سيمون دي بوفوار.. ذكرى ميلاد أيقونة الحركة النسوية والدفاع عن المرأة - بوابة الشروق
الأربعاء 15 مايو 2024 10:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيمون دي بوفوار.. ذكرى ميلاد أيقونة الحركة النسوية والدفاع عن المرأة

سيمون دي بوفوار
سيمون دي بوفوار
أسماء سعد
نشر في: الأحد 9 يناير 2022 - 7:08 م | آخر تحديث: الأحد 9 يناير 2022 - 8:29 م

"إذا كانت مسألة حقوق المرأة أمراً سخيفاً جداً، فاللوم على غطرسة الرجال التي جعلت منها موضوعاً يُناقش".. كلمات تنسب إلى سيمون دي بوفوار، كاتبةٌ فرنسية بارزة وناشطة فكريًا وسياسيًا، وأحد الأيقونات الخالدة من رموز حركات تحرر المرأة، حيث تحل ذكرى ميلادها في مثل هذا اليوم 9 يناير 1908..

♦ البداية والنشأة

ولدت دي بوفوار في باريس وهي الابنة الكبرى لجورج برتراند دي بوفوار، وهو محامٍ كان يطمح أن يكون ممثلاً ، ووالدتها فرانسيوس براسير ابنة لرجل أعمال غني وكاثوليكي متدين.. صارعت العائلة للبقاء على نفس المستوى المعيشي البرجوازي حتى بعد أن فقدت كثير من ثروتها بعد الحرب العالمية الأولى وأصرت فرانسيوس على إرسال ابنتيها لدير مرموقة.
"سيمون تفكر كرجل" بهذه الكلمات ظل يتباهى أبيها بطريقة تفكيرها ويثني على شجاعتها، حيث كانت سيمون مفكرة منذ عمر مبكر بفضل تشجيع والدها وبعد أن اجتازت امتحان البكالوريا في الرياضيات والفلسفة في عام 1925 م درست سيمون الرياضيات في معهد سينت ماري، ودرست بعد ذلك الفلسفة في جامعة السوربون وقد كتبت أطروحتها عن لايبنتز.
عملت بوفوار بدايةً مع موريس ميرلو بونتي وكلود ليفي ستروس حين كان الثلاثة ينهون متطلبات مهنة التدريس في نفس المدرسة الثانوية رغم أنها بوفوار لم تنضم لمدرسة الأساتذة العليا إلا أنها حضرت هناك بعض الفصول للتحضير لاختبار الفلسفة وتعد هذه المؤسسة واحدة من أعرق المؤسسات الفرنسية التعليمية، هدفها هو رفد الجمهورية الفرنسية بنمط جديد من المتعلمين يكونون قادرين على الاستقراء بصورة مغايرة للنمط المألوف. وخلال دراستها للفلسفة هناك قابلت بوفوار طلاب تلك المدرسة ومن بينهم جان بول سارتر، وبول نيزان ماهو -والذي أطلق عليها لقب "القندس" - ومنحت هيئة التحكيم سارتر المرتبة الأولى بدلاً من بوفوار التي حازت على المرتبة الثانية. وقد كانت في عمر الواحد والعشرين وبذلك هي أصغر شخص يجتاز الامتحان في التعليم الفرنسي في ذلك الوقت.

♦ سارتر
عرف جان بول سارتر بذكائه وطوله الذي لا يتعدى الخمس أقدام (متر ونصف)، ارتبط الاثنان بعلاقة في أكتوبر من عام 1929 وطلبها سارتر للزواج منه، يوماً ما وبينما هم جالسين على مقعد خارج متحف اللوفر، طلب منها سارتر أن يوقعا عقد بينهما لمدة سنتين.

وقالت بوفوار في نهاية حياتها "الزواج كان مستحيلاً. فأنا لا أملك مهراً" ولذا، ارتبطا بعلاقة مدى الحياة، اختارت دي بوفوار أن لا تتزوج أبداً ولذا لم تسكن مع سارتر ولم تُرزق بأطفال أبداً، الأمر الذي منحها الفرصة لتتفوق أكاديمياً، وتنضم للحقل السياسي وتسافر وتكتب وتُدرّس، ولتحظى بأحباء من كلا الجنسين.

اعتاد كل من سارتر ودي بوفوار أن يقرأ كل منهما أعمال الآخر، واحتدمت النقاشات حول مدى تأثير كل منهما على أعمال الآخر، خاصة تلك التي تختص بالوجودية مثل كتاب سارتر الوجود والعدم وكتاب المدعوة لبوفوار. وعلى كل حال فإن الدراسات الأخيرة لأعمال سيمون دي بوفوار باتت تركز على تأثير كتاب آخرين إضافة إلى سارتر مثل لايبنتز وهيغل.
استمرت علاقتها بسارتر لنصف قرن، إلى أن توفي قبلها بست سنوات.
في نهاية الحرب العالمية الثانية تشاركت بوفوار وسارتر في تحرير صحيفة (لي تان مودرنس) وهي صحيفة سياسية أصدرها سارتر مع موريس ميرلو بونتي وآخرين. وكانت بوفوار تستخدم الصحيفة لترقى بأعمالها وتكتشف أفكارها الفلسفية أولا بأول قبل تحويلها إلى مقالات وكتب لاحقاُ وظلت بوفوار محررة في الصحيفة حتى وفاتها.
♦ المثقفون

نشرت رواية المثقفون في عام 1954 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي بفضلها حازت على الجائزة الأدبية الأعلى في فرنسا "جائزة غونكور".
ويحلل الكتاب الحياة الشخصية لفلاسفة وأصدقاء المقربين للثنائي سارتر وبوفوار بما في ذلك علاقتها مع الكاتب الأمريكي نيلسون ألقرين والذي خصته بالإهداء. غضب ألقرين من أسلوب بوفوار الصريح في وصف علاقتهم الجسدية في كتاب المثقفون وكذلك في سيرها الذاتية. ونفس عن غضبه من خلال المراجعات الترجمات الأمريكية لعملها. الكثير مما يتعلق بحياة بوفوار الشخصية بما في ذلك رسائلها لألقرين لم يدخل المجال العام إلا بعد وفاتها.

♦ اعمال رائدة
قدمت دي بوفوار خلال مسيرتها مجموعة من الأعمال الأدبية المتنوعة أبرزها: (المدعوة، دماء الآخرين ، كل الناس فانون أخلاقيات الغموض،الجنس الآخر ، أمريكا يوماً بيوم ، المثقفون ، المسيرة الطويلة، مذكرات فتاة مطيعة ، عنفوان الحياة ، قوة الأشياء ، الموت السهل الصور الجميلة ، المرأة المجربة ، المقبل من العمر ، كل شيء قيل وانتهى، حين تأتي الأشياء الروحية أولا، وداعاً سارتر، رسائل إلى سارتر ، رسائل إلى القرين).

♦ الجوائز
حصلت سيمون دي بوفوار على عدد من الجوائز الهامة منها: جائزة غونكور، 1954، جائزة القدس لحرية الفرد في المجتمع، 1975، جائزة النمسا للأدب الأوروبي، 1978.

♦ موتها
توفيت دي بوفوار في عمر السابعة والثمانين في باريس بعد معاناتها من الالتهاب الرئوي، ودفنت بجانب سارتر في باريس، ومنذ وفاتها فقد أخذت سمعتها تنمو، خصوصاً في المجال الأكاديمي حيث عدت سيمون دي بوفوار أماً للحركات النسوية لما قبل 1986 وكان هناك وعي ملحوظ تجاهها كمفكرة فرنسية وفيلسوفة وجودية. وتُحلل النقاشات المعاصرة تأثير كل من بوفوار وسارتر على بعضهما البعض.
ويلاحظ بأنها قد ألهمت سارتر في كتابه الشهير الوجود والعدم في حين أنها كتبت الكثير حول متأثرة بوجودية سارتر، واكتشف بعض العلماء تأثير بعض من مقالاتها وأطروحاتها الفلسفية المبكرة على فكر سارتر فيما بعد، ويقوم العديد من الأكاديمين المرموقين بدراسة شخصية بوفوار سواء من داخل أو من خارج مجال الفلسفة بمن فيهم مارغريت سيمونز وسالي سكولتز. وقد ألهمت حياة بوفوار العديد من السير.
في عام 2006 كُلف المهندس المعماري لمدينة باريس ديتمار فيشتنقر لتصميم جسر للمشاة عبر نهر السين. وسُمي بجسر سيمون دي بوفوار تكريماً لها. ويؤدي الجسر إلى مكتبة فرنسا الوطنية الجديدة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك