في ذكرى رحيله.. ملامح من شخصية الفريق سعد الدين الشاذلي - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 8:42 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. ملامح من شخصية الفريق سعد الدين الشاذلي

محمد حسين
نشر في: السبت 10 فبراير 2024 - 5:24 م | آخر تحديث: السبت 10 فبراير 2024 - 5:24 م
تمر اليوم 10 فبراير، ذكرى وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي رحل في فبراير 2011 عن عمر ناهز 89 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

يعد الشاذلي من بين أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصر؛ حيث شغل منصب رئيس أركان حرب الجيش المصري المنتصر في حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973.

حب متوارث للحياة العسكرية

بحسب أحاديث ولقاءات جمعت الفريق الشاذلي مع الكاتب الصحفي أحمد المسلماني نشر بعض أجزائها؛ فإن أسرة الشاذلي بـ"بسيون" اشتهرت بحب الحياة العسكرية ومشاركة كثير من أبنائها في حروب داخل وخارج مصر، وهو ما أكسب الأجيال التالية سمات الشجاعة والإقدام وحب المغامرة، وهي سمات سنراها ملازمة لـسعد الدين الشاذلي في مختلف مراحل حياته.

شجاعة نادرة

وتعد أبرز الإشارات التي ترد لنا حول هذه الشجاعة النادرة؛ عندما ذهب سعد الشاذلي إلى قائد قوات الحرس الملكي وقت حرب فلسطين في العام 1949، وطلب منه السماح له بالتطوع في الحرب، وعنفه القائد واتهمه بالجنون لدفعه بنفسه إلى أتون معركة خطيرة وفقا لكتاب "لشاذلي.. العسكري الأبيض" لمصطفى عبيد.

ويشير الكتاب إلى موقف آخر في حرب 1956، إذ خطط الشاذلي لتنفيذ مهمة خطيرة بالقفز بفرقته خلف خطوط العدو للاشتباك معهم في مركز تحصيناتهم، وهي عملية فدائية نسبة النجاة منها ضئيلة جدًّا، ثم مغامرته الخطيرة في حرب يونيو 1967 بالدخول بفرقته إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وهو ما لم يتوقعه أحد ولفت إليه الأنظار بشدة.

ويقول الكتاب في موضع آخر: "لقد ورث الشاذلي عن والده الحسيني الشاذلي حب لعبة الشطرنج، وهي إحدى اللعبات التي تساعد على التحلي بالفكر الاستراتيجي".

ويقول عن ذلك حفيده في حوار مع مصطفى عبيد ‫:"حرص جدي على تعليمنا لعبة الشطرنج، ويخبرنا أن علينا أن نتوقع جميع الحركات الخاصة بالخصم، ونضع لكل منها سيناريو للتحرك.. كان يقول لنا إنه عندما فكر في الحرب؛ كان عليه أن يضع نفسه في موقع العدو الإسرائيلي نفسه ليفكر ماذا سيفعلون، وكيف سيتحركون".

عقلية ابتكارية

وواصل عبيد في كتابه: "هناك عدة حكايات تؤكد أن عقلية الفريق الشاذلي كانت عقلية ابتكارية، تبحث دائمًا عن الحلول غير التقليدية وتسعى إلى تقديم كل جديد وحديث، فعندما عُين الرجل قائدًا لمنطقة البحر الأحمر؛ عاين موقع هبوط طائرة إسرائيلية؛ فوجد عربة جر صغيرة تركها الإسرائيليون، كان يتم حمل جميع متعلقات الجندي الإسرائيلي عليها، وأخذها ودعا رئيس الشئون الفنية في المنطقة لتصنيع عربات مماثلة، وبالفعل تم تصنيع عربات أفضل منها واستخدمت في معركة العبور لوضع متعلقاته بها، وكان الشاذلي، قد أمر قبل حرب أكتوبر بتصنيع ألف عربة منها".

رجل التفاصيل

لاحظ كل من عايشوا الفريق الشاذلي اهتمامه الشديد بجميع التفاصيل في كل ما يتعلق بالقرارات والتحركات على المستوى العسكري أو السياسي، لقد وضع الرجل كتيبات تفصيلية للجندي المشارك في حرب أكتوبر؛ تضمنت كيفية الاستحمام بأقل كمية مياه، وكيفية الحركة والطعام، ووصلت إلى حد أنها تتضمن كيفية ربط الحذاء.

ومن يسترجع تفاصيل الحرب؛ يجده مهتمًا جدًّا بحساب المدّ والجزر قبل المعركة، وقد صاحبه هذا الاهتمام حتى بعد الحرب، وبحسب حفيده كريم أكرم: "كان جدي يحسب المد والجزر قبل أن نسافر إلى المصيف"، مشيرا إلى أنه في حرب أكتوبر كان يفكر في موعد التحرك، ويتوقع أن تكون ساعة أحدهم متقدمة دقيقة أو دقيقتين؛ فيطلب من الجميع ضبط الساعة طبقًا لإذاعة أم كلثوم".

أب حنون

تقول زوجته السيدة زينات السحيمي: ‫"منذ أن تزوجنا حتى وفاته وهو رجل عسكري.. عسكري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، طوال عمري كنت ست بيت، وكنت مع بناتي الثلاث دائمًا في البيت، وهو كان مشغولًا دائمًا بعمله، وكان صامتًا دائمًا لا يتكلم، وكان عمله خط أحمر ممنوع الاقتراب منه أو الكلام عنه مطلقًا، ورغم عسكريته وحبه للانضباط؛ إلا أنه كان حنونًا على أسرته ولم تصدر منه يوما أي فعلة مشينة".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك