هادى الباجورى: فيلم «الضيف» كابوس ممتع - بوابة الشروق
الخميس 15 مايو 2025 6:35 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

هادى الباجورى: فيلم «الضيف» كابوس ممتع

حوار ــ منة عصام:
نشر في: الإثنين 14 يناير 2019 - 8:21 م | آخر تحديث: الإثنين 14 يناير 2019 - 8:21 م

اندهشت عندما وجدت الرقابة لم تعترض على أى مشهد فى الفيلم ومررته بالكامل
كان مستحيلا أن يؤدى ماجد الكدوانى دور البطولة.. ولو فعلت لقضيت على الفيلم قبل أن يبدأ
قصدنا أن يخرج الفيلم وكأنه مناظرة حوارية بين الأب والعريس
رفضت الاستعانة بالموسيقى التصويرية طوال أحداث الفيلم

يعتبر الفيلم مهما ولا يمكن رفضه.. جدليا وجريئا رغم المباشرة التى يدافع عنها ضمن أحداثه، فالمخرج هادى الباجورى يجد أن فيلم «الضيف» الذى تولى إخراجه فرصة ذهبية تظهر إمكانيات وجرأة المخرج بسبب كم التحديات التى يحتويها، ويكشف الباجورى فى الحوار التالى كواليس موافقة الرقابة وتمريرها للفيلم وفى ذات الوقت سبب عدم ترشيح ماجد الكدوانى لدور البطولة:

** لماذا غبت عن السينما منذ آخر أفلامك هيبتا فى عام 2016؟

ــ أنا أحب أن أستغرق كامل وقتى فى البحث عن موضوع يجذبنى ويقدم جديدا، وفى ذات الوقت أحب البحث عن أعمال تكون فيها الدراما هى العامل الأول والجاذب الأكبر، فالدراما هى ما تصنع أفلاما ناجحة بحق وحتى لو قدمت فيلما أكشن فأفضل أن تكون الدراما جزءا أصيلا منه وهى الأساس لهذا العمل، وبالطبع كل هذه الأمور تستغرق وقتا طويلا، هذا بالإضافة إلى مراحل الإنتاج التى قد تتوقف لأى سبب خارج عن إرادتى طبعا.

** وكيف جاء العمل على فيلم الضيف؟

ــ أثناء عملى على الأفلام التى مع الأسف لم تر النور، جاء سيناريو الضيف وعندما قرأته جذبنى جدا فضلا عن أننى تعاملت مع شركة الإنتاج من قبل وكانوا على قدر عالى من المسئولية، والفيلم مكتوب جيدا، وبه العديد من التحديات التى فى الحقيقة كان إبراهيم عيسى متخوفا أنها لا تعجبنى ولا أوافق على إخراج الفيلم، ولكنه فوجئ أنه أعجبنى ووافقت على تولى إخراجه، فالفيلم به أكثر من تحد أولها يتمثل فى موضوعه الجرىء وطريقة الطرح والعمل مع إبراهيم عيسى فى حد ذاته فى الظروف التى نمر بها، فضلا عن تقديم فيلم حوارى بالدرجة الأولى وجذب الناس إليه بدون الشعور بلحظة ملل، والتصوير فى مكان واحد، وبالطبع كل هذه التحديات يمكن أن تجعل أى مخرج يخاف ويتراجع.

** هل كانت لك أى تحفظات قبل بدء العمل فى الفيلم؟

ــ بصراحة نعم، ففى البداية كنت متخوفا ألا يكون إبراهيم عيسى مرنا ويتمسك برأيه فى أمور معينة بالسيناريو، خاصة أنه يملك من التاريخ والثقافة التى تمنحه الحق فى التمسك برأيه، ولكنى وجدته مرنا لأبعد الحدود وقالى «أنا واثق فيك وهسلمك ابنى وأنا مطمن»، وكانت لى عدة تحفظات على السيناريو وأخبرته أنه لابد من إضافة مقاطع بداخله حتى يكون أفضل، فضلا عن أننى قمت بتقصير بعض المشاهد لأنها كانت طويلة لحد ما وبالطبع أنا كمخرج واجب على أن أخرج الفيلم بشكل لا يمل الجمهور منه مع النظر أنه يدور فى مكان واحد وثلث الفيلم الأخير يدور بأكمله فى المكتب، وهذا بالنسبة لى كان كابوسا.
وأضاف «اردت أن أخلق نوعا من المتنفس ضمن أحداث الفيلم، ولذلك طلبت من إبراهيم عيسى أن نضيف مشهد الخال الذى جسده ماجد الكدوانى، فدخوله مثل متنفسا للمشاهد وأضفى حسا كوميديا جميلا، وكذلك مشهد الضابط الذى جسده محمد ممدوح».

** الفيلم معتمد بشكل رئيسى على الحوار.. فلأى مدى فرض هذا عبئا عليك كمخرج؟

ــ بالطبع شكَّل عبئا كبيرا على لأنى كنت لازم أقصر مشاهد بحيث لا يمل الجمهور.

** هناك انتقاد موجه للفيلم أن لغته السينمائية مباشرة جدا.. فما تعليقك؟

ــ أحب أقول انه أى عمل يقدم بشكل مباشر وكأنه يجعل المشاهد يشرب الرسالة بالملعقة، فهو عمل غير مستحب إطلاقا، ولكن رغم أن الرسالة مباشرة فإن المشاهدين لم يتضايقوا من الفيلم بل على العكس أحبوه واعتبروه مهما، فكان ممكن أن يظهر إبراهيم عيسى فى برنامج ويقول كل ما قاله فى الفيلم بخصوص موضوعى الحجاب والعنعنة وإسناد بعض الأحاديث، ولكن هذه الأمور كلها أضافت معلومات للمشاهد قد لا يكون على علم بها قبل مشاهدته للفيلم، فضلا عن أن خفة دم وكوميديا خالد الصاوى أعطت روحا جميلة وهو يقول المعلومة.

** البعض شبهوا الفيلم أنه مناظرة حوارية بين الأب والضيف.. فما تعليقك أيضا؟

ــ أنا من قصدت هذا منذ البداية، فهو عبارة عن عدة جولات بين الدكتور يحيى وأسامة العريس المتقدم لخطبة ابنة الأول، والفيلم معتمد على تصارع وجهات نظرى الاثنين فيما يشبه الجولات، كل جولة واحد فيهما يخرج منها الرابح.

** كثير من المشاهدين وجدوا أن شخصية خالد الصاوى تشبه إبراهيم عيسى فى الحقيقة.. فهل تجد هذا نقطة ضعف أم قوة؟

ــ لا أستطيع وصفها بهذا أو ذاك، ولكن هو فعل هذا بناء على طلب منى شخصيا، فمنذ بداية عملى مع إبراهيم وأنا أحب شخصيته جدا، لدرجة أننى عندما زرته فى منزله وجدته يرتدى الجلابية ومن هنا صممت أن يرتديها خالد الصاوى فى مشهد جلوسه بالمنزل.

** سبق إبراهيم عيسى وطرح نفس القضايا الجدلية فى برامجه وسببت مشكلات.. ألم تقلقوا من أن تثار نفس المشكلات حول الفيلم؟

ــ بالطبع كنا قلقين للغاية لدرجة أنى توقعت حذف الرقابة لمشاهد أو لجمل حوارية ولكن فوجئت بالعكس، وعندما شاهدت النسخة النهائية مع إبراهيم عيسى قلت له «ياريتهم فى الرقابة شالوا مشاهد لأنها ممكن تسبب لنا مشاكل»، وأنا لا أقصد فئة الإسلاميين ولكن مثلا ضباط الشرطة الذين ممكن تكون لهم تحفظات فيما يخص مشهد الضابط، وفى النهاية الفيلم يعتبر جريئا وأى عمل يقدم يجب أن يكون به جزء من جرأة ويطرح تساؤلات فى عقل الناس، وبصراحة الفيلم جماله فى أنه يذكر الناس بالأصل فى كل شىء بعيدا عن أى تحريفات طرأت على عقل المصريين.

** لماذا خلا الفيلم تماما من الموسيقى التصويرية إلا مقطع صغير جدا فى النهاية؟

ــ مشهد النهاية قصدت منه وضع مقطع موسيقى صغير حتى يشكل متنفسا جيدا للجمهور بعد جولات كثيرة بين الأب والضيف انتهت بوضع مأساوى، أما بالنسبة لباقى الفيلم فلم أشعر إطلاقا أننى فى حاجة للموسيقى التصويرية إطلاقا، ولكن أردت أن تكون كل الأصوات الطبيعية هى الطاغى الرئيسى على مجريات الفيلم كصوت النار وصوت قطرات المطر وقرع الباب، وأضيف على الموسيقى أننى أردت الاستعانة بإضاءة المكان الطبيعية.

** وما السبب فى تردد خالد الصاوى قبل موافقته على الدور؟

ــ هو لم يكن ترددا إطلاقا ولكنه كان فى حيرة من أمره، لأنه كان من المفترض أن يبدأ تصوير مسلسل وفى ذات الوقت عرض عليه الفيلم، فكان محتارا بينهما، وفى النهاية المسلسل تعثر لأسباب إنتاجية، وبصراحة تحدثت مع خالد الصاوى وقلت له «الفيلم ده مينفعش تسيبه، وهيفرق معاك».

** وما حقيقة ترشيح ماجد الكدوانى فى البداية لأداء دور البطولة؟

ــ هذا غير صحيح بالمرة، فلم أرشح ماجد الكدوانى لأنه مسيحى، وكانت هذه ستؤخذ كنقطة ضعف ضد ماجد وضد الفيلم، خصوصا مع النظر أن المنتج أيضا مسيحى، فضلا عن أن قصة الفيلم جريئة وتتناول ازدراء الأديان وتصحيح بعض المعتقدات الدينية التى يفهمها الناس بشكل خاطئ، فكان مستحيلا أن يكون البطل هو ماجد الكدوانى، ولو فعلت هذا لقضيت على الفيلم قبل أن يبدأ.

** وهل صحيح أنه كانت هناك نية من الرقابة لمنع عرض الفيلم بعد انتهاء تصويره؟

ــ هذا حقيقى، ولكن بصراحة لا نعلم سبب الموافقة عليه فى وقت لاحق والتصريح به كاملا بدون حذف.

** تصنيف الفيلم +16 قد يشكل تعارضا مع مضمونه الذى يحمل رسالة للشباب؟

ــ فى البداية كانوا يريدون تصنيفه فوق ال18 ثم غيروا رأيهم ليكون فوق ال16، وأرى أنه تصنيف جيد لأنه يمكن أن يكون هناك سن معينة دون هذين العمرين لا يكون لديه الوعى الكامل لاستيعاب ما يقال فى الفيلم بدون تفكير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك