*نالت جائزة جولدن جلوب عام 1959 ولكنها لم تترشح للأوسكار
*نشات فى دار أيتام وعانت من اضطرابات نفسية وعلاقات زوجية قصيرة الأمد
«الحياة المتباينة» كانت عنوان مشوار مونرو.. محبة للأدباء وتعشق موسيقى بيتهوفن وموزارت ولويس أرمسترونج
أمضت ليلتها الأخيرة فى قصر سيناترا بصحبة رئيس المافيا ودفنت فى فستانها المفضل من بوتشى
تحمل الكثير من الألقاب، فهى أسطورة الجمال والأنوثة والإغراء، لم تكن شقراء الطلة ولكنها فضلت أن تظهر فى هذه الهيئة طوال حياتها التى دامت 36 عاما فقط مارلين مونرو التى قررت منذ 57 عاما إنهاء حياتها أوضحت للعالم أن الجمال الخارجى والمظاهر لا تعبر عن حقيقة الحياة التى يعيشها أى شخص خاصة المشاهير، فرغم تألقها الفنى والجمالى إلا أن الأزمات النفسية طالتها ليعثر عليها فى منزلها وهى جثة هامدة بعد تناول جرعة زائدة من الدواء.
ولدت مارلين مونرو فى الأول من يونيو عام 1926، بأحد المستشفيات بمدينة «لوس أنجلوس» الأمريكية، ولأنها لم تعرف والدها فحملت اسم والدتها ليصبح «نورما جين مورتنسون» الاسم الحقيقى لها، بدأت أزماتها النفسية فى سن مبكرة؛ حيث كانت تعانى من ثقل فى نطق الكلام طوال طفولتها وسنوات مراهقتها، ولكن هذه الأزمة اختفت حين كبرت، وكانت تظهر من حين لآخر حينما تتوتر.
كانت والدة «مونرو» تعمل فى شركة لصناعة الأفلام، عانت من أزمات نفسية وقضت أغلب حياتها فى مصحة للأمراض النفسية، فنشأت مارلين بدار لرعاية الأيتام، ثم تبنتها إحدى العائلات، لعدم تمكن والدتها من رعايتها لسوء حالتها الصحية، ولكنها استعادتها لفترة قصيرة وهى فى عمر السابعة بعد تحسنها، ولم يطل الأمر حتى عادت «مونرو» للعيش بدور رعاية الأيتام؛ حيث اضطر أحد أصدقاء والدتها لإيداعها هناك.
اضطرت مارلين للزواج فى سن 16 عاما، من صديقها جيمس دوجيرتى، لعدم رغبتها فى البقاء بدار الأيتام، وتطلقت منه بعد 4 سنوات، وقامت بصبغ شعرها باللون الأشقر الشهير الذى عرفها به العالم، وبدأت مشوارها كعارضة أزياء قبل أن يعرض عليها المنتج السينمائى هاوارد هيوز أن تجرى اختبارا أمام الكاميرا، وفى عام 1947 قامت بتوقيع عقد أول أدوارها الذى كان دورا صغيرا فى فيلم «The Shocking Miss Pilgrim»، وعام 1948 لعبت ثانى أدوارها فى فيلم «eminently forgettable» الذى قامت فيه بأداء أغنيتها «Scudda Hoo! Scudda Hay».
لعبت «مونرو» أول دور بطولة لها فى فيلم «Niagara» عام 1953، وشاركت بنفس العام فى الفيلم الكوميدى الموسيقى «Gentlemen Prefer Blonds»، الذى ظهر عنصر الإغراء كإحدى مزايا شخصيتها.
تزوجت «مونرو» مرة أخرى عام 1954 من أسطورة البيسبول «جو ديماجيو»، واستطاعت أن تقنعه بأن يعدها بإحضار الزهور إلى قبرها كل أسبوع إذا توفيت، وبالرغم من أن زواجهما لم يستمر سوى 8 أشهر إلا أنه أبقى على وعده لها حيث كان يترك زهورا مقطوفة حديثا على قبرها ثلاث مرات فى الأسبوع لمدة عشرين عاما.
كان أداء مارلين دائما ما يتسم بالجاذبية والإغراء الذى حولها مع شعرها الأشقر إلى علامة تجارية شهيرة، لتلعب دورها الكوميدى فى فيلم «The Seven Year Itch» عام 1955، وترتدى فيه فستانها الأبيض الشهير، وتصبح تلك اللحظة عالمة فارقة فى تاريخ السينما العالمية، وبيع هذا الفستان عام 2011 بمبلغ 3.6 مليون دولار.
شكل زواج «مونرو» من الكاتب المسرحى «آرثر ميلر» عام 1956، صدمة كبيرة للأوساط الفنية خاصة بعد تغيير ديانتها من المسيحية إلى اليهودية نتيجة لهذا الزواج، وبالرغم من ذلك لم يستمر أكثر من أربع سنوات حيث انفصلا عام 1960.
رغم فوزها بجائزة الجولدن جلوب لمرة واحدة فقط خلال مسيرتها الفنية، عن دورها فى فيلم «Some Like It Hot» عام 1959، إلا أن مارلين مونرو لم يسبق لها أن ترشحت لجائزة الأوسكار.
تعرضت مسيرة «مونرو» الفنية للعديد من العقبات، نظرا لكونها كانت تتمتع ببعض التصرفات الغريبة، وتأخرها المستمر عن مواعيد التصوير مما أدى إلى حدوث توترات فى علاقتها بزملائها، وتغيبت «مونرو» عن مواعيد تصوير آخر أفلامها «Something’s Got to Give» مرجعة ذلك إلى مرضها، مما اضطر شركة الإنتاج إلى إلغاء التعاقد معها.
الحياة المتباينة كانت عنوان مشوار مونرو القصير، فرغم ظهورها فى هيئة «الموديل» التى اهتمت بشكلها وطلتها فقط إلا أنها كانت أكثر من مجرد وجهة خارجية، وكانت فنانة مثقفة، تحب القراءة، وتمتلك مئات الكتب، وكانت محبة للأدباء فيودور دوستويفيسكى، وجورج برنارد شو، وجيروم سالينغر، وآرنست هيمنجواى وليف تولستوى، ومارك توين، وكانت تميل إلى سماع موسيقى بيتهوفن، وموزارت، ولويس أرمسترونج، كما أنها قامت بدراسة التمثيل فى إحدى مدارس هوليوود، وتلقت دروسا فى الأدب بجامعة كاليفورنيا.
لم تمتلك «مونرو» منزلا إلا قبل عام من وفاتها، وكان لديها بعض الممتلكات الغريبة، إحداها صورة موقعة من ألبرت أينشتاين كتب عليها «إلى مارلين مع احترامى وحبى وشكرى» التى قيل أن معدل ذكائها تفوق عليه بحسب موقع اكسبرس البريطانى، وعلى الرغم من أن المجوهرات البراقة والألماس كانت جزءا من صورتها الخلابة، إلا أنها لم تكن تحبها بالفعل، وكانت تمتلك عقدا متواضعا من اللؤلؤ.
غنت «مونرو» أغنية «Happy Birthday» الشهيرة للرئيس الأمريكى جون كينيدى، الذى انتشرت الشائعات حول تورطها فى علاقة معه أو مع أخيه روبرت كانت السبب فى مقتلها، وبيع الفستان الذى ارتدته حينها بأكثر من مليون دولار قبل 16 عاما.
اشتهرت «مونرو» بعلاقاتها الرومانسية مع مارلون براندو، وفرانك سيناترا، وإيف مونتان والمخرج إيليا كازان، وبالرغم من أنها حلمت كثيرا أن تصبح أما إلا أن محاولاتها كانت تنتهى بالحمل خارج الرحم والإجهاض، ما جعلها تعانى من حالات نفسية صعبة فى كل مرة.
أمضت «مونرو» ليلتها الأخيرة على قيد الحياة فى قصر فرانك سيناترا، بصحبة رئيس العصابات سام جيانكانا، ويشاع أن رئيس المافيا كان يحاول إقناع مارلين بعدم الإعلان عن علاقتها مع الرئيس كينيدى، وفى اليوم التالى 5 أغسطس عام 1962، وجدت ميتة فى منزلها بجوارها علبة الدواء الذى يساعدها على النوم، وبقى الجدل لعدة سنوات حول أنها قتلت أم لا، حتى جاء الإعلان الرسمى عن سبب الوفاة وهو جرعة زائدة من الدواء.
دفنت «مونرو» فى فستانها المفضل من بوتشى، الذى كانت ترتديه بمؤتمر صحفى فى فبراير 1962، ووفقا لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، ارتفعت نسبة الانتحار فى المدينة إلى حد كبير، وسجلت رقما قياسيا بمعدل 20 شخصا فى اليوم، وترك بعض الضحايا رسائل قبل الانتحار مكتوب فيها: «إذا لم يكن لدى أجمل وأروع امرأة فى العالم شىء لتعيش من أجله؛ فليس لديهم سبب للعيش أيضا»، وكتبت سيرة «مونرو» الذاتية بعنوان «My Story»، ونشرت بعد مرور أكثر من عشر سنوات على وفاتها.