نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة، قولها إن إسرائيل تخطط للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة وتقييده بشدة، بالاستعانة بشركات أمنية أمريكية خاصة، وذلك كشرط لرفع حصارها المستمر منذ شهرين على الإمدادات إلى القطاع.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، من المتوقع الانتهاء من التفاصيل في اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الأحد المقبل، حيث تحظى الخطة بدعم من الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية، ويتوقع أن يبدأ تنفيذها قبل نهاية الشهر، ربما فور زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة للمنطقة في منتصف مايو الجاري.
*رفض أممي ودولي للخطة
قوبلت الخطة برفض قاطع من الأمم المتحدة وعشرات منظمات الإغاثة الدولية، التي ترى أنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية، وغير قابلة للتنفيذ لوجستيًا، وقد تعرض المدنيين والموظفين الفلسطينيين للخطر.
وتتعرض حياة نحو مليوني فلسطيني في غزة للخطر، حيث من المتوقع أن ينفد الطعام في الأسابيع المقبلة وسط تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية.
ووفقا للصحيفة، أحال جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الأمر إلى "القيادة السياسية"، بينم رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
*تفاصيل الخطة الإسرائيلية المقترحة
وفقا للخطة المقترحة، ستسمح إسرائيل لحوالي 60 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية الأساسية والمستلزمات المنزلية بدخول غزة يوميًا - وهو عُشر الكمية التي سمحت بها بموجب وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع وانتهى في أوائل مارس الماضي،. وسيقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفتيش الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم.
وبمجرد دخولها القطاع، ستتجه الشاحنات إلى مراكز التوزيع التي حددتها إسرائيل في الجنوب تحت حماية متعاقدين أمنيين أمريكيين. كما سيوفر المتعاقدون الأمن داخل المراكز وحولها؛ وسيتولى عمال الإغاثة الإنسانية غير الحكوميين جميع عمليات التوزيع المباشر والاتصال بالفلسطينيين.
ستقتصر الخطة في البداية على ستة مراكز كحد أقصى لخدمة القطاع المكتظ بالسكان. وإذا نجح النموذج، فيمكن توسيعه ليشمل شمال ووسط غزة، وفقًا لشخص مطلع.
سيخدم كل مركز ما بين 5 إلى 6 آلاف أسرة. سيستلم ممثلو تلك الأسر طردًا يزن 44 رطلاً من المواد الغذائية ومستلزمات النظافة كل أسبوعين، وفقًا لأحد عمال الإغاثة الدوليين. بينما قال شخص آخر مطلع على الأمر إنه سيتم استلام المساعدات أسبوعيًا.
من جانبها، ترى منظمات الإغاثة أن 60 شاحنة هو حجم أقل بكثير مما هو مطلوب لإعالة حوالي مليوني فلسطيني في غزة. وقال رئيس إحدى المنظمات غير الربحية الدولية العاملة في غزة: "إنها مزحة". "ستون شاحنة يوميًا هي مجرد تكتيك من جانب إسرائيل لتخفيف الضغط الدولي، وليست جهدًا حقيقيًا لمعالجة الأزمة الإنسانية".
وحذّر العديد من الأشخاص من أن الفجوة بين الإمدادات المتاحة والاحتياجات الفعلية ستؤدي إلى أعمال عنف حول المراكز.
*خطة غير إنسانية
وترى جماعات حقوق الإنسان والحكومات حول العالم، بما في ذلك بعض أقرب حلفاء إسرائيل الأوروبيين، بأن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، مُلزمة بموجب القانون الدولي بتسهيل مرور المساعدات إلى غزة دون عوائق. بينما يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن المساعدات المتبقية من وقف إطلاق النار كانت كافية حتى الآن لإعالة السكان المدنيين، وأن القانون الدولي لا يُلزمهم بتقديم المساعدة إذا كانت تُساعد "العدو"، على حد زعمهم.
وطرح المسؤولون العسكريون الإسرائيليون نسخة أولية من الخطة على وكالات الإغاثة في أواخر فبراير وأوائل مارس. لكن التقدم تعثر خلال الشهرين الماضيين بسبب اعتراض الأمم المتحدة وجهات أخرى، ومناقشة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي نفسه لدور جيش الاحتلال.