تاريخ الطعام (8): رفضت الشوكولاته الذوبان.. فعرف الأمريكيون الكوكيز بالصدفة! - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ الطعام (8): رفضت الشوكولاته الذوبان.. فعرف الأمريكيون الكوكيز بالصدفة!

حسام شورى
نشر في: الإثنين 13 مايو 2019 - 11:58 ص | آخر تحديث: الإثنين 13 مايو 2019 - 11:58 ص

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.
وفي هذه السلسلة «تاريخ الطعام» الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض «الشروق» معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.
-------------------------
الكوكيز من الحلويات المقرمشة الخفيفة التي غالبا ما تقدم في الصباح مع الشاي أو النسكافيه، وكذلك في المناسبات والأعياد، والزيارات، حتى صارت توجد شركات متخصصة في إنتاجه وبيعه مغلفًا بإضافات ونكهات كثيرة.

يعود أصل الكوكيز إلى القرن السابع الميلادي في بلاد فارس (إيران حاليا) باعتبارها واحدة من أوائل البلدان التي عرفت السكر واستخدمته في صناعة الكعك. ويقال إن فكرة الكوكيز ظهرت قبل 10 آلاف سنة، إذ كان الطهاة يستخدمون كمية صغيرة من خليط الكعك لاختبار درجة حرارة الفرن قبل خبز كعكة كبيرة، وسميت "كوكجي" بمعني "كيكة صغيرة" في اللغة الهولندية.

وفي العصور الوسطى في أوروبا ظهر "كوكيز الزنجبيل" والتي تعد أول كعكة ارتطبت بالكريسماس، وفي عام 1500 انتشر الكوكيز في جميع أنحاء أوروبا، سواء المصنوع بالزنجبيل أو الزبدة، ثم نشره الهولنديون بعد ذلك في الولايات المتحدة وباقي دول العالم. وانتقل الكوكيز بعد ذلك إلى بريطانيا ولكن باسم "بسكويت"، ولا يزال يطلق على الكوكيز مصطلح "بسكويت" حتى الآن.

وفى عصر النهضة ظهرت العديد من الكتب التي اشتملت على وصفات كثيرة لصناعة الكعك والكوكيز، وبفضل الثورة الصناعية تطورت صناعة الكوكيز فأصبحت هناك مصانع خاصة به بعد أن كانت تتم صناعته يدوياً في المنازل.

وأصبحت كل دولة تصنعه بشكل ونكهة خاصة بها، فالسويد مثلا صنعته بالزنجبيل الحار والفلفل الأسود، بينما النرويج صنعته بالعسل والليمون، أما الأمريكيين فاستقروا على الزبدة والمكسرات وأحيانا مع إضافة بضع قطرات من ماء الورد.

الكوكيز بشكله الحالي:
هناك قصة شائعة عن كيفية تطور الكوكيز ليصبح بشكله الحالي المتعارف عليه بمكونه الشهير وهو الشوكولاته، تقول إنه في عام 1930 تغير شكل الكوكيز عن طريق الصدفة، ففي أحد الفنادق الأمريكية، نفذت المكسرات من الطهاة وهم يصنعون الكوكيز، فاستبدلوها بقطع صغيرة مكسرة من شوكولاتة الطبخ، واكتشفوا أن مذاقها أصبح أكثر روعة.

وهذه القصة أشبه بالرواية الأكثر شيوعًا عن أصل الكوكيز، والتي ترجع تطويره للصدفة أيضا، على يد السيدة الأمريكية روث ويكفيلد، وهي كانت طابخة، حولت منزلهما إلى فندق، بداخلة مطعم يحمل اسم «Toll House Inn»، وقامت بإعداد وجبات للسياح والسكان المحليين.

وفي عام 1939، حاولت ويكفيلد صناعة الكعك بإضافة قطع الشيكولاته إلى الخليط، آملة أن يذوب ويتحول الكعك إلى اللون البني، ولكن القطع ظلت كما هي، ليتم صنع أول «كوكيز» بقطع الشيكولاتة بمحض الصدفة باسم "تول هاوس كوكيز المقرمشة بالشوكولاتة".

وقالت ويكفيلد عن هذا الموقف: "لقد كنا نقدم الكوكيز الرقيق بالمكسرات مع الآيس كريم. كان الجميع يحبونه، لكنني كنت أحاول أن أقدم لهم شيئًا مختلفًا. لذلك توصلت إلى تول هاوس كوكيز".

وغدا قصة طبق جديد...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك