منظور آخر لحرب غزة: الجنوب العالمي ينتقد إسرائيل - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 10:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

منظور آخر لحرب غزة: الجنوب العالمي ينتقد إسرائيل

د ب أ
د ب أ
كيب تاون/بوينس آيرس - (د ب أ)
نشر في: الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:53 ص | آخر تحديث: الأحد 12 نوفمبر 2023 - 10:53 ص

أدى الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل والحرب في قطاع غزة إلى انقسام العالم بشكل عميق.

وفي الجنوب العالمي على وجه الخصوص يُنظَر إلى الصراع بشكل مختلف تماما عما هو عليه الحال في المقرات الحكومية في واشنطن أو برلين أو لندن.

وبسبب تاريخهم الخاص ينظر العديد من السكان في إفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى الأحداث بعدسة ما بعد الاستعمار: فالفلسطينيون بالنسبة لهم في المقام الأول ضحايا سياسة الاحتلال الإسرائيلي.

- نظرة الدول النامية للقضية
"ترى العديد من الدول النامية أن موقف الغرب من القضية الإسرائيلية - الفلسطينية دليل على أنه يطبق القواعد والأعراف الدولية بشكل انتقائي - اعتمادا على المصالح الجيوسياسية وليس بطريقة عالمية"، حسبما كتب عالم السياسة الألماني - البرازيلي أوليفر شتوينكل في مجلة "فورين بوليسي" المتخصصة.

- الدول الإفريقية تدين إسرائيل
وأدانت العديد من الدول الإفريقية القصف الإسرائيلي لقطاع غزة ردًا على هجمات حماس، وهناك تضامن كبير مع الفلسطينيين خاصة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وإلى جانب بعض التصريحات التي تتحدث صراحة عن إسرائيل باعتبارها "جائرة"، تطالب العديد من الحكومات بإنهاء العنف ضد المدنيين وتنفيذ حل الدولتين.

وكان الاتحاد الإفريقي قد وصف "إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني" بأنه "السبب الرئيسي" للصراع.

ويقول ران جرينشتاين، المحلل السياسي في جامعة ويتواترسراند في عاصمة جنوب إفريقيا، جوهانسبرج، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن جنوب إفريقيا على وجه الخصوص، وهي واحدة من أقوى الدول اقتصاديا وأكثرها حداثة في إفريقيا، وبالتالي نموذج يحتذى به وناطق بلسان العديد من الدول في القارة - تتخذ موقفا "متشددا وانتقاديا للغاية" تجاه إسرائيل.

ووصفت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي بأنه "عقاب جماعي" للفلسطينيين يتضمن "قتلا مستمرا للأطفال والمدنيين الأبرياء"، وتتحدث جنوب إفريقيا عن جرائم حرب ترتكبها القوات الإسرائيلية، وتريد سحب دبلوماسييها من إسرائيل، وتهدد بطرد محتمل للسفير الإسرائيلي.

وكثيرا ما يستضيف الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا "المؤتمر الوطني الإفريقي"، والذي يدعو إلى "فلسطين حرة" منذ سنوات عديدة، ممثلين عن حماس بين ضيوفه في المؤتمرات السياسية.

في الوقت نفسه تعد جنوب إفريقيا -وفقا للمؤتمر اليهودي العالمي- موطنا لأكبر جالية يهودية في إفريقيا، وتحل هنا في المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم، حيث يعيش فيها أكثر من 75 ألفا و500 يهودي.

- الحفاظ العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الجيدة مع الدول الغربية
ويقول بريال سينج، المحلل لدى معهد الدراسات الأمنية "ISS"، إن جنوب إفريقيا -والعديد من البلدان الأخرى في الجنوب العالمي- يهمها في نهاية المطاف تحقيق توازن استراتيجي، موضحا أن هذه الدول -من ناحية- ملتزمة بنظرة عالمية مناهضة للاستعمار والإمبريالية، ومن ناحية أخرى لا تريد تعريض العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الجيدة مع الدول الغربية التي تدعم إسرائيل في الصراع -مثل ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا- للخطر، ويؤكد سينج، "أنها رقصة حساسة بين الأيديولوجية والبراجماتية".

- الحكومة البرازيلية تدين حماس
كما تعالت في أمريكا اللاتينية الكثير من الأصوات الناقدة للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فقد أدانت الحكومة البرازيلية الهجمات التي شنتها حركة حماس ضد المدنيين في جنوب إسرائيل قبل نحو شهر، لكنها دعت في الوقت نفسه "جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من ضبط النفس من أجل منع تصعيد الوضع".

وقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد قرار قدمته البرازيل إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لأنه لم يتضمن ذِكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وأدانت الأرجنتين هجمات الجيش الإسرائيلي على البنية التحتية المدنية في غزة، ودعت إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وانتقدت اتحادات يهودية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية هذا الموقف، ويبلغ عدد الجالية اليهودية في الأرجنتين 175 ألف نسمة، وهي الأكبر في أمريكا اللاتينية.

- دول تقف إلى جانب فلسطين
ومن الواضح أن الحكومات اليسارية في كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا تقف إلى جانب الفلسطينيين، حيث تنتقد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتهون من عنف حماس.

ووصفت وزارة الخارجية الكوبية الصراع بأنه "نتاج 75 عاما من الانتهاكات المستمرة لحقوق لا تقبل المساومة للشعب الفلسطيني وسياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية"، واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إسرائيل بإقامة نظام الفصل العنصري وارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

- دول تقطع العلاقات مع إسرائيل
وقطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد بدء الهجمات على قطاع غزة، واستدعت تشيلي وكولومبيا سفيريهما للتشاور.

ومثل جنوب إفريقيا، تصف تشيلي القصف الإسرائيلي بأنه "عقاب جماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين"، ويعيش في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية أكبر جالية للفلسطينيين خارج الشرق الأوسط.

ويقول جرينشتاين، إنه ينبغي أخذ مواقف دول الجنوب العالمي على محمل الجد، وأضاف، "موقفها يشكل ضربة قوية لمحاولة إسرائيل تطبيع علاقاتها مع العالم العربي والدول الإسلامية"، موضحا أنه قبل بدء الصراع في غزة كانت تل أبيب لا تزال تعمل على تحسين العلاقات مع السعودية، الأمر الذي ربما أدى إلى تحسين العلاقات مع دول إسلامية أخرى مثل ماليزيا وإندونيسيا.

وقال: "كل هذا لم يعد ممكنا بعد الآن، الصراع يتسبب في أضرار دائمة يكاد يكون من المستحيل التعافي منها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك