قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم الاثنين، إنه على دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والدول النفطية الشريكة، خفض نصف الزيادة التي ضختها في سوق النفط العالمية في وقت سابق من العام الحالي، بعد أن تحولت المخاوف من حدوث نقص في المعروض في السوق إلى قلق من تراكم فائض في السوق حاليا وانهيار الأسعار.

وأضاف في تصريحات له، على هامش منتدى دولي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن السوق تحتاج إلى خفض المعروض بمقدار مليون برميل يوميا عن مستوى شهر أكتوبر، وأن المملكة العربية السعودية ستخفض إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل خلال الشهر المقبل، لتسجل ثاني تحول في سياستها النفطية منذ ارتفاع الأسعار العالمية في الصيف الحالي.

ونقل موقع "العربية نت" عنه القول: "طلب عملائنا في ديسمبر تراجع أكثر من نصف مليون برميل يوميا مقارنة مع نوفمبر"، لافتا إلى وجود توافق على الحاجة لبذل كل ما يلزم من أجل تحقيق التوازن في السوق.

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء، عن "بوب دودلي" الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية العملاقة "بي.بي"، إن "إعلان السعودية اعتزامها خفض الإنتاج يمكن أن يعزز الأسعار على الأقل".

وارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، بنحو 2.4% في تعاملات بورصة لندن للسلع، في حين ارتفعت الأسعار في نيويورك بنسبة 1.8%، وذلك بعد أن أعلنت السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، عن خفض إمدادات شهر ديسمبر المقبل، وهو ما ينظر إليه على أنه إجراء لوقف تراجع السوق الذي شهد هبوطا بنسبة 20% منذ أوائل أكتوبر.

وأوضح الفالح، أمس، إن بلاده تعتزم خفض إمداداتها من النفط للأسواق العالمية 500 ألف برميل يوميا في ديسمبر، وفي الوقت نفسه تحث السعودية الدول المصدرة للنفط على التركيز على خطر تزايد المخزون وتوقعات النمو القوي للإمدادات المنافسة في سوق النفط العالمية بما في ذلك حقول الزيت الصخري الأمريكية. كما أعرب الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو عن قلقه من تراجع التوازن في سوق النفط العالمية، نتيجة زيادة المعروض وتراجع الطلب.

من جهته، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة بالإمارات، رئيس الدورة الحالية لمنظمة الأقطار المصدرة للبترول، إن (أوبك) ليست منظمة سياسية، ولكن نعمل مع كافة الأطراف لضمان استقرار سوق النفط.

وانطلقت في أبوظبي، اليوم الاثنين، جلسات مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2018"، الذي يقام تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وتستمر حتى يوم الخميس المقبل.

ويكتسب مؤتمر "أديبك" والمعرض المصاحب له أهمية كبيرة، كونه واحدا من أكبر 3 معارض لقطاع النفط والغاز في العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويجمع المؤتمر نخبة من الخبراء الإقليميين والدوليين والمختصين في صناعة النفط والغاز، تحت مظلة واحدة لتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات، التي من شأنها المساهمة في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة في العالم.

وقال المزروعي للصحفيين بأبوظبي، إن منظمة "أوبك" مستعدة لتلبية احتياجات الأسواق من النفط، حال تعرضها لنقص في المعروض نتيجة أية عوامل سياسية.

وتابع: "سوف نراجع السوق خلال الأيام المقبلة حتى نجتمع الشهر المقبل ونتخذ القرار"، مشيرا إلى أن اجتماعات (أوبك) تعمل على تحقيق التوازن بين العرض والطلب وهو أمر كفيل بتحقيق السعر العادل.