كيف وصل الكشري المصري إلى قائمة التراث غير المادي في اليونسكو؟ - بوابة الشروق
الخميس 11 ديسمبر 2025 3:27 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما تقييمك لمجموعة المنتخب المصري في كأس العالم برفقة بلجيكا وإيران ونيوزيلندا؟

كيف وصل الكشري المصري إلى قائمة التراث غير المادي في اليونسكو؟

سلمي محمد مراد
نشر في: الأربعاء 10 ديسمبر 2025 - 2:55 م | آخر تحديث: الأربعاء 10 ديسمبر 2025 - 2:55 م

في خطوة وصفت بأنها انتصار للثقافة اليومية، أعلنت اليونسكو إدراج الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025؛ ليصبح أحد العناصر الحية التي يحتفي بها العالم بوصفها ممارسات تحمل ذاكرة الشعوب وروحها.

ما هي القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي؟

وفقا لموقع منظمة اليونسكو، تُعد القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي إحدى أهم آليات اتفاقية 2003 لصون التراث غير المادي التي تشرف عليها اليونسكو.

ويُعرف التراث غير المادي بأنه الممارسات والمهارات والتقاليد والمعارف التي تنتقل من جيل إلى آخر وتشكل هوية المجتمعات.

وتشمل هذه القائمة عناصر تنتمي إلى خمسة مجالات متعددة، من بينها العروض الفنية التقليدية، والممارسات الاجتماعية، والطقوس والاحتفالات، إضافة إلى مهارات الحرف والمعارف المرتبطة بالطبيعة.

كما تهدف القائمة إلى تقديم الاعتراف العالمي بعناصر التراث الحية، ودعم المجتمعات التي تمارس هذه العناصر، كذلك تعزيز الوعي بأهمية حماية التراث في الحياة اليومية.

ما الذي تضمه القائمة؟

تضم القائمة مئات العناصر من مختلف دول العالم، مثل اليوجا الهندية، والبيتزا النابوليتانية، والكسكس المغاربي، والمنسف الأردني، والخط العربي، وفن الطهي الفرنسي والعيّالة الإماراتية، ورماس التمر العراقية، والسدو، وغيرها من الممارسات التي تعكس تنوع الثقافات الإنسانية.

وتشمل القائمة عناصر عابرة للحدود، وأخرى مرتبطة بممارسة محلية خاصة بمجتمع صغير، وهذه العناصر ليست قطع متحفية؛ بل حياة يومية تمارسها الناس، وهو ما يبرر إدراج أكلة شعبية ضمن القائمة.

العناصر المصرية في قائمة التراث غير المادي

بانضمام الكشري إلى هذه القائمة، يرتفع عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة إلى ١١ عنصرا، وهي:

1. السيرة الهلالية (مسجلة عام 2008) - ملحمة سردية يتم روايتها في المناسبات الشعبية.
2. التحطيب أو المبارزة بالعصي (عام 2016) - فن مصري قديم يمارس في الصعيد ويجمع بين الرياضة والمهارة والاحتفال الاجتماعي.
3. الأراجوز (عام 2020) - فن استخدام العرائس والدمى الخشبية لتقديم عروض ساخرة نقدية.
4. الموائد الرمضانية (2020) - تم تسجيلها كملف مشترك وتمثل العادات المرتبطة بإقامة موائد الإفطار الجماعية في شهر رمضان.
5. الحرف التقليدية المرتبطة بالنسيج اليدوي في صعيد مصر (2021) - تشمل مهارات تصنيع المنسوجات التراثية مثل الكتان والحرير والغزل اليدوي.
6. الخط العربي (2021) - تم تسجيله كملف مشترك بقيادة 16 دولة عربية وإسلامية.
7. النخلة (2022) - تم تسجيلها كملف عربي مشترك يشمل المعارف والممارسات المتعلقة بزراعة النخيل واستخداماته.
8. التنورة (2022) - فنون الأداء المرتبطة بالرقصة الشهيرة ذات الجذور الصوفية.
9. المعلقات في الشعر العربي القديم (2023) - تم إدراجها كملف عربي مشترك.
10. آلة السمسمية (2024) - من أبرز الآلات الموسيقية الشعبية التي تُصنع غالبا من الخشب، وارتبطت تاريخيًا بالمناطق الساحلية مثل السويس والإسماعيلية وبورسعيد.
11. الكشري المصري (2025) - طبق الحياة اليومية ويعتبر أول طبق مصري يتم تسجيله رسميا باعتباره عنصر من عناصر التراث الحي، كتعبير عن ممارسة اجتماعية يومية تتوارثها الأجيال.

لماذا الكشري؟

بحسب وزارة الثقافة، عندما قدمت مصر ملف الكشري كان التركيز الأساسي على أن الكشري ممارسة اجتماعية حية وليست مجرد وصفة، كما أنه يجمع المصريين من مختلف الطبقات والخلفيات، ويتم إعداده في البيوت كما في الشارع، ويعتبر جزءً من ذاكرة المدن والأحياء والأسواق، وهذا البُعد الاجتماعي انعكس في تقييم اليونسكو، التي تنظر دائما إلى العلاقة بين الممارسة والمجتمع.

ماذا يعني إدراج الكشري في القائمة؟

يعتبر إدراج الكشري في تلك القائمة بمثابة اعتراف عالمي بثقافة الحياة اليومية المصرية؛ فإدراج أكلة شعبية لأول مرة يوسع مفهوم التراث من الفنون والحرف إلى تفاصيل المائدة والشارع.

وتشجيع اليونسكو الدول على توفير برامج دعم وتعليم وتوثيق للممارسين، كما يفتح التسجيل الباب لمبادرات للحفاظ على الطرق الأصلية للكشري، وتنشيط سياحة الطعام حيث يمكن للسائح الآن أن يبحث عن الكشري المُسجل كتراث إنساني، فضلا عن رفع وعي المجتمع بقيمة تراثه الحي بما يخلق مساحة فخر وارتباط عاطفي بعناصر التراث اليومية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك