يبدو أن محافظة جنوب سيناء قد تعلمت من الأخطاء في التعامل مع السيول التي تعرضت لها العام الماضي، وتسببت في خسائر بقرابة 900 مليون جنيه.
لذا استعدت المحافظة لموسم السيول بشكل مختلف تماما، حيث كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي حسام المغازى وزير الري و الموارد المائية، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، من أجل البدء في تنفيذ مشروع حماية جنوب سيناء من أخطار السيول بتكلفة 600 مليون جنيه على مرحلتين، الأولى تتضمن حماية طابا من السيول بتكلفة 50 مليون، ووادي وتير بنويبع بتكلفة 280 مليون جنيه، وبالفعل تم تنفيذها واستطاعت البحيرات الصناعية والسدود تخزين من يقرب من 5 ملايين متر مكعب من المياه هذا العام.
اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، قال في تصريحات خاصة، إن مشروع حماية جنوب سيناء من أخطار السيول قد نجح بالفعل بعدما حقق الغرض منه، وهو حجز وتخزين أكبر كمية من مياه الأمطار لزيادة منسوب الخزان الجوفي واستغلال الباقي في الزراعة، إلى جانب حماية الطرق والمنشآت والمباني من الدمار.
وأضاف أن القوات المسلحة، وبالتحديد الهيئة الهندسية، نفذت مشروع حماية أخطر وادي في أقل من 6 أشهر، وتم إنشاء خزانات وبحيرات صناعية في وادي وتير، أكثر وديان جنوب سيناء خطرا من ناحية السيول.
وشدد المحافظ على أن مركز عمليات المحافظة ومراكز العمليات في باقى المدن قد عملت هذا العام كفريق واحد، وتم تلافي أخطاء الماضي.
وتابع «فودة»: "المحافظة استعدت منذ شهرين لاستقبال موسم السيول، وتم تطهير المجاري كلها وفتح البرابخ، وعمل فريق تدخل سريع بالمعدات لإعادة فتح أي طرق مغلقة، وتوفير سيارات شفط مياه بكل مدينة".
من جانبه، أكد العميد عصام خضر مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة جنوب سيناء، أن هيئة الأرصاد الجوية أرسلت تحذيرا للمحافظة من حدوث تقلبات جوية خلال الفترة المقبلة، وذلك لرفع درجة الاستعداد لاحتمال سقوط سيول.
وأضاف «خضر» أن المحافظة قد استعدت هذا العام لاستقبال موسم السيول بشكل مختلف وأكثر تأمينا، حيث تم وضع خطط للحد من الأخطار المدمرة التي تسببها السيول مع الاستفادة من مياه هذه السيول في زيادة المخزون الخاص بالمياه الجوفية للمحافظة من خلال المشروع الذي أقامته الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للقوات المسلحة للحد من أخطار السيول على مستوى الأماكن التي تتعرض لمجرى السيول بالمحافظة".
وأوضح «خضر»، في تصريحاته، أن خريطة السيول في جنوب سيناء تشمل مناطق وداي وتير ووادي طابا والسعال وسانت كاترين وعين حضرة ووادي غرندل ووادي مكتب.
وتابع: "مشروع حماية جنوب سيناء يتضمن 3 بحيرات صناعية بهدف استقبال مياه السيول وتخزينها لزيادة المخزون الجوفي المائي، وتصل متوسط سعة التخزين الكلية إلى 6 ملايين م2، وهذه البحيرات هي بحيرتين بوادي الحيثي إحداهما بحيرة (ب 3) وسعتها التخزينية 3 ملايين م2، والثانية بحيرة (ب ج) وسعتها التخزينية تصل إلى 4 ملايين م2، أما الثالثة فهي تقع في وادي الرغوة بحيرة (ب 1) وسعتها التخزينية 5 ملايين م2، بالإضافة إلى إنشاء السدود الركامية مثل سد المرطبة بمتوسط سعة تخزينية 650 ألف م3 بطول 100م وعرض 80 م وارتفاع 10 م، وسد الشبيحة بمتوسط سعة تخزين تصل إلى 600 ألف م3، بالإضافة إلى سد الفجيرة بسعة تخزينية 750 ألف م3، وسد سرطبة بمتوسط سعة تخزينية 750 ألف م3، وسد الشاف بمتوسط تخزين 750 ألف م3".
وفي سياق متصل، أكد أشرف النمر مدير معهد بحوث المياه في سانت كاترين أنه تم الانتهاء من تركيب محطة مناخية متكاملة حديثة بالمدينة، وذلك لرصد كمية الأمطار وسرعة واتجاه الرياح بالإضافة إلى رصد درجة الحرارة والرطوبة بالمنطقة.
وصرح «النمر» بأنه قد تم إنشاء عدد من السدود لتخزين مياه السيول والاستفاده منها آخرهم سد وادي الراحة، مشيرا إلى أن السد عبارة عن حائط سد لحجز مياه الأمطار والسيول التي تسقط على مخرات الجبال، وتقوم بحجز المياه في مخر الجبل قبل أن يصل للوادي، وتعتبر مفيدة جدا لتعويض آبار الشرب وتقليل الأثار التدميرية للطرق".
وأوضح أن البحيرات والسدود التي تم إنشائها امتلئت بأكثر من 40 ألف متر مكعب من المياه في 12 سدة فقط خلال السيول التي تعرضت لها المدينة في الفترة السابقة، وهذه الكمية من المياه يمكن استغلالها في أغراض الزراعة.