تاريخ الطعام (6): الكاتشب لم يكن يصنع من الطماطم في بدايته وليس أمريكيا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ الطعام (6): الكاتشب لم يكن يصنع من الطماطم في بدايته وليس أمريكيا

حسام شورى
نشر في: السبت 11 مايو 2019 - 2:03 م | آخر تحديث: السبت 11 مايو 2019 - 2:03 م

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.

وفي هذه السلسلة "تاريخ الطعام" الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض "الشروق" معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.
----------------------
«الكاتشب» أصبح من الإضافات الأساسية للوجبات السريعة، كما أنه أوجد لنفسه مساحة على أغلب الموائد حول العالم.
ويشاع أن أصل الكاتشب أمريكي نظرا لجنسية الشركات الكبرى المنتجة له عالميا.. لكن هذا ليس حقيقيا، وفي حلقة اليوم من سلسلة «تاريخ الطعام» نستعرض من أين خرج أول «كاتشب»، وكيف كانت المحاولات الأولى لصناعته، وكيف تطور بمرور الأعوام ليصبح مكونًا من الطماطم.

كيف بدأ الكاتشب؟
لم يكن الكاتشب في شكله الأول يصنع من الطماطم، بل كان يصنع من الأسماك، إذ يعود تاريخه للقرن السادس الميلادي في جنوب شرق آسيا، وكان يصنعه الصينيون من أمعاء السمك ومعدته ومثانته، مضافًا إليهم قليل من الملح، ويحفظ هذا الخليط في أوعية مغلقة ثم تعرض لإشاعة الشمس على مدى 20 يوم.

دخوله إلى إنجلترا:
وكان هذا السمك المخمر يطلق عليه الكلمة الصينية " كي- تسياب ki-tsiap "، وتعني الصوص المستمد من الأسماك المخمرة أو المملحة، واحضره التجار من فيتنام إلى الهند، وعرفه المستعمرون البريطانيون والهولنديون في القرن السابع عشر، فأتوا بالكاتشب الصيني إلى بلادهم وأضافوا تعديلاتهم الخاصة على الخلطة، من بينها الجعة والفطر والجوز والمحار والفراولة والخوخ، والكرفس، والفطر، ولايزال يستخدم كاتشب الفطر في المملكة المتحدة حتى الآن.

وذكر الكاتشب لأول مرة في كتاب أعدته الإنجليزية «إليزا سميث» عام 1736، وتم تعريفه بأنه تتم صناعته من مزج الجعة والأنشوجة، ومع رحلات التجار على البلدان والمستعمرات البريطانية، احضروا التوابل المختلفة ومن بينها التوابل التي تضاف إلى "الكاتشب" وهي القرفة، والخردل، وجوزة الطيب، والفلفل، ليصبح «الكاتشب» بذلك على كل مائدة إنجليزية.

وظهرت أنواع مختلفة من الكاتشب مثل: كاتشب الأنشوجة، وكاتشب الفطر، وكاتشب المحار، وكاتشب الجوز، وكاتشب الليمون.. وجاء في أحد كتب الأديبة الإنجليزية «جين أوستن» المكتوب في عام 1740، أن «الكاتشب انتشر كالنار في هشيم المطابخ الأوروبية في هذا الآوان، ومن بينهم مطبخ عائلة الأديبة، والذي كان يعَد فيه بشكل مستمر، وبالأخص ذلك المصنوع من الجوز، والذي كانت تفضله الأُسرة».

الكاتشب في أمريكا:
ووصل الكاتشب لأمريكا من المطابخ الأوروبية، ورشح «جيمس ميز» وهو أحد العلماء الأمريكيين، في عام 1812 باستخدام «تفاح المحبة» وهو اللقب الذي كان يطلق على الطماطم في هذه الفترة في صناعة الكاتشب وأضيف إلى مكوناته الخل والسكر وبعض النكهات الأخرى.

ليذيع صيت "الكاتشب" في أمريكا بمختلف ولاياتها بعد الحرب الأهلية هناك، وفي عام 1895 أعلنت صحيفة "نيويورك سيتي تريبيون" أن كاتشب الطماطم هو "الصلصة الوطنية لأمريكا" والذي كان موجوداً على كل مائدة في البلاد.

وفي العام 1905 فتحت أمريكا، والعالم، صفحة جديدة مع الكاتشب؛ مع دخول هنري هاينز، صاحب الشركة العالمية التي تحمل اسمه سوق إنتاج الكاتشب.

وغدا حكاية طبق جديد...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك