سهرة عائلية في أحد نوادي القاهرة، اخترقتها حملة لأشخاص بزي مدني يدعون أنهم تابعون لقسم الزيتون، يطلبون من عمر جمال عبد الحافظ طالب بكلية الهندسة بجامعة العاشر من رمضان، التحرك معهم بهدوء إلى مكان غير معلوم.لليوم الرابع على التوالي، مازالت أسرة "عمر" لا تعرف أين اختفى.. ينكر قسم الزيتون خروج أي قوة أمنية منه تحت قيادة "النقيب أحمد"، الشخص الذي عرف نفسه لأمن النادي عند حضوره بحملته للقبض على عمر، وعند البحث عنه في قسم النزهة لم يستدل عليه.
سندس جمال، شقيقة عمر تؤكد لـ"الشروق"، أن شقيقها ليس لديه أي توجهات سياسية، ولم يشارك في أي عمل سياسي من قبل قد يتسبب في التشكك به من قبل قوات الأمن، وعندما ذهبت الأسرة للبحث عن نجلها في قسم الزيتون، نفى مأمور القسم أن يكون النقيب أحمد، قد خرج على رأس أي حملة أمنية يوم الثلاثاء الماضي، وأنه حاليا في فترة راحة ولا يذهب إلى عمله.
عمر جمال طالب بكلية الهندسة جامعة العاشر من رمضان، قسم ميكانيكا، انتهت امتحاناته منذ أيام معدودة، اقتادته حملة أمنية مكونة من 8 أشخاص بزي مدني في ميكروباص أبيض لجهة غير معلومة، مازال هاتفه المحمول يعمل حتى الآن لكن دون رد، وصلت معلومات إلى أسرته بأنه متواجد بمبنى الأمن الوطني بمدينة نصر، لكن قيادات القطاع أنكرت وجوده معللين أن المبنى حاليا خال من أي سجين ويعمل كمقر إداري فقط.
أرسلت أسرة عمر تلغرافات إلى النائب العام تثبت فيها اختفاء عمر بعد القبض عليه من قبل قوة أمنية، كما سيتقدمون ببلاغات في جميع النيابات المعنية لإصدار قرارت الضبط لأي شخص مشتبه فيه وتوجه له التهم.
اتحاد طلاب المعهد التكنولوجي العالي فرع العاشر من رمضان، أعلن عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" انضمام عمر إلى غيره من طلاب الجامعة الذي توجه لهم حملة اعتقالات خاصة.
اقرأ أيضا : نشطاء وجبة العشاء مازالوا مختفين مرت 6 أيام على غياب الثلاثي إسراء الطويل وعمر محمد وصهيب سعد، الذين اختفوا بعد موعد عشاء في وسط البلد مساء الاثنين الماضي، وانقطع الاتصال بهم فجأة، وأغلقت هواتفهم المحمولة، لكن في حادثة تحيطها الغرابة مساء أمس، فتحت التليفونات الخاصة بالشباب الثلاثة، فاتصل بهم أهلهم، لكن دون رد، ثم أغلقت مرة أخرى، ما أثار القلق في نفوسهم، بحسب تصريحات الأهالي.
صهيب سعد أحد الشباب المختطفين لم يستطع حضور جلسة الخميس الماضي لمحاكمته في قضية "خلية الماريوت"، التي أخلى سبيله منها على ذمة القضية، أما عمر محمد الشاب الذي وصفه أصدقاؤه عبر "فيسبوك" بأنه "المعتقل التافه" الذي لا ينتمي لأي تيار سياسي ، ولا يبالي بالأحداث السياسية التي تمر بها مصر، وأقصى ما يشغل باله هو مشاهدة المسلسلات الأجنبية ومحاولة اجتياز مادة "الميكانيكا" التي لم يستطع النجاح فيها، والتخرج في كلية الهندسة.
تقول سارة محمد شقيقة عمر لـ «الشروق» إن تتبع التليفونات المحمولة الخاصة بالشباب الثلاثة أثبت تواجدهم في قسم المعادي، وبسؤال مأمور القسم أنكر وجودهم بالرغم من تعرف أمناء الشرطة بالقسم عليهم، وأكدوا وجودهم في مبنى تابع لأمن الدولة خلف قسم المعادي.
شباب 6 إبريل .. اختفاء وعودة
الحركة المحظورة بأمر قضائي، عانت خلال الأيام الماضية من غياب عدد من الشباب المنتمين إليها، وبعد دعوتها إلى التظاهر يوم 11 يونيو الجاري ضد النظام السياسي الحالي، اختفى عدد من شباب الحركة لعدة أيام وبدؤوا في الظهور حاليا في مختلف الأقسام بالجمهورية.
يقول عمرو علي منسق حركة 6 إبريل، إن عددا من شباب الحركة اختفوا لعدة أيام وظهروا مرة أخرى بدءا من أمس منهم "أحمد خطاب طالب بكلية الهندسة جامعة حلوان، ومحمود باشا عضو المكتب السياسي للحركة، نجوى عز وأحمد الزيات، و3 آخرين من محافظة البحيرة مركز أبو المطامير".
بعد مرور 4 أيام على اختفاء أحمد خطاب، ظهر مرة أخرى في نيابة حلوان وبعد حصوله على إخلاء سبيل، عادت النيابة مرة أخرى ووجهت له تهمة الدعوى للتظاهر يوم 11 يونيو والانضمام لحركة خارجة عن القانون "6 إبريل" وقررت حبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق.
محمود باشا تم اختطافه عند عودته إلى منزله بمدينة الشيخ زايد واحتجازه في مكان غير معلوم، بعد عودته من فاعلية نظمتها الحركة للدعوة للتظاهر في 11 يونيو الجاري، ثم ظهر صباح اليوم السبت.
نجوى عز وأحمد الزيات عضوان بالحركة، تم اعتقالهما منذ يومين في أحد الشوارع، واحتجازهما في قسم المرج، واليوم تقرر حبسهما 15 يوما بنفس التهم الموجهة إلى أحمد خطاب.
"محمود جمال فؤاد - إسلام سعد - محمد بدر" 3 من شباب الحركة، من مركز أبو المطامير بالبحيرة اقتادتهم قوات الأمن من منازلهم، ويواجهون اتهامات بالانتماء لحركة 6 إبريل وتوزيع بيان دعوة للإضراب.
من جانبه، قال عمرو علي، إن جميع أعضاء حركة 6 إبريل الذين اختطفوا، ظهروا مرة أخرى، وأغلبهم تبدو عليهم علامات الضرب الذي تعرضوا له سواء أثناء القبض عليهم أو أثناء احتجازهم في الأقسام، بحسب «علي»، مشيرا إلى أن الشباب «المختطفين»، أكدوا للمحامين أنهم كانوا محتجزين لدى الأمن الوطني وتم التحقيق معهم، إلى أن تقرر عرضهم على النيابة.