في ظل ما يُفترض أنه العصر الذهبي للعلم، تواجه الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة تحديات غير مسبوقة. فقد باتت العلاقة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والمؤسسات البحثية والأكاديمية عنوانًا لتوتر متصاعد، أثار قلقًا عالميًا من مستقبل الاستقلال العلمي في واحدة من أكبر القوى البحثية في العالم.
وفي هذا السياق، وجّهت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم - الجهة المانحة لجوائز نوبل - تحذيرًا صريحًا من التدخلات السياسية التي تهدد نزاهة التعليم والبحث العلمي الأمريكي.
كما عبّر عدد من القيادات الأكاديمية عن مخاوفهم من السياسات التي تتبناها الإدارة، وعلى رأسها تقليص التمويل وفرض قيود بيروقراطية على الجامعات الكبرى، ما ينذر بأثر بالغ الضرر على مستقبل المعرفة والإبداع في الولايات المتحدة.
- مخاوف من تقييد البحث العلمي تحت مبرر الإصلاح
بحسب صحيفة الجارديان، أشارت إيلفا إنجستروم، نائبة رئيس الأكاديمية الملكية السويدية، إلى أن السياسات التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب متهورة، وقد تؤدي إلى آثار مدمرة على المدى القريب والبعيد.
وأكدت أن الحرية الأكاديمية تُعد ركيزة أساسية للنظام الديمقراطي، وأن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تراجع قدرة العلماء الأمريكيين على النشر والحصول على التمويل، ما سيؤثر بشكل مباشر على جودة الأبحاث وتنوع مجالاتها.
من جانبها، نفت الإدارة الأمريكية أن تكون إجراءاتها محاولة لتقييد البحث العلمي، مؤكدة أن الهدف منها هو تقليص الهدر المالي وتعزيز الابتكار.
وأوضح البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر ممول للأبحاث العلمية في العالم، وأن الإجراءات الأخيرة ستدعم مكانتها العلمية عالميًا.
- تقليص التمويل وتقييد الجامعات
كانت إدارة ترامب اقترحت تقليص ميزانية المعاهد الوطنية للصحة، وهي أكبر جهة تمويل للأبحاث الطبية في العالم، بالإضافة إلى خطط لإلغاء وزارة التعليم وتقليص دور الحكومة الفيدرالية في القطاع التعليمي، مع فرض قيود على نسب الطلاب الدوليين في الجامعات الأمريكية، ومنح الأولوية لبرامج التعليم الوطني الموجَّه.
كما دخلت إدارة ترامب في صدامات مع عدد من الجامعات الكبرى، وهددت بوقف التمويل عنها على خلفية قضايا تتعلق بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، وفقًا لصحيفة الجارديان.
- تحذيرات اقتصادية
من جانبه، اعتبر الاقتصادي الأمريكي البريطاني سايمون جونسون، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد عام 2024، أن هذه السياسات سيكون لها تأثير سلبي مباشر على النمو الاقتصادي وفرص العمل، مؤكدًا أنها ستضر بشكل خاص بالقطاعات الهندسية والعلمية، وفي مقدمتها علوم الحياة.
- اقتراب إعلان الفائزين بنوبل
تستعد الأكاديمية السويدية للإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لهذا العام، بدءًا بجائزة الطب يوم الإثنين، على أن تختتم بالإعلان عن جائزة الاقتصاد. وتبلغ قيمة الجائزة نحو 1.2 مليون دولار.
ورغم أن الرئيس الأمريكي كرر أكثر من مرة أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، فإن خبراء أكدوا أن فرصته في الفوز بها شبه منعدمة.