في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية التي يتنافس فيها المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كمالا هاريس، حذر مسئولون أمريكيون من أن عمليات التدخل الخارجي في الانتخابات قد تزداد سوءًا بعد انتهاء الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل.
*محاولات بث الفتنة
وقالت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية، المكلفة بالإشراف على أمن الانتخابات، لمجلة "فورين بوليسي" إن "الانتخابات لن تنته ليلة 5 نوفمبر".
وأضافت إيسترلي أنه من المرجح جدا أن تكون هناك سباقات متقاربة تتطلب إعادة فرز بطاقات الاقتراع والتدقيق فيها لضمان الدقة".
وتابعت: "خلال الفترة ما بين غلق صناديق الاقتراع والتصديق على نتائج التصويت، من المرجح أن يكون خصومنا الأجانب أكثر نشاطًا لمحاولة بث الفتنة الحزبية وتقويض ثقة الأمريكيين في الانتخابات".
وأوضحت إيسترلي ونائبتها كيت كونلي أن هؤلاء الخصوم سيفعلون ذلك من خلال "دق إسفين" بين حملتي ترامب وهاريس عبر شن عمليات تأثير وتضليل أكثر نشاطا،ربما تثير الشكوك حول دقة التصويت في الانتخابات التى يتوقع أن تكون متقاربة للغاية.
وتطرقت إيسترلي وكونلي سلسلة غير مسبوقة من عمليات التأثير الجارية من جانب بكين وموسكو وطهران.
وقالت كونلي إن "الأهداف هي نفسها في جميع المجالات"، مستشهدة ببيانات صادرة عن وزارة العدل الأمريكية مؤخرًا والتي اتهمت اثنين من موظفي "قناة روسيا اليوم" بتحويل الأموال إلى شركة أمريكية تستضيف معلقين مؤيدين لترامب على منصات التواصل الاجتماعي.
*طبيعة الخطر
وأشارت كونلي إلى أن الخطر الحالي الرئيسي ينطوي على مواقع إنترنت مزيفة تدعي أنها وسائل إعلام إخبارية حقيقية، بالإضافة إلى تكتيكات منفصلة لإنشاء مواقع إعلامية تدعي أنها منافذ محلية أو إقليمية.
وبحسب "فورين بوليسي"، قد يكون هناك قلق أكبر في فرز الأصوات الفعلي بعد يوم الاقتراع.
ففي الأسابيع الأخيرة، قامت إيسترلي وزملاؤها بتمشيط الدوائر الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في الولايات المتأرجحة، لمحاولة استعادة الثقة. وأشارت على سبيل المثال إلى أن 97% من عمليات الاقتراع في الانتخابات غير متصلة بالإنترنت وأن "الناخبين سيدلون بأصواتهم حيث توجد سجلات ورقية يمكنهم التحقق منها بأنفسهم".
وأكدت كونلي أن البنية التحتية للانتخابات في الولايات المتحدة "أكثر أمانًا من أي وقت مضى"، مضيفة أن "مجتمع الانتخابات أكثر استعدادًا من أي دورة سابقة".
كما حذرت المسئولتان الأمريكيتان من هجمات طلب الفدية أو "هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة" من الخارج، لكن استبعدتا أن تكون مدمرة مثل التصورات التي تخلفها هذه العمليات، والتي قد تؤدي إلى الاحتجاجات وحتى العنف.
*مشكلة ترامب
وبحسب "فورين بوليسي"، فإن المشكلة الأكبر في الواقع تكمن في أن الخصوم الأجانب يضغطون ببساطة على الباب المفتوح - وهو الباب الذي فتحه ترامب وأنصاره-، فرغم أنه لا يبدو الآن - كما كان من قبل - وجود أي دليل على تواطؤ نشط بين العملاء الأجانب وترامب أو حملته، فإن العديد من الخصوم في الخارج وحركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" التابعة لترامب يعملون غالبًا على نفس الهدف وهو إثارة الشك حول شرعية الانتخابات حتى مع فرز الأصوات.
ونوهت بأن ترامب، الذي يواصل الإصرار على فوزه بانتخابات 2020 على الرغم من كل الأدلة التي تثبت العكس، قال مرارا وتكرارا إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها هذه الانتخابات أمام هاريس هي الاحتيال.
وبناءً على ذلك، وضع أنصار ترامب خططا مكثفة لتحدي أي نتائج سلبية له من خلال منع التصديق على الانتخابات. كما يخططون لاحتجاج جماعي في 6 يناير المقبل، وهو اليوم الذي يصدق فيه الكونجرس على النتائج، لمحاكاة الانتفاضة العنيفة التي اندلعت قبل أربع سنوات، وفقًا لتقارير شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.