قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تبذل قصارى جهدها للحفاظ على تسارع معدلات التضخم ولجعل أوروبا تشهد أكبر أزمة في التاريخ هذا الشتاء من خلال تلاعب روسيا بإمدادات الغاز إلى أوروبا.

وأضاف زيلينسكي، خلال مؤتمر الاقتصاديين السادس والعشرين، حسب ما أوردته وكالة أنباء "يوكرنفورم" الأوكرانية، اليوم الثلاثاء: "لا يمكننا الرد على تلك التهديدات التي تزعزع استقرار القارة حاليًا إلا من خلال زيادة الوحدة في أوروبا والضمانات الأمنية الفعالة، مستقبل أوروبا لن ينعم بالسلام والهدوء بدون تعزيز الوحدة، نحن بحاجة إلى مثل هذه الوحدة في أوروبا التي ستصبح الأكبر في التاريخ".

وتابع قائلا: "فعلنا الكثير من أجل ذلك ولكن ليس كل شيء بعد، فعلى سبيل المثال، ما يحدث في سوق الطاقة في أوروبا يجب أن يُنظر إليه على أنه حرب".

وأوضح أن روسيا تبذل كل ما في وسعها من خلال التلاعب بإمدادات الغاز للحفاظ على نمو التضخم ولجعل أوروبا تشهد أكبر أزمة في التاريخ هذا الشتاء، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه هناك شركات يونانية توفر تقريبًا أكبر أسطول لنقل النفط الروسي.

وتساءل الرئيس الأوكراني: "هل النظام المصرفي الروسي معزول بالفعل عن السوق المالية العالمية؟ الإجابة لا، إذ لا تزال الاتصالات قائمة. وبالتالي، لا يزال هناك أمل أن تتمكن موسكو في المستقبل بطريقة ما خداع العالم الديمقراطي، وبالتالي سيكون من الممكن كسر المقاومة، على وجه الخصوص، مقاومة الدول الأوروبية.. لأنهم إذا قدموا تنازلات في أمر ما، فلما لا يقدمون المزيد؟".

وخلال المؤتمر، أكدت رئيسة اليونان كاترينا ساكيلاروبولو إن "دعم اليونان لأوكرانيا هو أمر مسلم به".

وقالت ساكيلاروبولو، موجهة حديثها إلى زيلينسكي الذي انضم للمؤتمر عبر الفيديو: إن "الغزو الروسي لدولة ذات سيادة هو تذكير وثيق بوحشية الحرب التي ألقت بظلالها كثيفة على عالمنا" (على حد وصفها)، مشيدة بالتضامن الأوروبي الذي وصفته ب"المفاجئ" في مواجهة العمليات الروسية، حسبما نقلت صحيفة "كاثميريني" اليونانية.

كما عبرت الرئيس اليونانية عن "إعجاب الشعب اليوناني بالنضال البطولي للدولة الأوكرانية"، مضيفة أن: "اليونان معكم وستظل كذلك".

ويعقد مؤتمر الاقتصاديين في دورته السادسة والعشرين في اليونان في الفترة من 5 إلى 7 يوليو، بمشاركة رئيسة اليونان ورئيس الوزراء والمديرين التنفيذيين من اليونان والخارج ورؤساء المنظمات الدولية وقادة الأعمال والتمويل والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام.

وفي سياق ذي صلة، اختتمت الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلجا ماريا شميد اليوم زيارتها إلى بريطانيا حيث التقت بمسئولين بريطانيين رفيعي المستوى وحضرت الدورة السنوية التاسعة والعشرين للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقالت شميد - في كلمتها اليوم الثلاثاء أمام الجلسة العامة الافتتاحية للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في برمنجهام - إنه "في ظل الحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا ندعم التعاون المشترك للهياكل التنفيذية والبرلمانية للمنظمة لتفعيل مبادئ المنظمة ومواصلة دعم أوكرانيا وضمان استمرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقديم دعم عملي ومفيد للدول الأعضاء بها".

وذكر بيان للمنظمة الأوروبية اليوم الثلاثاء أن شميد التقت مع العديد من الوفود البرلمانية من الدول الأعضاء في المنظمة الأوروبية بما في ذلك أوكرانيا.

ولفت البيان إلى أنه في لندن التقت شميد مع اللورد طارق أحمد وزير الدولة في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية حيث ركزت المناقشات على استمرار أنشطة مشروع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا إلى جانب الآثار المترتبة في آسيا الوسطى على عدم الاستقرار الناجم عن أفغانستان فضلاً عن الجهود المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.