ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن قادة الانقلاب في النيجر منعوا مسئولة أمريكية رفيعة المستوى من لقاء رئيس المجلس العسكري عبدالرحمن تشياني والرئيس المحتجز محمد بازوم خلال محادثات سرية متوترة في العاصمة نيامي، التي انتهت بدون إحراز تقدم.
وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية، فيكتوريا نولاند، إنها حذرت خلال محادثة "صريحة وصعبة" من أن واشنطن ستقطع مئات ملايين الدولارات من المساعدات ما لم تتم إعادة الرئيس المنتخب ديمقراطياً في النيجر.
وأشارت "تايمز" إلى أن الجنرال موسى سالو بارمو كان من بين الضباط المشاركين في المحادثات، والذي عمل عن كثب مع الولايات المتحدة وفرنسا في عمليات لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
وقالت نولاند إن عروض التوسط في حل دبلوماسي رفضت. وجرى الكشف عن مهمتها إلى غرب أفريقيا فقط بعد مغادرتها النيجر.
وستجتمع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، الكتلة الاقتصادية التي تضم دول غرب أفريقيا، في نيجيريا، يوم الخميس، من أجل اتخاذ القرار بشأن استجابتها لرفض المجلس العسكري في النيجر، إعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة رغم تهديد "إيكواس" بالتدخل عسكريا لإعادة للنظام الدستوري.
وأفادت تقارير بأن الجنرال عبدالرحمن تشياني، رئيس المجلس العسكري الذي أطاح ببازوم، تواصل مع مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية من أجل تأمين منصبه.
وقالت نولاند للصحفيين إنها حذرت النيجر من حذو حذو الدول الأفريقية الأخرى وإعطاء فاجنر النفوذ، وأملت إبقاء الباب مفتوح أمام مزيد من المحادثات.
وأضافت: "يفهم الأشخاص الذين اتخذوا هذا الإجراء جيداً جداً المخاطر على سيادتهم عندما تتم دعوة فاجنر للدخول".
وأشارت "تايمز" إلى أن إغلاق المجال الجوي بشكل مفاجئ وحتى إشعار آخر تسبب في فوضى في أجواء أفريقيا حيث سارع الطيارون لتغيير مساراتهم أو التحول عنها من أجل التزود بالوقود.
وقال متحدث باسم المجلس العسكري الجديد إن أي محاولة للتحليق فوق النيجر ستقابل "برد نشط وفوري".
وتبلغ النيجر أكثر من ضعف مساحة فرنسا، وعادة ما تمر الطائرات التي تعبر أفريقيا عبر مجالها الجوي.
وكان المجال الجوي لكل من السودان وليبيا مغلقان بالفعل أمام الطيران التجاري عندما أغلقت النيجر أجوائها، يوم الأحد.
وأشارت "تايمز" إلى أن تهديد "إيكواس" باستخدام القوة في محاولة لإنهاء الانقلاب هو الأول للكتلة المكونة من 15 بلداً، ويعكس قلق قاداتهم من أن بلدانهم قد يطالها "تأثير الدومينو"، في إشارة إلى التأثير التسلسلي الذي قد يؤثر على بلد تلو الآخر بعد النيجر.