تستضيف بريطانيا، الخميس المقبل، اجتماعاً لما أصبح يعرف بـ"تحالف الراغبين"، وهو تحالف دول غربية تعهدت بدعم أوكرانيا، على هامش قمة فرنسية بريطانية، حسبما أفادت مجلة "بوليتيكو".
ووفقاً لما نقلت النسخة الأوروبية للمجلة، عن مسئول في قصر الإليزيه، سيجري بعض القادة، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اتصالات عن بُعد من روما، حيث يشارك في مؤتمر مخصص لدعم كييف.
وقال المسئول، الذي طلب عدم كشف هويته لأسباب بروتوكولية: "ستعقد قمة لتحالف الراغبين، بقيادة الرئيس (الفرنسي) ورئيس الوزراء (البريطاني). ... ومن بين بنود جدول الأعمال، كيفية الحفاظ على قدرة أوكرانيا على القتال، وكيفية زيادة الضغط على روسيا، وكيفية مواصلة العمل على الخطوات التالية".
ولم يستجب مكتب رئاسة الوزراء البريطاني كير ستارمر فوراً لطلب التعليق من "بوليتيكو"، التي أشارت إلى أنه من غير المعروف أيٌّ من قادة التحالف، الذي يضم أكثر من 30 دولة، سيشارك في الاجتماع، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
وسيشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني في المحادثات انطلاقاً من مقر القيادة البحرية لحلف الناتو في نورثوود.
وترأست فرنسا وبريطانيا تحالف الراغبين لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. ولم يلتئم التحالف منذ مارس الماضي، وسط خلافات بشأن الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة وضرورة دعم واشنطن لنشر "قوات طمأنة" محتملة في أوكرانيا بعد التوصل لوقف إطلاق النار.
وضاعف القرار الأمريكي المفاجئ بشأن تعليق إرسال شحنات أسلحة إلى أوكرانيا، من التحديات التي تواجهها كييف، في لحظة حرجة من الحرب.
وبحسب "بوليتيكو"، فإنه بعد فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إشراك موسكو في محادثات وقف إطلاق النار، تحول النقاش بين الأوروبيين إلى احتياجات أوكرانيا مع تكثيف روسيا هجماتها الجوية، وقصفها كييف ومدناً أخرى.
- دعم غير مضمون
والأسبوع الماضي، أوقف البنتاجون شحنات صواريخ الدفاع الجوي كان سيتم إرسالها إلى أوكرانيا، بسبب مخاوف من انخفاض مخزونات الأسلحة الأمريكية بشكل كبير، وهي الخطوة التي حذر مسئولون أوكرانيون من أنها لن تؤدي إلا إلى تشجيع روسيا.
وأشارت تقارير سابقة، إلى أن الحلفاء الأوروبيين خلصوا، خلال مناقشات مع نظرائهم الأمريكيين، إلى أن ترامب لن يقدم الضمانات التي سعوا إليها لدعم "تحالف الراغبين".
وترفض الولايات المتحدة توفير أنظمة الدفاع الجوي لدعم الخطة الأمنية التي تقترحها بريطانيا وفرنسا في أوكرانيا، لضمان عدم خرق روسيا لأي اتفاق وقف إطلاق نار مستقبلي.
وقال ستارمر، في فبراير الماضي: "يجب أن يكون هناك دعماً أمريكياً"، واعتبر أن "الضمان الأمني الأمريكي هو السبيل الوحيد لردع روسيا بفعالية عن مهاجمة أوكرانيا مجدداً".
وكانت المملكة المتحدة وفرنسا تسعيان لإقناع ترامب بتقديم الدعم الجوي، بالإضافة إلى المساهمة في مراقبة الحدود وتوفير المعلومات الاستخباراتية، وفقاً لما ذكرته "بلومبرج" سابقاً.
ورغم خفض سقف توقعاتهما بشأن الدعم الأمريكي المحتمل لأوكرانيا ما بعد الحرب، لا تزال بريطانيا، وفرنسا متفائلتين بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم الاستخباراتي، ومراقبة الحدود بين أوكرانيا، وروسيا.
- آمال بريطانية في ضم 30 دولة لـ"تحالف الراغبين"
وتوقعت الحكومة البريطانية في أبريل الماضي، مشاركة أكثر من 30 دولة في تحالف للمساعدة في تأمين السلام الدائم في أوكرانيا، على الرغم من اعتراف المسئولين البريطانيين بأن العديد منها لن تكون على استعداد لإرسال قوات برية.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حينها، إن عدداً كبيراً من الدول على استعداد لتوفير قوات حفظ سلام لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وأشارت بريطانيا، وفرنسا، وأستراليا، إلى استعدادها لإرسال قوات للمساعدة في مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن جميعها حذرت من أن أي سلام لا يمكن ضمانه إلا إذا قدمت الولايات المتحدة "دعماً عسكرياً".
كما أعربت الدنمارك والسويد أيضاً، عن استعدادهما للمساهمة بقوات، بشكل أو بآخر، في أي قوة حفظ سلام يُتفق عليها في أوكرانيا، بما في ذلك النشر المحتمل للقوات.
ولم تستبعد مجموعة أكبر من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيرلندا، ولوكسمبورج، وبلجيكا، المشاركة في قوة محتملة، وذلك وفقاً لقواعد الاشتباك المتفق عليها، وأساسها القانوني.
وكانت الدول المجاورة لروسيا، مثل فنلندا، وبولندا، نشطة في المناقشات حول وجود قوات لحفظ السلام دون الالتزام بإرسال قوات، بحجة أن قواتها مطلوبة للبقاء للدفاع عن أراضيها في حالة "استغلال روسيا لوقف إطلاق النار لإعادة نشر القوات بطريقة قد تهددها".
وشاركت 26 دولة في اجتماع افتراضي لـ"تحالف الراغبين" في أبريل، وانضمت لدول الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، كل من أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وقال ستارمر إن اليابان لم تكن حاضرة، لكنها عرضت الدعمه.