بين ارتفاع حرارة المياه وتحرك الكائنات البحرية، والثانية تشير إلى دور الممارسات البشرية السلبية، مثل إلقاء المخلفات والحيوانات النافقة في البحر، والتي تجذب القروش بشكل غير طبيعي.

وختم تحليله بالتأكيد على أن التغيرات المناخية تفرض ضغوطًا هائلة تدفع الكائنات البحرية لتغيير سلوكها، وأن ما نشهده ليس مجرد حوادث فردية، بل نمط أوسع يتطلب فهمًا علميًا عميقًا وتحركًا جادًا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك