في ذكرى حرب أكتوبر.. نتذكر «نزيه محمد علي»: مقاتل حتى الرمق الأخير - بوابة الشروق
الإثنين 17 نوفمبر 2025 2:01 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

في ذكرى حرب أكتوبر.. نتذكر «نزيه محمد علي»: مقاتل حتى الرمق الأخير


نشر في: الجمعة 6 أكتوبر 2017 - 9:20 م | آخر تحديث: الجمعة 6 أكتوبر 2017 - 9:20 م

كان له دور عظيم فى تأمين تطوير الهجوم لقواتنا البرية على مواقع العدو.. كان الحارس الأول لها من طائراتهم التى حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن توقف لحظات العبور.. بعد تخرجه عام 1962 أصبح «نزيه محمد على»، ضابطا فى المدفعية المضادة للطائرات، ليعين بعدها قائدا لفصيلة نيران فى إحدى وحدات الصواريخ أرض جو بمنطقة جنوب القنطرة، وانعكس تميزه على مستوى التدريب والكفاءة القتالية لوحدته الصغرى التى فازت بأحسن فصيلة فى التدريب القتالى للدفاع الجوى.

وبعد أحداث هزيمة 67 عين قائدا لسرية نيران فى إحدى كتائب الصواريخ، وكلف بمهمة عمل كمين لطائرة تابعة للعدو على ساحل البحر الأحمر، وإسقاطها، ولتنفيذ المهمة تحرك برجاله لمسافة امتدت إلى 300 كم من منطقة التمركز الأساسية، وفى الموقع المحدد للكمين بدأت الوحدة تراقب الطائرة المعادية، وحينما حددت أجهزة الرادار الهدف، أطلقت الصواريخ إلى السماء وأسقطت الطائرة إلى الأرض، وحصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبدالناصر.

ومن البحر الأحمر إلى قناة السويس، عين رئيسا لعمليات إحدى كتائب النيران عام 1969، وكلفت وحدته احتلال موقع كمين على جبهة قناة السويس المحتدمة بأعمال القتال ومسرحا نشطا لطائرات العدو، وفى تعاون وثيق مع وحدات الصواريخ المجاورة بدأ الاشتباك مع الطيران المعادى لتسقط 7 طائرات محترقة ويقع طيارون أسرى فى أيدى قواتنا.

وواصلت كتيبة «نزيه»، مهامها القتالية لتسقط طائرتين من طراز «سكاى وهوك» خلال شنها لغارات، ومع توليه قيادة كتيبته استمر فى تطوير مستوى التدريب القتالى والاستعداد المعنوى والنفسى للمقاتلين، وعمل على إظهار أسطورة البطل المصرى الذى لا يهاب الصعاب ولا ينثنى عزمه أمام عدو أيا كان.

وحينما حانت الساعة صدرت الأوامر برفع درجة الاستعداد، الجميع أصبح خلية نحل.. رجال المدفعية فى مواقعهم، وأجهزة الرادار تراقب رصد طائرات العدو، والصواريخ جاهزة للانطلاق الفورى.

وفى الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر، انطلقت طائراتنا فوق الرءوس إلى اتجاه الشرق، لتدق القلوب وتهدر الدماء فى العروق ويبدأ العبور العظيم واجتياز الساتر الترابى والانقضاض على حصون خط بارليف التى سقطت واحدة تلو الأخرى، ويفر العدو المتغطرس تاركا أسلحته وأفراده فى أيدى قواتنا ما بين قتيل وأسير.

وكانت قوات الدفاع الجوى بالمرصاد لكل محاولات العدو الجوية، ولم تمكنه من تحقيق أهدافه بتعطيل العبور أو التأثير على القوات، وتكبدت قواته خسائر فى الطائرات والطيارين، لتصدر القيادة الإسرائيلية أوامرها بعدم اقتراب الطيران من قناة السويس لمسافة 15 كم.

واستمر الدفاع الجوى فى توفير الحماية الجوية للقوات البرية، مع استمرار تقدمها فى عمق دفاعات العدو، محققة مهامها القتالية بنجاح، وصدرت الأوامر لكتيبة البطل «نزيه محمد على» بالتحرك والانتقال إلى سيناء يوم 12 أكتوبر لحماية رءوس الكبارى وتأمين القوات البرية فى العمق، وتحركت على المعبر المخصص لها إلى الضفة الشرقية.

وفى الساعة 4 من ظهر 13 أكتوبر، تم التقاط هدف من طائرتين ميراج فأصدر البطل أوامره الفورية بالتعامل معها ونجحت فى تدمير إحداها فيما فرت الأخرى هاربة.

وفى صباح 14 أكتوبر رصدت شاشات الرادار هدفا من طائرات العدو على ارتفاع منخفض، وتمكن الرجال بخبرتهم وتدريبهم المميز من التعامل مع الهدف، رغم نشاط المدفعية المعادية وقصفها لموقع «البطل»، وفى الساعة الواحدة إلا الربع من نفس اليوم ظهرت مجموعة أخرى مكونة من 4 طائرات معادية، تعاملت معها فأصابت إحداها وفر الباقى.

وفى الساعة الواحدة وسبع دقائق اشتبك مع هجمة جوية أخرى، فيما دمرت طائرة وارتطمت الأخرى بالأرض بالقرب من الموقع، وتقترب هجمة جديدة فى تمام الثانية ظهرا لتلقى مصير سابقتها، مع استمرار الخسائر، قلل العدو نشاطه الجوى فى هذا اليوم مركزا قصفه المدفعى بعيد المدى على موقع البطل، ونجح فى إصابة أحد الصواريخ المحملة على الناقلات.

وفى صباح يوم 15 أكتوبر، شن العدو هجوما جويا جديدا لتدمير الموقع الدفاع الجوى، لتسقط إحدى طائراته فيما تمكنت الأخرى من إصابة الموقع بصواريخ جو أرض، وتفريغ حمولتها داخل الموقع مسببة أعطالا فى كابينة المعلومات والصواريخ وإصابة عدد من الضباط والجنود.

وفى صباح 16 أكتوبر صدرت الأوامر للكتيبة بالانتقال إلى موقع تبادلى آخر ونجح البطل فى نقل معدات الكتيبة إليه، لتوفير الحماية الجوية للقوات البرية أثناء تطوير الهجوم، وفى صباح 19 أكتوبر قامت مجموعة من دبابات العدو بمحاولة تطويق الموقع الجديد، وصدرت الأوامر للبطل للخروج من الحصار.

وبرغم نقص المركبات نجح أبطال الكتيبة فى تجميع معدات سرية الرادار والرشاشات وأجهزة الإنذار وإخراجها من الحصار، وكانت إرادة الصمود والنضال للبطل ورجاله المخلصين دافعا لهم لعدم ترك أى معدة تقع فى أيدى العدو وبمعاونه إحدى الوحدات الفرعية للمظلات، تم اختراق الحصار وإخلاء جميع معدات الكتيبة التى نجحت فى تدمير 13 طائرة للعدو خلال مواجهاتها، ونفذت بشكل كبير كل ما أسند إليها من مهام لتوفير الحماية الجوية المستمرة لقواتنا البرية، مما ساعدها على تنفيذ مهامها بنجاح.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك