إسرائيل تكشف أسرارًا جديدة عن معركة الجزيرة الخضراء - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 10:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل تكشف أسرارًا جديدة عن معركة الجزيرة الخضراء

ترجمة: محمد حامد
نشر في: الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 10:56 ص | آخر تحديث: الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 2:19 م

لولا جندى مصرى يحمل رشاشا وآخر ألقى قنبلة يدوية لانتهت المعركة بقتيلين إسرائيليين فقط

كانت معركة الجزيرة الخضراء على الطرف الجنوبى لقناة السويس فى 19 ــ21 من يوليو عام 1969 واحدة من أبرز الملاحم العسكرية التى خاضتها القوات المصرية خلال حرب الاستنزاف، والتى وصفها المراقبون العسكريون الإسرائيليون بأنها أكبر عملية عسكرية منذ حرب يونيو 1967.

على أرض هذه الجزيرة الصغيرة التى لا تتجاوز مساحتها مساحة استادين لكرة القدم نجحت قوة مصرية صغيرة محاصرة فى التصدى لهجوم عنيف شنته سريتا كوماندوز بحرية إسرائيلية مدعومة بقصف بحرى وجوى. انتهت العملية الإسرائيلية التى أطلق عليها بولموس6 بالفشل، ووصلت الخسائر الإسرائيلية إلى 11 قتيلا وستة جرحى، بحسب الأرقام الإسرائيلية، فضلا عن إسقاط طائرتين خلال الغارات على بطاريات الصواريخ المصرية، ما دفع المحلل العسكرى لصحيفة هاآرتس إلى القول إن حالة من الصدمة وخيبة الأمل أصابت الإسرائيليين بعد هذه المعركة.

ومع حلول الذكرى السادسة والأربعين للمعركة كشفت إسرائيل عن محاضر الجلسات السرية للجنة الدفاع والخارجية فى الكنيست للاستماع إلى الإفادات التى أدلى بها لأعضاء اللجنة وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيس الأركان حاييم بر ليف، والجنرال عيزر فايتسمان، وعدد من كبار الضباط.

تشير الوثائق إلى أن عملية الجزيرة الخضراء جاءت ردا على مقتل العشرات من جنود الجيش الإسرائيلى على جبهة القناة خلال القصف المدفعى المتبادل مع القوات المصرية، ومن أجل تغيير الآلية، وردع الرئيس المصرى جمال عبدالناصر عن الاستمرار فى حرب الاستنزاف. ولذلك فقد اقترحت القيادة العسكرية القيام بعمليتين منفصلتين ومتواليتين فى حين ألغيت عملية ثالثة تقضى بإنزال قوات كوماندوز غرب القناة.

كان القوات الإسرائيلية فى الشهر السابق للعملية ــ مايو ــ تكبدت خسائر كبيرة على يد القوات المصرية التى نجحت فى قتل وجرح ما يزيد على 160 جنديا إسرائيليا خلال عمليات قامت بها شرقى القناة.
أما عن توقيت العملية فقد اختير لها أن تتزامن مع هبوط سفينة الفضاء أبولو 11 بقيادة رائد الفضاء أرمسترونح على القمر عندما يكون العالم مشغولا بهذا الحدث.

وتكشف الوثائق أن الهجوم على الجزيرة كان محل خلاف بين القيادة العسكرية من جانب وبين صغار الضباط من جانب آخر، فقد شكك كثير من الضباط ومن بينهم عوزى ديان ابن شقيق وزير الدفاع موشيه ديان فى خطورة العملية وتعريض حياة الجنود للخطر، بينما كان رئيس الأركان والقيادة السياسية يرون أنها عملية ضرورية. وبحسب الوثائق فقد قيل لعوزى ديان: بدلا من أن تسوى طائرات سكاى هوك الجزيرة بالأرض، فإنه من المتوقع زرع الرعب فى قلوب المصريين.

فى شهادتهم أمام اللجنة قال كبار الضباط «أردنا أن نقتل أكبر عدد من المصريين فى هذا الموقع الحصين على القناة، وأن نرد لهم ما فعلوه بنا، وأن نصل إلى أصعب نقطة لدى المصريين لا مثلما فعلنا حتى الآن من الوصول إلى الجبهة الداخلية المصرية المكشوفة، أو المواقع الضعيفة على خليج السويس».

وأرجع القادة الإسرائيليون السبب فى كثرة عدد القتلى إلى طبيعة أرض الجزيرة «أردنا أن نتجنب قدر الإمكان أن يصاب جنودنا، وقلنا منذ البداية إن مقتل عشرة جنود يعنى الفشل».

وثمة مبرر آخر ساقه القادة لزيادة عدد القتلى الإسرائيليين «عرفنا أن المصريين ينتظرون عملا كبيرا من قبلنا. كنا نظن أنهم يعتقدون أن هذه هى العملية الكبيرة التى ستقلل من استعدادهم، ومن ثم نفاجئهم بالضربة الجوية. الأمر كله مسألة حظ. فلولا مصرى واحد يحمل مدفعا رشاشا، وآخر ألقى قنبلة يدوية لانتهت العملية دون قتلى أو انتهت بقتيلين فقط».

اقرأ أيضًا:

من مذكرات العريف حاييم نجار سائق الدبابة فى الكتيبة 106: كان أقسى يوم سبت مر علينا

«يوميات الفوضى والرعب»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك