هيروشيما.. 80 عاما من اللهب والندم.. مقتل نصف سكان المدينة وانتشار السرطان والتشوهات - بوابة الشروق
الأربعاء 6 أغسطس 2025 6:29 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

هيروشيما.. 80 عاما من اللهب والندم.. مقتل نصف سكان المدينة وانتشار السرطان والتشوهات

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 3:14 م | آخر تحديث: الأربعاء 6 أغسطس 2025 - 3:15 م

يوافق يوم السادس من أغسطس ذكرى الضربة النووية الأولى في العالم، التي وجّهها الطيران العسكري الأمريكي إلى مدينة هيروشيما اليابانية، بقنبلة بلغ وزن مادتها المتفجرة 64 كيلوغرامًا. وكان هدف الضربة إجبار الإمبراطورية اليابانية على الاستسلام دون شروط، لينفتح باب الجحيم على نحو 300 ألف من سكان المدينة اليابانية، ويتحوّل يوم صيفي هادئ إلى كابوس لا ينتهي، حين فزعت المدينة على صوت انفجار مدوٍّ، تبعته سحابة تشبه عش الغراب ارتفعت إلى السماء، واكتست الأرض باللون الأبيض، وانطلقت أعاصير النار من كل اتجاه، وتفحّم عشرات الآلاف في لحظة الانفجار، لتستمر المعاناة منذ ذلك اليوم على مدار 80 سنة، عاشها 340 ألفًا من الناجين.

وتسرد جريدة الشروق معلومات وردت في كتاب "هيروشيما" لجون هيرسي، واللجنة اليابانية لضحايا القنبلة الذرية، وهيئة الأبحاث الأمريكية اليابانية لآثار القنبلة الذرية، إذ توضح تلك المعلومات حجم الدمار والمعاناة التي تسببت بها ضربة هيروشيما النووية، كأول استخدام تدميري للقنبلة الذرية في التاريخ.

إبادة نصف السكان

يُعد تأثير التفجير هو الأقوى على سكان هيروشيما، حيث تسببت القنبلة بموجة انفجارية عظيمة سحقت الأجساد البشرية في طريقها، بينما رفعت حرارة المنطقة المحيطة بالقنبلة إلى 4000 درجة مئوية، وهي درجة قريبة من حرارة سطح الشمس، ما أدى إلى احتراق من لم تسحقهم الموجة الصدمية للانفجار، ليلقى قرابة 150 ألف شخص مصرعهم بسبب الانفجار والنيران المشتعلة، ويقارب هذا العدد نصف سكان المدينة.

حاول الناجون الهرب، ولكن حرارة القنبلة تسببت في انطلاق أعاصير نارية في أرجاء المدينة، لاحقت الناجين بين الأنقاض، واضطر كثير منهم للقفز في النهر ثم الموت غرقًا، واحترق من تبقى في طريق الأعاصير النارية، وتعرضوا أيضًا للمواد المشعة الناتجة عن الانفجار النووي.

الحروق والأمراض القاتلة

نجا آلاف المصابين الذين هربوا خارج مركز الانفجار، ولكنهم تعرضوا للإشعاعات النووية، والتي سببت أمراض متلازمة الإشعاع الحادة، ليموت المصابون بها خلال شهر من التفجير. وقد أحصت الجهات الصحية اليابانية وفاة 6000 من أولئك المصابين خلال شهر من التفجير، بينما أصيب مرضى الإشعاع بضعف المناعة نتيجة احتراق البشرة، في ظل تفاقم الأوبئة مثل الكوليرا والزحار والتيفوئيد، نتيجة التكدس وقلة النظافة في أعقاب التفجير.

انتشار السرطان

تفيد الدراسات المرتبطة بآثار الإشعاع أن شخصًا من كل 40 من ضحايا الإشعاع معرض بشدة لأمراض السرطان، وأن شخصًا من كل 80 من مصابي الإشعاع معرض للإصابة المميتة بالسرطان. ويُعد سرطان الدم، المعروف باللوكيميا، أسرع السرطانات ظهورًا خلال سنتين من التعرض للإشعاع، بينما تأتي سرطانات الرئة والجلد في المرتبة الثانية لشدة تأثرهما بالإشعاع، ويظهران خلال 5 سنوات من الإصابة. وقد رفعت حصيلة مرض السرطان من إجمالي وفيات قنبلة هيروشيما النووية.

المرض المزمن

صنّفت حكومة اليابان نحو 60 ألف شخص من ضحايا قنبلتي هيروشيما وناجازاكي بأنهم أصيبوا بأمراض مزمنة متنوعة نتيجة التفجير، تتنوع بين السرطان والتشوهات والمرض النفسي. وقد زادت الأمراض النفسية بين الناجين من التفجير النووي خلال الـ20 عامًا التالية للحادثة، مع تصدر مرض الاكتئاب الحاد للحالات النفسية بين الناجين.

العار الاجتماعي

يعاني الناجون من قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، وعدد الأحياء منهم 125 ألفًا بحسب أحدث إحصائية، من التمييز والاضطهاد نتيجة المفاهيم المغلوطة عن تسبب الإصابة الإشعاعية بأمراض وراثية، ما تسبب في رفض الكثير من الناجين في الوظائف المختلفة في اليابان، وتعرض الكثيرين منهم للرفض أيضًا في ما يتعلق بالزواج. ورغم ذلك، فقد أفادت الدراسات الخاصة بتأثير الإشعاع على الأمراض الوراثية بعدم وجود دليل واضح على تغير الجينات لدى الناجين من التفجيرات النووية، ولا لدى أبنائهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك