قبل 12 شهرا فقط ، سقطت لاعبة التنس الكندية بيانكا أندريسكو في الأدوار التمهيدية لبطولة أمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) كما كانت خارج المراكز ال200 الأولى بالتصنيف العالمي لمحترفات التنس.

ولكن يا له من فارق هائل يمكن أن يحدث في عام واحد ، حيث أحرزت أندريسكو مساء أمس السبت لقب نفس البطولة (فلاشينج ميدوز) بالفوز في النهائي على الأمريكية سيرينا وليامز المصنفة الأولى على العالم سابقا.

كما ستقفز أندريسكو إلى المركز الخامس في التصنيف العالمي للمحترفات في نسخته الجديدة المنتظر صدورها غدا الاثنين عن الرابطة العالمية لمحترفات التنس.

وفيما شهد هذا العام تغيرا هائلا في مسيرة أندريسكو الرياضية ، لم يكن هناك تغيير كبير بالنسبة لسيرينا التي خسرت النهائي أمس بعد 12 شهرا من خسارتها نهائي نفس البطولة أمام اليابانية الشابة ناومي أوساكا التي كانت في العشرين من عمرها آنذاك.

وتوجت أندريسكو مشاركتها الأولى في الأدوار الرئيسية لفلاشينج ميدوز والمشاركة الرابعة فقط في الأدوار الرئيسية للبطولات الأربعة الكبرى بهذا اللقب الذي أحرزته أمس في نيويورك.

وأظهرت أندريسكو تماسكا هائلا وثقة كبيرة خلال مباراة الأمس في مواجهة واحدة من أفضل اللاعبات في تاريخ التنس.

وأكدت أندريسكو أن سيرينا أكثر منافسة تخشاها أي لاعبة وأنها خشيت تحويل سيرينا المباراة لصالحها عندما انتفضت في وسط المجموعة الثانية وقلبت تأخرها 1 / 5 إلى تعادل 5 / 5 قبل أن تحسم أندريسكو المجموعة لصالحها 7 / 5 وتفوز باللقب.

وقالت أندريسكو : "كنت أحلم بهذه اللحظة منذ فترة طويلة. اعتقدت بالفعل أنني قد أصل لهذه المرحلة. أمر مثير للغاية أن يتحول هذا الحلم إلى حقيقة".

ونالت أندريسكو ، التي انتقل والداها من رومانيا إلى كندا بحثا عن حياة أفضل ، الشهرة للمرة الأولى عندما فازت بلقب بطولة إنديان ويلز للأساتذة في مارس الماضي بالتغلب في النهائي على الألمانية أنجيليك كيربير المصنفة الأولى على العالم سابقا والفائزة بألقاب ثلاث من البطولات الأربعة الكبرى.

وعانت أندريسكو من بعض الإصابات والانسحابات من البطولات قبل أن تشق طريقها بنجاح إلى نهائي بطولة تورنتو للأساتذة والذي التقت فيه سيرينا قبل أن تعلن الأخيرة انسحابها للإصابة لتصبح أندريسكو أول كندية تحرز لقب هذه البطولة التي تقام في بلادها.

ومع فوزها في مباراة الأمس ، حافظت أندريسكو على سجلها خاليا من الهزائم على أرض الملعب منذ فبراير الماضي.

ونالت أندريسكو المصنفة الخامسة عشرة في بطولة فلاشينج ميدوز احترام وتقدير سيرينا خلال بطولة تورنتو عندما حرصت على مواساتها واعترفت بأنها من المعجبات بأسطورة التنس الأمريكية بعد كل ما حققته داخل وخارج أرض الملعب.

وقالت أندريسكو : "أثق بأنني لست الوحيدة التي تتطلع لسيرينا. إنها مصدر إلهام للعديد من الناس ، وليس للرياضيين فقط. وكذلك ، لما حققته خارج الملعب. إنها بطلة بالفعل".

وتمثل أندريسكو جزءا مهما من جيل جديد من اللاعبات الشابات اللاتي لا يرهبن المواجهة مع اللاعبات المخضرمات.

ويضم هذا الجيل الجديد إلى جانب أندريسكو كلا من اليابانية ناومي أوساكا والأسترالية أشلي بارتي حاملة لقب بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) والسويسرية بليندا بنشيتش التي بلغت المربع الذهبي في فلاشينج ميدوز والأمريكيتين الصاعدتين كاترين ماكنالي وكوكو جوف.

وقالت أندريسكو : "أريد أن أصنع اسما لنفسي. أعلم أن لدي أسلوب لعب مختلف عن العديد من اللاعبات الحاليات. أسعى فقط لمواصلة تحسين مستواي".

وحققت أندريسكو في العام الحالي شهرة طاغية كما حصلت على جائزة مالية قدرها 85ر3 مليون دولار بإحراز لقب فلاشينج ميدوز بخلاف قفزتها الهائلة في التصنيف العالمي للمحترفات.

وأوضحت أندريسكو : "لم أفكر فعليا من قبل في أن أحظى بالشهرة. أهدافي كانت الفوز بأكبر عدد ممكن من بطولات جراند سلام الأربعة الكبرى وأن أصبح المصنفة الأولى عالميا. ولكن فكرة الشهرة لم تخطر ببالي من قبل".