يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال عيد الأضحى المبارك، في انتظار أداء الصلاة في المساجد والأماكن المخصصة، إلا أن الاحتفالات لم تعرف طريقها إلى المسجد الأقصى الذي تسود باحاته حالة من التوتر والترقب في ظل الدعوات المتكررة من قبل التنظيمات الصهيونية باقتحام المسجد.

وتواصل جماعات الهيكل المزعوم دعواتها، لتكثيف الاقتحامات خلال هذه الأيام تزامنًا مع دعوات مماثلة لتنفيذ اقتحامات جماعية صباح يوم الأحد، الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك، ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"حيث يعتبرآخر أيام الحداد عند اليهود.

وطالبت منظمات الهيكل المزعوم، رئيس الوزراء والشرطة بفتح باب "المغاربة" غدًا الأحد، وتأمين الاقتحامات، كما طالبت بإغلاق الأقصى طوال اليوم الأول للعيد في وجه المسلمين وفتحه لليهود طوال اليوم، ليتسنى للمستوطنين اقتحامه خلال ذكرى "خراب الهيكل" التي توافق اليوم ذاته.

ويهدف الاحتلال من خلال الاقتحامات شبه اليومية لفرض سياسة التقسيم على المسجد الأقصى كما فعل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، ويكون التقسيم زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، ويقصد بالتقسيم الزماني تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، أما التقسيم المكاني فيقصد به تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى إسرائيل لفرضه.

من جانبه، حذر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، من الحملة التي تشنها جماعات "الهيكل المزعوم" باقتحاماتها للأقصى بمناسبة ما يسمى "خراب الهيكل".

وقال: "هذه الاقتحامات تأتي بالتزامن والتساوق مع انتهاكات الاحتلال المتواصلة في القدس المحتلة، والجماعات تعمل على فرض واقع جديد في الأقصى، وصولًا لرفع يد الأوقاف الإسلامية عن المسجد، لتتدخل في شؤونه إداريًا وبسط السيطرة عليه".

من جانبها، دعت الهيئة الإسلامية لنصرة القدس ومجلس الأوقاف ودار الإفتاء في بيان مشترك، بإغلاق جميع مساجد القدس وأن تكون الصلاة قاصرة على المسجد الأقصى لمن يستطيع الوصول للحرم القدسي، والمرابطة بالمسجد وتأدية صلاة العيد في المدينة المقدسة، في ظل الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحامه صباح عيد الأضحى.

أصدرت الشرطة الإسرائيلية بيانًا للرد على محامي جماعات الهيكل "أفيعاد ويسولي" بخصوص فتح المسجد الأقصى لاقتحامات المتطرفين في يوم عيد الأضحى الذي يوافق ذكرى "خراب الهيكل"، وأعلنت أنها ستجري تقييمًا للحالة داخل الأقصى يوم الأحد، ثم تقرر السماح بالاقتحام في ذلك اليوم من عدمه.

ما هو تنظيم "الهيكل المزعوم"؟

هي حركة دينية يهودية إسرائيلية متطرفة، تأسست إثر حرب يونيو عام 1967، مؤسسها وزعيمها الحالي هو جرشون سولومون.

المقر الرئيسي لهذه الجماعة في مدينة القدس المحتلة، إلا أن لها فرعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يقوم من خلاله مسيحيون متطرفون من كاليفورنيا بتقديم الدعم المالي لها.

وتعتقد تنظيمات الهيكل المزعوم، بأن على اليهود إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وذلك للتحضير لمجيء المسيح، وحاولت هذه الحركة أكثر من مرة وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم بعد أن تم تجهيزه وفق مواصفات توراتية، لكن محاولاتها فشلت.

أقسم أعضاء هذه الحركة منذ تأسيسها عام 1967م على شن حرب مقدسة حتى تحرير "جبل الهيكل" حسب تعبير الحركة، وبناء الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

ويؤمن أعضاء هذه الحركة بأن هناك جنة عدن تقع في ذلك المكان، الذي يشكل بؤرة العالم بأسره.