صبي يطعن زميله بـ"مطواة" وسط الشارع.. والنيابه توجه له تهمة القتل العمد
أم المجني عليه: ابني كان "رجل البيت" ويساعد في مصاريف المعيشة
منذ حبس والده بسبب مشاجرة قبل عامين وهو يواصل الليل بالنهار لمساندة أسرته، وبرغم عمره الذي لم يتجاوز 16 عاما، يعمل حسين في محل ملابس إلى جانب دراسته لسد احتياجات أشقائه، ولم يعلم الصغير أن حياته ستنتهي بطعنة "مطواة" في صدره على يد أحد زملائه بسبب "كاب" لم يتجاوز سعره 250 جنيها.
وتمكن أمن القاهرة من ضبط المتهم والسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأمرت بحبس المتهم -الذي تجاوز عمره 15 عاما- على ذمة التحقيقات بعدما وجهت إليه تهمة القتل العمد.
عقارب الساعة تشير إلى الساعة التاسعة مساء الاثنين الماضي، صوت شجار يعم منطقة النهضة في مدينة السلام بمحافظة القاهرة هرول أهالي المنطقة ناحية الصوت ليروا أن حسين وزميله زياد اللذان يقطنان في ذات المنطقة يتشاجران بسبب "كاب" كان يرتديه الأول.
حاول حسين الدفاع عن نفسه ومنع زميله عن أخذ الكاب منه بالأكره، لكن دون جدوى، حتى أخرج المتهم سلاح أبيض مطواة من بين طيات ملابسه ووجه له عدة طعنات استقرت بمنطقة الصدر، ليسقط على الأرض ويسيل دماءه في الشارع، فحمله الأهالي ووضعوه داخل توكتوك وأسرعوا به لمستشفى السلام، لكن الوقت لم يسعفهم ولم تكتب النجاة للطفل الصغير.
تعالت أصوات الصرخات داخل المستشفى، وانتقلت الأجهزة الأمنية فور تلقي إشارة من المستشفى بوصول حسين 15 عاما، مصاب بطعنات نافذة بالصدر، وبإجراء التحريات تبين أن زميله وراء ارتكاب الواقعة، وتمكن الأمن من القبض عليه وبمواجهته اعترف بطعنه بالمطواة.
تقول شيماء والدة المجني عليه، إن حسين هو أكبر أبنائها وهو من يساندها في سد احتياجات أشقائه فاطمة صاحبة الـ 10 سنوات وآدم صاحب الـ 6 سنوات، فهو يعمل بمحل ملابس جانب دراسته، وهو بمثابة الأب لهم.
وتابعت الأم لـ"الشروق" أنها تعمل بأحد مصانع الملابس، وفي يوم الحادث تلقت اتصالا وهي في عملها من أحد جيرانها يبلغها بأن ابنها داخل المستشفى بسبب إصابته في مشاجرة مع أحد الأشخاص.
وأضافت الأم أنها هرولت إلى المستشفى، ولا يتردد على لسانها سوى الدعاء بأن يكون الأمر هونا، لكن فور وصولها علمت بوفاة ابنها: "أنا كنت مفكرة أنها ضربة بسيطة في جسمه ماكنتش متخيلة إني هفقد ابني في غمضة عين".
وهي تبكي من فراق نجلها وسندها في الحياة، وأوضحت الأم أن "الكاب" الذي حاول المتهم أخذه من ابنها لا يتجاوز سعره 250 جنيها، وقد جمع ابنها ثمنه وكذلك ثمن عباءه أحضرها لها قبل الحادث بيومين من "عرقه وشقاه"، متابعة: "دا مكنش إبني دا كان أبويا وأخويا بعد حبس زوجي، ونفسي في القصاص من اللي قتله".
وفي نفس السياق، قال أحمد شبرا، أحد الجيران، إن أهالي المنطقة جميعا يحبون المجني عليه لحسن أخلاقه "محدش بيسمع صوته ومش بتاع مشاكل نهائي وبيصرف على أسرته"
وتابع الجار أن المتهم -بالرغم من حسن أخلاق أسرته- إلا أنه كان دائم الشجار من أهالي المنطقة "المطوة مش بتفارقه"، مشيرا إلى أن الجميع في حالة من الحزن على فقدان المجني عليه.
البداية عندما تلقى قسم شرطة السلام ثان بمديرية أمن القاهرة، إشارة من أحد المستشفيات باستقبال طالب مقيم بدائرة القسم، مصاب بجرح طعني، وتوفي فور وصوله إثر إدعاء مشاجرة بالمنطقة محل سكنه.
وبفحص الواقعة تبين بحدوث مشادة كلامية بين المتوفى وآخر طالب مقيم دائرة القسم، إثر خلافات مالية فيما بينهما تعدى خلالها الأخير على المجني عليه بالضرب باستخدام سلاح أبيض مطواة كان بحوزته نتج عن ذلك إصابته التي أودت بحياته، وتمكن الأمن من القبض على المتهم والسلاح الأبيض المستخدم في الجريمة.