تصدر اسم أسماء جلال التريند مؤخرا بعد طرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "السلم والثعبان – الجزء الثاني"، حيث ظهرت في أحد مشاهده مُرتدية بدلة رقص، مما آثار تعليقات حسابات مختلفة منصات التواصل وبدأت حالة من النقد لها.
والمتتبع لهذا الجدل سوف يجد أنه مُتكرر مع كل مرة تظهر فيها ممثلة مُرتدية بدلة رقص في أي عمل سواء السينما أو المسلسلات، وأصبح ظهور بدلة رقص على الشاشة سبباً في أن تتحول الممثلة إلى تريند وتُهاجم بالكثير من التعليقات السلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذا الواقع الحالي -من الجدل حول الرقص على الشاشة- يتناقض كليا مع كون الجمهور المصري مُعتاد على ظهور الرقص كجزء أصيل من العمل الفني السينمائي في معظم الأفلام الكلاسيكية، منذ ظهور السينما في مصر، وحدث تغيرات لمساحات وطبيعة ظهور الرقص في سياق الأحداث الدرامية على مدار سنوات.
-الرقص كتابلوه سينمائي
كان الرقص في أفلام أربعينات وخمسينات القرن الماضي جزءًا لا يتجزأ من أحداث الفيلم، حيث لا يمر منتصف الفيلم تقريبا حتى تظهر رقصة استعراضية، وكان الرقص يقدم في شكل تابلوه مسرحي، خاصة في حالة أن البطل مطرب مثل: كارم محمود أو عبدالغني السيد أو فريد الأطرش وشكوكو وإسماعيل يس، وكانت الممثلات يشاركن في هذا الأداء الراقص، مثل شادية، ومديحة يسري، وهدى سلطان، ونجاح سلام، ودرية أحمد.
كما كان للراقصات مساحة واسعة لتقديم تابلوهات راقصة في أفلامهم اللاتي جسدن دور البطولة فيها، ومن أشهر التابلوهات الاستعراضية التي كانت تقدمها سامية جمال وتحية كاريوكا ونعيمة عاكف، وكيتي، مثل تمر حنة وآه من عينه، والربيع وتاكسي الغرام، وكيوبيد، والعفو عند المقدرة.
والاهتمام بالرقص والاستعراضات في هذه الفترة كان يرجع بنسبة كبيرة إلى قيام السينما في البداية على أكتاف ممثلي المسرح ومطربي تياترات شارع عماد الدين، الذي كان يعد واجهة فنية مصرية بارزة في ذلك الوقت، وبالتالي كل فنان كان يستعرض قدراته في الاستعراض والأداء من خلال هذه الرقصات التي تُصمم كما في الواقع.
-تراجع إلى مشهد رقص عابر
مع مرور الوقت تغيرت اهتمامات صناع السينما وتغيرت الموضوعات وقلت الأفلام الغنائية والاستعراضية بشكل ملحوظ، لكن استمر وجود مشهد الرقص في التياترو أو الملهى الليلي، كجزء ترفيهي داخل الفيلم، لكن لم يصبح بنفس الأداء والاهتمام كما في الماضي.
وأخذت مساحة الرقص تتراجع تدريجيا من الأفلام في السبعينيات ثم الثمانينيات حتى تلاشت تقريبا في أفلام العقد الأول من القرن 21، وانحصر الرقص خلال هذه الفترات المتتالية في أداء شخصية راقصة في السينما، وأبرز من قدمت ذلك نبيلة عبيد في أفلام: الراقصة والطبال، الراقصة والسياسي، سمارة الأميرة، كما كانت نادية الجندي تضيف بعض مشاهد الرقص في أفلامها في سياق الإغراء.
وأصبح شكل الرقص لا يقدم إلا من خلال شخصية راقصة بشكل مباشر، أو في جانب الإغراء، عادة رقص امرأة لرجل تحبه أو في علاقة معه، مثل مشهد رقص دينا الشربيني الشهير في رمضان 2024 لشريف سلامة، في مسلسل كامل العدد، وقد قدمت دينا شخصية راقصة وارتدت بدلة رقص في أحدث أفلامها "درويش" مع عمرو يوسف، ولم تتلق ذات الهجوم الذي تتلقاه أسماء جلال حاليا، ويرجع ذلك ارتباط اسم أسماء بالتريندات السلبية أغلب الوقت، مما جعل حسابات السوشيال ميديا أكثر تحفزا ضدها والبعض بهدف جمع مشاهدات وتفاعل.