استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كيف استعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومساعدوه للرد على لائحة الاتهام الصادرة ضده في قضية الوثائق السرية التي احتفظ بها في منزله بولاية فلوريدا بعد مغادرته منصبه الرئاسي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن ترامب كان مستعدا، يوم الخميس، عندما تلقى مكالمة هاتفية تقول إن وزارة العدل وجهت إليه لائحة اتهام، حيث صور مقطع فيديو يدين فيه الاتهامات التي لم تكن قد صدرت رسميا بعد.
ودفع فريق ترامب بإعلان يصف المدعي الخاص الذي يحقق في القضية، جاك سميث بـ"المدعي العام اليساري المتشدد الفاسد" الذي أرسله "قطيع من الذئاب المسعورة"، على حد تعبيرهم.
كما بدأ الفريق أيضا الدفع بمحتوى معد مسبقا، ويعيد نشر كلمات القادة الجمهوريين الذين دافعوا عن ترامب عبر شن هجمات على المدعين الفيدراليين.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن ترامب شغل موسيقى من الكلاسيكيات المفضلة لديه، وتلقى مكالمات من حلفائه المخلصين، وتجاذب أطراف الحديث مع المحامين".
وبحلول صباح الجمعة، كان ترامب بملعب الجولف قبل الكشف عن لائحة الاتهام. وقال مستشار مقرب من ترامب، طلب عدم كشف هويته: "أصبحنا بارعين في هذا الأمر".
وبحسب "واشنطن بوست"، أثبتت تلك الساعات الأولى أنها الجزء السهل، ووصفتها بأنها واحدة من "اللحظات الأخيرة" في دراما قانونية غير مسبوقة أعطته سيطرة كاملة على مصيره.
وقالت سارة ماثيوز، المساعدة سابقة بالبيت الأبيض في عهد ترامب: "أن المنخرطين في سباق انتخابات 2024 سارعوا للدفاع عن ترامب لأنهم اعتقدوا أن الأمر سيكون مشابها لألفين براج"، في إشارة إلى المدعي العام لولاية مانهاتن في قضية شراء ترامب صمت الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز بشأن علاقة غير مشروعة جمعتهما.
وأضافت: "لقد أخطئوا الآن بما أننا نرى تفاصيل هذا الأمر، إنها (وقائع) تفصيلية للغاية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة القول إن لائحة الاتهام أثارت قلق بعض مستشارين، الذين لم يكونوا على دراية بالأدلة الدقيقة التي حصلت عليها وزارة العدل الأمريكية".
وأضاف مصدران أن "الأدلة كانت دامغة أكثر مما توقعوا، وكان يمكن تجنبها إذا استمع ترامب فقط لمحاميه ومستشاريه"، على حد تعبيرهما.
واستقال محاميان من فريق ترامب القانوني، صباح الجمعة، قبل الكشف عن لائحة الاتهام وسط مشاحنات مع آخرين بالفريق، الأمر الذي ترك ترامب يسارع للبحث عن محام جديد.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، من المقرر أن يدلي عدة أشخاص مقربين من ترامب بشهادتهم خلال الأسابيع المقبلة في تحقيق منفصل للمدعي الخاص بشأن دور ترامب في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكونجرس.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه على النقيض من يوم الخميس، يقال إن ترامب كان غاضبا، أمس الجمعة، بسبب التفاصيل الواردة في الوثائق، وكان يخطط لإلقاء خطاب يوم السبت "بينما يركض من أجل حريته"، بحسب تعبير مستشار مقرب من الرئيس الأمريكي السابق.
ورجح مستشار آخر أن يلجأ ترامب لرواية أنه ضحية، ويطلب من أنصاره الالتفاف حوله بينما يواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي" ووزارة العدل، وينتقدهما بعبارات لاذعة لعدم مقاضاة هانتر نجل الرئيس جو بايدن، الذي يخضع لتحقيق فيدرالي بشأن مزاعم التهرب الضريبي والكذب بشأن شراء سلاح.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن حدود الدعم الذي كان يتلقاه من خصومه الجمهوريين أصبحت أكثر وضوحًا ، حيث تلقى فريق ترامب دعم تمثل في رد فعل منافسيه على نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عبر تصريحات عامة تدين ما وصفوه بـ"التسليح السياسي" للمدعين الفيدراليين.
لكن نفس المرشحين التزموا الصمت بشكل واضح فيما يتعلق بجوهر أو خطورة الاتهامات الموجهة ضده، والتي تتضمن الادعاءات التي تفيد بأنه أساء التعامل عن قصد مع الوثائق السرية للغاية التي تتناول بالتفصيل خطط عسكرية أمريكية للهجوم على دول أخرى وقدرات عسكرية للدول الأجنبية.
وفي إشارة سيئة أخرى لترامب، لم يتبن معظم منافسيه بعد فكرة التعهد بالعفو عنه إذا انتخبوا، وهو الموقف الذي تبناه فقط المرشح فيفيك راماسوامي.
وفي المقابل، تجنب الرئيس الأمريكي جو بايدن أي أسئلة عن القضية، في حين واصل طاقم موظفين التأكيد على أنه لم يكن هناك أي تواصل بين بايدن ووزارة العدل بشأن اتهام ترامب.