بعد غياب تام عن الساحة الإعلامية لمدة تجاوزت العام، حل حمدين صباحي رئيس التيار الشعبي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ضيفًا على الإعلامي وائل الإبراشي، خلال حلقة أمس الأول الأربعاء من برنامج "العاشرة مساء"، المذاع على قناة "دريم".
وفي حوار مطول استمر أكثر من ساعتين، أجاب "صباحي" على أسئلة عديدة تتعلق بالقضايا السياسية المثارة حاليًا، كما علق على العديد من الأحداث التي وقعت في مصر خلال الفترة الماضية.
وترصد «الشروق» فيما يلي الأسئلة التي طُرحت خلال البرنامج، والأجوبة التي رد بها «صباحي».
ماذا قال معلقًا على زيارة الرئيس للكاتدرائية؟
أثنى "صباحي" على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم التهاني إلى الأقباط بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، قائلا: "تعطي إشارات ودلائل على أن الدولة المصرية لا تفرق بين مواطنيها ولا تميز بينهم".
وأكد أن "مصر تحتاج إلى العدل بعد أن شاعت بها المظالم والتمييز والتفرقة بين الناس، وتحتاج إلى المحبة بعد انتشار الكراهية والرغبة في الاغتيال المعنوي والنفسي لشركاء الوطن، وحرمانهم من حقوق المواطنة، فنحن بحاجة إلى الاعتصام بالقيم النبيلة التي تنزلت مع الرسولين محمد وعيسى عليهما السلام".
وتابع: "لو كنت رئيسًا لمصر لذهبت إلى الكاتدرائية مثلما فعل (السيسي)، وكنت سأحرص على إرساء قاعدة أن الرئيس هو رئيس لكل المصريين، فلابد أن يشارك الشعب المصري بكافة أعياده الدينية، وأن يحافظ على تماسك المجتمع المصري ووحدته".
وأوضح أن يوم الأربعاء كان ذكرى سليمان خاطر، قائلا: "هو شهيد فى مواجهة التطبيع مع عدونا الصهيوني وتستحق ذكراه التحية له ولكل شهدائنا فى 25 يناير و30 يونيو، ولكل شهيد من شهداء القوات المسلحة والشرطة، فيجب أن نرفع شعار (عظم شهيدك) ونخلص لدماء هؤلاء، ولا نسمح بانطفاء حلم تحقيق الأهداف التي ماتوا من أجلها".
لماذا اختفى عن الساحة خلال العام الماضي؟
قال "صباحي" إنه لم يكن مختفيًا، وإنما أخذ خطوة إلى الخلف بإرادته وبرضا واقتناع منه.
وأضاف: "رأيت أنه من الملائمة والذوق أن يحصل الرئيس المنتخب على فرصة كافية لتحقيق آمال الشعب فى مناخ خالى ما قد يعتقد البعض أنه مناكفة، وظللت متأملا ومراقبًا ومتواصلا مع قطاعات عديدة ممن أحبهم، كما حافظت على دورى فى إطار التيار الديمقراطى والتعبير عن الرأى فى بعض المواقف، وتراجعي للخلف قليلا كان محمودًا من جانب البعض، وقوبل بتقدير شعبي كذلك".
وأكد أن الإطالة فى البقاء للخلف طويلا قد تكون مذمومة؛ لأن البلد الآن تحتاج إلى صوت مختلف عن السلطة والمهللين لها، والسائرين في ركابها دون تمييز، قائلا: "مصر فى حاجة حقيقية لصوت وطنى مستقل وقوة معارضة وطنية بناءة".
ما هو رأيه في الوضع العام في مصر؟
أشار "صباحي" إلى احتياج الناس لسماع صوت مختلف الآن، مستطردًا: "في رأيي أنه بعد هذه المدة لم تتمكن السلطة على مدار عام ونصف، من تحقيق آمال المصريين أو حتى وضع نفسها على الطريق الصحيح لتحقيق هذه الآمال وهذا خطر، وبالتالي من واجبنا تصويب مسيرة العمل الوطنى لتكون فى الطريق الصحيح".
وقال إن مصر في مأزق الآن، وأحد ملامحها أن السلطة التي تحكم الآن لا تنحاز لأغلبية المصريين والفقراء في الوطن، مضيفًا: " ثورة 25 يناير هى أجمل ما أنجزه الشعب المصرى فى تاريخه، وعندما خرج في 30 يونيو كان يصوب مسارها ويستردها، ورغم ذلك لا زلنا نُحكم بنفس السياسات القديمة البالية"، على حد قوله .
وتابع: "أقول كلمتي من أجل التصحيح لا التجريح، فأنا قلق على مصر وغيور عليها وأتمنى نجاحها وتقدمها وحماية كرامة أبنائها، فالبرغم من أن مصر تغير عليها 4 حكام بعد حسني مبارك، وهم المجلس العسكري ومحمد مرسي والمستشار عدلي منصور والرئيس عبدالفتاح السيسي بعد انتخابه، لكن السياسات القديمة ما زالت موجودة، والآن نريد أن نكون بلد تليق بشهدائها، من خلال القضاء على ما نعيش فيه من فقر وفساد واستبداد وتبعية".
وأكد أن الرؤية مفقودة في مصر حتى الآن، قائلا: "نريد أن يكون في هذا البلد مشاركة حقيقية لكل قواها، ونحتاج إلي أحزاب متماسكة تؤمن بأهداف ثورة هذا الشعب ولا تقصي أحدًا، فالالتزام بالدستور والمشاركة الحقيقية مع كل القوى الوطنية هما ضمانة التقدم للمستقبل".
ماذا قال قبل انقطاع البث عن البرنامج ثم عودته مرة أخرى؟ وكيف علق على الواقعة؟
فوجئ الإعلامي وائل الإبراشي، هو وضيفه حمدين صباحي بانقطاع التيار الكهربائي عن الاستوديو على الهواء، وهو ما اضطر البرنامج للخروج إلى فاصل إعلاني.
وقبل انقطاع الكهرباء، كان "صباحي" يوجه انتقادات للسلطة، قائلا: "السلطة الحالية تتمتع بشعبية، ولكنها تتناقص وتتراجع حاليًا، لكن السؤال هو إذا كانت السلطة تتمتع بهذه الشعبية فلماذا لا تلبي للشعب طموحاته ومطالبه، ولماذا استمرار إشاعة المظالم بين الناس؟
وتساءل: "ألم يطلب الشعب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق الدولة المدنية والديموقراطية، أليس هذا ما طالب به المصريون ودفعوا ثمنًا غاليًا، وهم شهداء من أنبل ما فينا ومصابين دفعوا نور عينيهم؟".
وبعد أن قال "صباحي" هذه الكلمات، انقطع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ، ليعود بعد دقائق، ويظهر الإعلامي وائل الإبراشي على الهواء مرة أخرى معتذرًا للجمهور.
وأوضح "الإبراشي" أن ما حدث كان بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة التي يقع فيها الاستوديو ، ولكن تم تشغيل المولدات الكهربائية الإضافية، قائلا: "أنا أندهش لماذا ينقطع التيار الآن، فهو سيظل سؤالا ولغزًا".
كما علق "صباحي" على الواقعة، قائلا: "أطمئن الجميع، فالتيار الكهربائي يمكن أن ينقطع، ولكن نور ربنا لا يتوقف أبدًا، وسنواصل تقديم رؤيتنا حتى بناء مستقبل أفضل لوطننا".
ماذا تحقق من أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو في رأيه؟
قال "صباحي" إن هناك إنجازات لامعة تحققت وأنه يحيها بالتأكيد، لكن الطريق الذى تسير فيه البلد وجوهر السياسات التى تحكمها قديمة.
وأضاف: "لا أحد من حقه تعديل أهداف الشعب الواضحة التى أعلنها فى شعارات يناير ويونيو، وما نطلبه وجود رؤية واضحة ومعلنة تحقق هذه الأهداف".
وواصل انتقاده للسلطة الحالية، بسبب عدم تمكنها من تحقيق أهداف الشباب وعدم تقدير الشهداء، قائلا: "المتفوقون محرومون من التعيين فى النيابة، والحاصلون على الدكتوراة والماجستير مثلهم يطلبون حقهم، وهذا نوع من التمييز وغياب للعدالة".
كيف تحدث عن الشباب وما هو رأيه في قانون التظاهر؟
أشار "صباحي" إلى عدم وجود اهتمام حقيقي بالشباب أو تقدير لما بذله الكثير منهم، قائلا: "الشباب منهم الجندي أحمد شويقة الذى ضحى بروحه لكى يعيش الناس، وشهداء 25 يناير حتى الآن ومن بينهم جيكا والجندى ومينا دانيال كلهم شباب، والمسجونين ظلمًا وعدوانًا بسبب قانون غير دستورى هو قانون التظاهر هم أيضا شباب".
وأكد أن الشباب هم ثروة مصر فى المستقبل وللأسف يتم كسر حلمه الذى انطلق مع 25 يناير، فيتم اقتحام بيوتهم وتعكير أيامهم وأخذهم إلى سجون الأمن الوطني قائلا: "هناك إماتة للسياسة وتضييق على المجال العام، وإهدار لدور الحلقات الوسيطة من نقابات وأحزاب ومجتمع مدني" .
وتابع: "لو فشل الحكم الحالي سيدفع البلد كله الثمن، لأن الطريق الذي نسير فيه خطر، فنحن لا نريد إسالة المزيد من الدم المصري.. كفانا دم وفرقة وخلاف "
وأكد مرشح رئاسة الجمهورية السابق أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يستطيع أن يكون منحازًا لهذه الرؤية بخطاب واضح ومُعلن، قائلا: "الرئيس أمامه فرصة في افتتاح مجلس النواب أن يعلن بوضوح عن تبنيه لأهداف الثورة، فنحن نريد شركاء أحرار لا تابعين، وأصحاب رؤى مستقلة لا نسخ بالكربون، كما نحتاج لاحترام الشباب لا احتوائه".
وتساءل قائلا: "(السيسي) أصدر عفوًا بالإفراج عن بعض الشباب وقال من قبل إن هناك مظلومين في السجون، فلماذا لا يطلق سراح كل سجين رأي أيًا كان رأيه طالما لم يحمل سلاحًا أو يتبنى العنف"، مؤكدًا أن جهاز الأمن عليه إدارك أن مهمته محاربة الإرهاب لا الشباب، لأنهم سلاح رئيسي في مواجهتنا مع الإرهاب.
ما تعليقه على ارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين وبعض السلع؟
انتقد "صباحي" ارتفاع أسعار السلع وبعض والمنتجات، قائلا: "يجب أن يقول الرئيس خطاب ينتصر فيه للفقير ويلمس وجعه، فكيف أؤيدك ثم تغلي عليا فواتير المياه والكهرباء؟، ثم نجد على الشاشات هذا الحلف الواسع من النفاق للسلطة والذي يردد للمصريين دائمًا أنهم في أحسن عيشة، ولكن المواطن المصري في منتهى الذكاء".
من هم "حلف الدببة" الذي تحدث عنه؟
أكد حمدين صباحي أن هناك من سيتهمه بالخيانة بسبب حديثه وانتقاده لبعض الممارسات، واصفًا من يقوم بذلك بأنهم "حلف الدببة" الذي يتصور أنه يدافع عن السلطة ولكنه يؤذيها ويمثل عبئا عليها.
وتابع: "كان لدينا الإخوان الذين يعملون بمنطق التكفير والآن جماعة جديدة تعمل بمنطق التخوين، فالإخوان لم يكونوا أفضل من يدافع عن الدين، ولا هؤلاء الذين يروجون للتخوين الآن هم أفضل من يدافعون عن الوطن".
وقال إن المدافعين عن الثورة والمنحازين لها بحاجة حقيقية للتنظيم، ولأداء مهام متعددة وتبنى لغة تعيد وصل علاقتهم بالناس، كما أنهم يحتاجون إلى تبني خطاب يؤكد أننا نبنى ولا نهدم فقط .
بماذا وصف قرار إلغاء نتائح انتخابات اتحاد الطلبة؟
أبدى "صباحي" اندهاشه من إلغاء نتيجة انتخابات اتحاد طلاب مصر، قائلا: "كيف تجري الدولة انتخابات اتحاد طلاب مصر، بعد أن أشرفت عليها وزارة التعليم العالى، وبعد أن جاءت بطلاب مستقلين، ليكون الرد عدم الاعتراف بنتائجها!".
وتساءل: "لماذا يغلقون باب الأمل بممارسات مثل التي جرت مع اتحاد طلاب مصر وهي لا يمكن وصفها إلا بأنها تصرفات غاشمة وغشيمة؟".
ما رأيه في الانتخابات البرلمانية ولماذا لم يشارك فيها؟
قال "صباحي" إنه لم يقرر مقاطعة انتخابات مجلس النواب لكنه لم يجد أنه يستطيع المشاركة فيها، بسبب القوانين المنظمة للانتخابات.
وأوضح أن هذه القوانين أعدت لتخرج "مجلس تفصيل"، قائلا: "ما سمعناه عن تدخلات أجهزة أمنية فجة فى عملية الانتخابات يصب في صالح من يسعون لبناء دولة الصوت الواحد والرأي الواحد و(تمام يا أفندم)".
وتابع: "لا يجب أن نتبع عبارة (تمام يا فندم) فهي عبارة تصلح في أداء الأجهزة الأمنية لكنها لا تصلح في بناء مجتمع ديمقراطي".
وأكد أن الانتخابات الماضية لم تشهد تدخلا أمنيًا فقط في صناعته، وإنما مال سياسى فج هو فى الأساس مال فاسد، وهو لم يشتر ناخبين فقط بل مرشحين أيضا، قائلا: "أسوأ ما في المالي السياسي أنه كان يسعى لتصوير الشعب المصرى بعد ثورتين أنه يمكن شراءه بسبب الفقر والقيود على الحريات".
وقال إنه يُفترض أن تتم الدعوة للانتخابات من خلال اتباع بقواعد واضحة ومحترمة، وبإطار قانوني محدد ويحظى بتوافق حقيقي، على ان تتم في جو يخلو من التدخلات الأمنية واستخدام المال السياسي الفاسد، مضيفًا: "يجب أن تدير السياسة أجهزة الأمن، ولكننا لدينا ضمور فى العقل السياسى وتضخم فى الذراع الأمني".
بماذا علق على وقائع التعذيب التي تعرض لها عدد من المواطنين على يد ضباط شرطة؟
قال "صباحي" إن الاستبداد والإرهاب يعيشان ويتغذيان على بعضهما البعض، واصفًا وقائع التعذيب فى الأقسام بأنها موجعة ومرعبة، مطالبًا بإجراء إصلاح مؤسسى جاد فى أغلب مؤسسات الدولة، بما فيها الأجهزة الأمنية.
وأكد أن ظواهر الفساد فى الأجهزة الأمنية تتمثل في التعذيب والاختفاء القسرى والتقارير الملفقة لبعض الأشخاص، قائلا: "مثل هؤلاء هم من يسيئون لسمعة جهاز الشرطة والأجهزة الأمنية."
وتساءل: "كيف يقتل خالد حسام ابن بلدي (الحامول) بمحافظة كفر الشيخ، برصاصة من مسدس أمين شرطة لمجرد أن سيارته اصطدمت بمرآة سيارة ضابط؟"، مؤكدًا أن مصر بحاجة إلى جهاز شرطي قوي قادرا على تحقيق الأمن في إطار من احترام القانون وحقوق الإنسان، وأنه لا قيمة لجهاز أمنى لا يحظى برضا شعبى، لأنه لا أحد يحمى سوى الشعب، ولا أحد يحسم سوى الشعب وليس الأجهزة الأمنية أو السيادية.
ما هو حلمه وما الشيء الذي تحتاجه مصر من وجهة نظره؟
أوضح "صباحي" أنه ينتقد من أجل تصحيح المسار، ولتطبيق عبارة "انصر اخاك ظالمًا أو مظلومًا"، قائلا: "مصر تحتاج إلى نصرة المظلوم ورد الظالم عن ظلمه، خاصة وأن الفقهاء يقولون إن الدولة الكافرة تدوم لو كانت عادلة، ونظيرتها المسلمة تزول لو كانت ظالمة".
وأضاف: "ليس لى مقصد ولا مغنم ولا مطمع ولا أرغب فى موقع، إلا أن اطمئن على مستقبل البلد وأجياله القادمة، فأنا دخلت العمل السياسى لا طمعًا فى شئ، وإنما دفاعًا عن الغلابة والفقراء فى هذا البلد الذين كانوا يحتاجون ولو لصوت يدافع عنهم وينحاز لهم" .
وقال مرشح الرئاسة السابق إن حلمه ليس الوصول لقصر الاتحادية وإنما ستر الغلابة وصون كرامة المصريين، مضيفًا: "مصر تحتاج للحفاظ على قلب شبابها الثورى الأبيض، وتحتاج أيضًا لنمو ونضج فى عقولهم كى يكون للثورة عقل، كما نريد تبني رسائل أمل أقوى من الألم، لا سيما وأن الثورى الحقيقى هو من يطرح حلولا وبدائل، تظهر قيمتها باقتناع الناس بها".
وأكد "صباحي" انه قصر خلال الفترة الماضية، قائلا: "أعترف بتقصيرى وغيرى مؤخرًا، والآن لابد أن نسعى لبناء تنظيم كبير يعبر عن المعارضة الوطنية الديمقراطية، فأنا لا يهمنى من (من) يحكم وإنما (كيف) يحكم والسياسات التى يعمل بها".
ماهي رسالته للشباب؟
وجه رئيس التيار الشعبي، كلمة للشباب قائلا: "رسالتى لهم أن الفريضة الغائبة للثورة هي التنظيم ، فغياب هذه الفريضة أدى إلى سرقة الثورة مرتين فى يناير، ثم محاولات لسرقتها مجددًا في 30يونيو، ولذلك فهو خطأ وقعنا فيه أنا وغيرى من قبل ولا نريد له أن يستمر" .
وأكد "صباحي" أن ما يتردد بأن ثورة 30 يونيو ضد 25 يناير مجرد أوهام يطلقها من يريد الترويج لأطماعهم وأكاذيبهم، قائلا: "كل من يؤمن بأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو أنا معه، وكل من يرى يونيو انقلاب ويناير نكسة لست فى صفه".
ماهو رأيه في "البرادعي" و"نور" و"أبوالفتوح"؟
أكد "صباحي" على حبه واحترامه للجميع، وانه يتفق مع بعض الشخصيات السياسية في موضوعات معينة ويختلف معهم في قضايا أخرى.
وعن رأيه في الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، رد قائلا: "هو رجل نبيل وضميره حي".
أما عن أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، فقال: "أختلف مع كثير من مواقف (نور) الحالية، لكنه له سابقة عمل وطني، و(أبوالفتوح) صديق منذ أن كنت طالبًا ومن وقتها ونحن نختلف سويًا أيضًا، ويجب أن نؤكد أن الاتفاق ليس معناه التطابق، كما أن الخلاف ليس معناه العداء".
وأكد "صباحي" أن الإيمان بثورة 30 يونيو لا يعنى أبدا ضرورة الاتفاق مع كل سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفًا: "على من يؤدى عمل عام أن يتحمل الكثير، وأن يدرك أنه لا يوجد نضال بالشوك والسكينة".
وحذر من التشويه والاغتيال المعنوى للشخصيات المعارضة، لأنه سيكون جزء من استمرار تفرقة البلد وتقطيع أوصاله، قائلا: "ما يجرى هو استباحة للناس وللقيم وللقانون والدستور والثوابت والأعراف والأصول".
وأشار إلى وجود بعض ما أسماها بالأبواق الإعلامية التي تبث الكراهية والسموم، مؤكدًا أن هذا الاداء هو الذي يساهم فى زيادة الاحتقان والغضب لدى قطاعات عديدة على رأسها الشباب.
ما رأيه في الأسماء التي عينها الرئيس في البرلمان؟
انتقد السياسي حمدين صباحي تعيين بعض الشخصيات في مجلس النواب، قائلا: "(السيسي) أقر بأن 25 يناير و30 يونيو ثورتين عظيمتين، ثم نجده يعين أسماء تسب وتلعن في يناير طوال الوقت.. أسمع كلامك اصدقك أشوف قرار التعيين أستعجب!".
وأكد "صباحي" على إحساسه بالأعباء التي تقع على الرئيس، موضحًا أنها هموما قاسية وكبيرة، ولكن الوطن بحاجة إلى الإنصاف لتصحيح مسار الوطن.
ما تعليقه على دعوات المصالحة مع الإخوان وموقفه من فض "رابعة"؟
أكد "صباحي" أن خطيئة جماعة الإخوان المسلمين أنهم استكبروا على الشعب واستبدوا وفتحوا على مصر باب العنف والدم، مضيفًا: "حظر الجماعة وحزبهم نتيجة عادلة لما قاموا به ضد مصر وشعبها، ولست مع دعوات إعادة دمجهم فى الحياة السياسية كجماعة، ولكن الأفراد الذين لم يتورطوا فى جرائم هم مواطنين مصريين لهم كافة الحقوق" .
وأعلن رفضه لإهانة المنتمين لـ "الإخوان" وغيرهم من أصحاب الرأي الذين لم يتورطوا فى عنف أو جرائم، قائلا: "اقتحام منازلهم أو إسالة دمائهم أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه لأى صاحب ضمير".
وتابع: "أيدت فض اعتصام رابعة وكان واجبًا، لكن طريقة فضه لم تكن مهنية وأسالت الكثير من الدماء التى توجعنى كما يوجعنى كل دم مصرى، والواجب الآن على مجلس النواب هو تفعيل النص الدستورى الذي يتحدث عن تطبيق العدالة الإنتقالية ، لأنه المدخل لتضميد جراح مصر والتخلص من روح الانتقام والثأر".
واختتم "صباحي" لقائه في البرنامج قائلا: "نحن لا نريد المزيد من الدم .. لإن الدم يزيد الرغبة في الانتقام، فشعبنا عايز يجمع نفسه ويطبطب ويعزي ويواسي مش يقسي على بعضه ويحقر بعضه.. عاوزين نطفئ نار شهوة الانتقام .. بالعدالة الانتقالية".