- جنرال أمريكى: انتهاك واضح لمعاهدة 1987 وندرس الرد.. وبوليتيكو: ترامب بصدد تعيين جمهورى متشدد سفيرًا فى موسكو
نشرت روسيا منظومة صواريخ كروز قادرة على ضرب أوروبا الغربية، فيما يشكل انتهاكا لمعاهدة مبرمة مع واشنطن عام 1987، تنص على حظر الصواريخ المتوسطة المدى، بحسب ما أعلن جنرال أمريكى، أمس. وجاء ذلك بالتزامن مع كشف تقارير صحفية أمريكية عن اتجاه البيت الأبيض لتعيين السياسى الجمهورى المتشدد جون هانتسمان سفيرا لواشنطن فى موسكو.
وقال الجنرال بول سيلفا أمام لجنة من الكونجرس: «نعتقد أن الروس نشروا صواريخ كروز تنتهك روح وهدف معاهدة القوات النووية المتوسطة»، مضيفا أن «تلك الصواريخ تشكل خطرا على معظم منشآتنا فى أوروبا. ونعتقد أن الروس نشروها عمدا لتهديد حلف شمال الأطلسى (الناتو) ومرافقه»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح الجنرال سيلفا أن «البنتاجون يسعى إلى تحديد الخيارات الممكنة للرد على عملية النشر هذه»، رافضا إعطاء مزيد من التفاصيل. مكتفيا بالقول إن «هدفنا... هو إيجاد وسائل ضغط لإقناع الروس بالامتثال لمعاهدة 1987».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قد نقلت فى منتصف فبراير الماضى، عن مصادر أمريكية (لم تسمها)، القول بأن روسيا بدأت تنشر على أراضيها صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب أوروبا الغربية.
وكانت معاهدة القوات النووية المتوسطة التى وقعت عام 1987، وضعت حدا نهائيا لأزمة الصواريخ الأوروبية، والسباق الصغير إلى التسلح، الذى نجم عن نشر الاتحاد السوفيتى آنذاك صواريخ نووية «إس إس ــ20» تستهدف عواصم أوروبا الغربية.
وتتهم روسيا أيضا الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة. وترى موسكو أن النظام الدفاعى المضاد للصواريخ الذى نشره الأمريكيون فى بولندا ورومانيا خصوصا، يمكن أن يستخدم فى إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها.
فى سياق متصل، اعتبرت ألمانيا قرار روسيا نشر صواريخ إسكندر بصورة دائمة فى كالينينجراد الواقعة فى منطقة بحرالبلطيق سيمثل نكسة للأمن الأوروبى.
وقال وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل، لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء: «إذا نشرت صواريخ إسكندر بصورة دائمة ربما يكون ذلك سببا لقلق بالغ و(سيمثل) ضربة للأمن الأوروبى»، مضيفا:«نحن نراقب ما يحدث فى كالينينجراد باهتمام بالغ».
وكانت بعض التعديلات قد أدخلت على صاروخ «إسكندر ــ إم» تجعله يصل لأهداف على بعد 700 كيلومتر وهو ما يجعل العاصمة الألمانية برلين فى مرمى كالينينجراد.
وتوجه جابرييل إلى موسكو فى ساعة متأخرة، أمس الأول، بعد لقاء مع نظيره البولندى فى وارسو.
فى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلا عن مصادر فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن البيت الأبيض عرض على حاكم ولاية يوتا السابق الجمهورى جون هانتسمان، تعيينه سفيرا فى روسيا فى وقت سابق من هذا الأسبوع، وأن الأمور أصبحت فى مرحلة التوقيع على الوثائق الخاصة بهذا الأمر.
وفيما رفض هانتسمان التعليق على الأمر، نقلت قناة «إن بى سى» الأمريكية عن مصدر مطلع فى الإدارة الأمريكية تأكيده أن هانتسمان قبل العرض.
وفى تدوينة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، قال عضو مجلس الشيوخ الروسى، أليكسى بوشكوف إن «الرئيس ترامب يحيط نفسه بأشخاص لا يريدون تحسين العلاقات مع روسيا، ولا مكافحة تنظيم داعش بالتعاون معها»، وفقا لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى.
وأضاف بوشكوف أنه «من غير المرجح أن يكون جون هانتسمان المقترح لمنصب السفير فى موسكو، حمامة سلام».
وعمل هانتسمان سفيرا لدى الصين فى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وقام بمحاولة غير ناجحة لنيل ترشيح الحزب الجمهورى للرئاسة عام 2012. كما تولى رئاسة المجلس الأطلسى (منظمة غير حكومية) منذ العام 2014، وعرف بتوجيه انتقادات شديدة لروسيا.
من جهة أخرى، أقر مجلس النواب الأمريكى، مشروع ميزانية وزارة الدفاع (البنتاجون) للعام 2017 الحالى، التى تحظر التعاون مع شركة «روس أوبورون إكسبورت» الروسية للصادرات والواردات العسكرية.
ويتضمن مشروع الميزانية مبلغ 578 مليار دولار مخصص للنفقات العسكرية، ويحظر استخدام أى من هذه الأموال لعقد صفقات مع«روس أوبورون إكسبورت»، ما لم توقف الشركة الروسية «توريد أسلحة فتاكة إلى سوريا وما لم تغادر القوات المسلحة الروسية القرم».