تحل، اليوم الاثنين، ذكرى مرور 5 سنوات على رحيل الشاعر أحمد فؤاد نجم «الفاجومي»، أحد أهم شعراء العامية المصرية وأكثرهم شهرة، والتي تميزت أشعاره بالفكر الثوري والانتصار إلى الحرية، وقد شكل مع رفيق دربه الشيخ إمام «ثنائيًا» اشتهر خلال عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.
وفي ذكرى رحيله، تستعرض «الشروق» مواقف من حياة شاعر أبى إلا أن يكون ناطقًا باسم الجماهير العربية ومدافعًا عنها.
• من الشرقية إلى ملجأ أيتام بالزقازيق:
ولد أحمد فؤاد نجم عام 1929 بمحافظة الشرقية، لأم أمية ووالد يعمل بالشرطة، بدأ تعليمه بكُتاب القرية حتى وفاة والده، فانتقل للعيش في بيت خاله حسين بالزقازيق، لكن بقاءه لم يطل هناك وعاش بملجأ أيتام حتى أتمّ عامه الـ17، وهناك تعرف على الفنان عبدالحليم حافظ.
,عمل «نجم» راعيا للماشية بقريته في الشرقية، بعدما رفض شقيقه السماح له بالعيش معه في القاهرة وطرده، وبدأ يكتب أشعارا في مواضيع مختلفة تعبر عما يراه من أحوال الناس، لكن اهتمامه الأكبر كان في كتابة قصائد أغلبها عن الرياضة، حتى أطلق عليه لقب «شاعر مباريات الأهلي والزمالك».
تنقل في العمل بين (عامل مكواة، ولاعب كرة، وعامل إنشاءات وبناء، وترزي، وعامل بريد، وعامل في السكة الحديد، وبائع بين معسكرات الجيش الإنجليزي)، وقد عَلَّم نفسه القراءة والكتابة في ذلك الوقت، والتقى بعمال المطابع الشيوعيين، واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946.
• سنة أولى سجن:
تعرض «نجم» لتجربة السجن 9 مرات، كتب أغلب قصائده ودواوينه فيها، حيث سجن أول مرة بتهمة التحريض والمشاغبة وحُكم عليه بـ3 سنوات، وخرج ليعمل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة سرق بعض المسؤولين المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه بـ3 سنوات سجن.
• من السجن إلى ميكرفون الإذاعة المصرية:
في السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة «الكتاب الأول» التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية بعنوان «صور من الحياة والسجن»، وقد كتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر بذلك وهو في السجن؛ ليخرج ويصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية.
• «نجم» والشيخ إمام وبينهما حوش آدم:
تعرف «نجم» على الشيخ إمام في حارة حوش آدم، وقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحا ثنائيا معروفا، وكانت باكورة أعمالهم الفنية أغنية «أنا أتوب عن حبك أنا»، حتى أصبحت الحارة ملتقى المثقفين، حتى أن الإذاعة المصرية خصصت برنامجًا قصيرًا اسمه «مع ألحان الشيخ إمام»، كان الشيخ يغني فيه أغانيه التي لحنها من كلمات «نجم»، وقد نجح الثنائي في إثارة الشعب، خاصة بعد نكسة يونيو، التي كانت نقطة التحول في مسيرتهما الفنية، إذ تحولا بعدها إلى مجال الأغنية السياسية؛ مما أدى إلى اعتقالهما عدة مرات، ولاسيما في عهدي جمال عبدالناصر وأنور السادات، قبل أن ينفصل الثنائي بعد فترة.
• «نجم» ما بين «عزة بلبع وصافيناز كاظم»:
تزوج «الفاجومي» مرات عديدة، الأولى من فاطمة منصور وأنجب منها «عفاف»، ثم تزوج من الفنانة عزة بلبع، ثم من الكاتبة صافيناز كاظم، والتي أنجب منها «نوارة نجم»، ثم تزوج من الممثلة الجزائرية صونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة هي السيدة أميمة عبدالوهاب وأنجب منها ابنته «زينب»، وله 3 أحفاد من ابنته عفاف هم: (مصطفى، وصفاء، وأمنية)، وحفيدان من نوارة وهما (فاطمة الزهراء، وعلي).
• عن شاعر «تكدير الأمن العام»:
ألّف «نجم» مئات الأشعار والقصائد منذ الخمسينيات وحتى الألفية، وكانت أشعاره سببًا دائمًا في اعتقاله، وقد كتب أغلب قصائده ودواوينه في سجون الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، ولقب بشاعر «تكدير الأمن العام»؛ بحسب تعبير الكاتب الصحفي صلاح عيسى، فقد أزعجت أشعاره السلطة المصرية باختلاف الحاكم، وهي القصائد التي رددها الثوار في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير، ومنها قصيدته «صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر»، و«بقرة حاحا»، و«هنا القاهرة».
• نجم ما بين «جيفارا مات» إلى «كلب الست»:
كانت علاقة «الفاجومي» مع الطبقة الثقافية والفنية في مصر «مضطربة»، وقد ألّف عدة قصائد هجا فيها رموز الفن والأدب بمصر، منهم صلاح جاهين، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وعبدالرحمن الأبنودي وغيرهم، كما كان له قصائد كثيرة في مدح رموز النضال والتحرر العالمي، ومنهم تشي جيفارا الذي رثاه بقصيدة «جيفارا مات»، كما ألّف قصيدة عن الزعيم الفيتنامي «هوشي منه»، وقد غنى الشيخ إمام كلتا القصيدتين.
• «نجم» وثورة 25 يناير:
شارك أحمد فؤاد نجم في ثورة 25 يناير 2011، كما شاركت ابنته نوارة نجم، ووقف ضد حكم الإخوان المسلمين لمصر، كما كان مؤيدًا لتدخل الجيش ورأى أن ذلك من شأنه حماية الثورة، كما أكدت زوجته السابقة عزة بلبع، في أحد حوارتها الصحفية.
• وداع أحمد فؤاد نجم:
توفي أحمد فؤاد نجم في القاهرة عام 2013، عن عمر ناهز الـ84 عاما بعد عودته من عاصمة المملكة الأردنية عمّان، حيث أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وشيّع جثمانه من مسجد الحسين في القاهرة.