سكان مناطق المواجهات المسلحة في تعز اليمنية يقضون العيد تحت الحصار - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 9:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سكان مناطق المواجهات المسلحة في تعز اليمنية يقضون العيد تحت الحصار

(وكالة أنباء العالم العربي)
نشر في: الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 8:16 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 8:16 م

بين جدران صامتة ووجوه شاحبة وفرح مغموس بالحزن، يطل عيد الفطر على عماد، أحد سكان الأحياء المحاصرة على خط المواجهة بمحافظة تعز اليمنية بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي.

يترقب عماد، في أي لحظة رصاص القناصة في منطقة يعيش المئات من سكانها في سجون بمنازلهم، وعلى الرغم من ذلك يحاولون نسج الفرحة من خيوط الأمل الواهية.

يتحدث عماد، الذي يحمل في جسده أثر رصاصة سابقة، عن عيد مختلف هذا العام داخل جدران المنزل وبعيدا عن ضحكات الأطفال في الشوارع وزينة العيد التي تزين الأزقة والحارات.

يسكن عماد سنان (17 عاما) على خط المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في تعز، في منطقة سكنية تقع أسفل معسكر خاضع لسيطرة جماعة الحوثي، فيما تطل على منطقة سكن عماد الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية مرتفعات جبلية اعتلاها قناصة الحوثيين منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من عشر سنوات، وما زالوا في أماكنهم حتى اليوم يترقبون حركة السكان.

وقبل ثلاثة أعوام، أصيب عماد في يده اليسرى التي شلت حركتها في أثناء خروجه من منزله نهارا.

وقال عماد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) وهو يحتضن بدلته الجديدة "اعتدنا أن يكون العيد داخل المنزل، ولن نخرج منه، فالقناصة يتربصون بنا، والرصاص لا يرحم أحدا".

يدرك عماد أنه لن يلتقي أصدقائه، لكنه يرضى بفرحة منقوصة على أن يحل العيد دون بدلة جديدة وألعاب وحلوى.

* كل لحظة قد تكون الأخيرة

سيطر الحوثيون على حي بريد الروضة الذي يسكنه عماد بعد اجتياحه في بداية الحرب باليمن عام 2015، قبل أن تحرر القوات الحكومية المنطقة لاحقا بعد معارك مع جماعة الحوثي، لكن الحوثيين لم يذهبوا بعيدا، وظلوا متمركزين على أطراف المدينة، وسيطروا على قمم الجبال والمناطق المرتفعة المطلة على عدة مناطق سكنية في شرق وشمال وغرب تعز.

ويقول المعلم بندر الأكحلي، أحد سكان الحي، لوكالة أنباء العالم العربي: "كل يوم ندفن شهيدا أو نسعف صديقا مصابا، وننتظر دورنا في قائمة الموت الطويلة"، مشيرا إلى أنه مع كل طلقة رصاص ترتجف قلوب الأهالي ويخيم الخوف على أجواء العيد لأن كل لحظة قد تكون الأخيرة في حياة أحدهم، على حد قوله.

وبحسب الأكحلي، الذي يعمل حاليا في توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها سكان حي بريد الروضة، فإنه في ظل الظروف القاسية يحاول الأهالي إيجاد فسحة من الأمل تضيء عتمة حياتهم، وتعيد إليهم دفء العائلة حيث يجمع الأهالي ما تبقى من أموالهم لشراء بعض الملابس الجديدة للأطفال، ويحضرون بعض الحلويات البسيطة لرسم الابتسامة على وجوه أطفالهم في عيد الفطر.

وقالت إشراق المقطري، المسئولة الإعلامية للجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، وهي مؤسسة حكومية، إن فريق اللجنة في مكتب تعز رصد منذ بداية عام 2017 وحتى نهاية 2023 نحو 840 ضحية مدنية، منهم 166 قتيلا.

وأضافت أن حياة السكان في الأحياء الواقعة على خطوط المواجهة في تعز تختلف عن باقي سكان المحافظة، حيث يواجهون الموت ويتوقعونه في كل لحظة لهم أو لأطفالهم.

ومضت تقول: "حياة موت يومية يواجهها سكان مناطق التماس، ولا يمر يوم دون أن نرصد حالة قتل أو إصابة لأحدهم في طريق أو منزل".

وبحسب المسئولة الإعلامية، فإن كل أسرة من الأسر الباقية في منازلها على خط المواجهة تجتمع في غرفة واحدة، على اعتبار أنها الوسيلة الأكثر أمانا، خاصة أن نوافذ الغرفة تكون مغلقة بالأحجار وغارقة في ظلام دائم، ولا يخرج أفراد الأسرة إلا في الظلام، حيث يتسللون إلى المناطق الأكثر أمانا من خلال خنادق شيدها الأهالي كممرات لهم هربا من رصاص القناصة.

ولا تتدخل المنظمات المحلية أو الدولية لمساعدة الأسر العالقة في مناطق المواجهات، بحسب إشراق، بدعوى المخاوف من الاستهداف، وكذلك المخاوف من الألغام المنتشرة في الأحياء السكنية وتجمعات موارد المياه أو المناطق التي يذهب إليها السكان لتوفير الحطب البديل عن غاز الطهي المنزلي.

وقالت إشراق إن عدد السكان المتبقين في مناطق خطوط المواجهات في تعز حوالي 1260 نسمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك