جروسي أمام المؤتمر العام للطاقة الذرية: اتفاق القاهرة يعيد مفتشي الوكالة إلى إيران.. وأشكر مصر - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 1:30 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

جروسي أمام المؤتمر العام للطاقة الذرية: اتفاق القاهرة يعيد مفتشي الوكالة إلى إيران.. وأشكر مصر

فيينا - خالد أبو بكر
نشر في: الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 3:01 م | آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 3:01 م

**الوفد الإيراني يتحرك لطرح مشروع قرار يحظر الهجمات على المنشآت النووية.. ويكشف عن ضغوط أمريكية لمنع التصويت


افتتح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، اليوم الاثنين، أعمال الدورة التاسعة والستين للمؤتمر العام للوكالة في فيينا التي تستمر حتى 19 سبتمبر في فيينا، بكلمة مطولة حذر فيها من التحديات غير المسبوقة التي تواجه نظام منع الانتشار النووي العالمي، داعيًا الدول الأعضاء إلى "الارتقاء لمستوى اللحظة" وإعادة الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات التي اعتبرها "ركائز أساسية للسلم الدولي".

وتصدر الملف الإيراني خطاب جروسي، إذ شدد على أن الوكالة "تعمل في ظروف معقدة للغاية بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي"، مشيرًا إلى أن "انسحاب المفتشين كان حتميًا وقتها"، لكن الجهود الدبلوماسية أفضت مؤخرًا إلى اتفاق مهم في القاهرة.

وقال جروسي: "مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي توصلنا إلى تفاهم واضح حول إجراءات التفتيش والإخطارات والتنفيذ، وهو اتفاق يأخذ في الاعتبار شواغل إيران لكنه يبقى متسقًا مع التزاماتها بموجب اتفاق الضمانات الشامل". وأضاف: "الآن حان وقت التنفيذ، وأثق بأن عودة المفتشين ستُظهر أن الحوار ما زال الطريق الأمثل نحو حلول دائمة".

وأضاف قائلاً: "شكرًا، مصر، مرة أخرى، على توفيرك ليس فقط مكانًا، بل روحًا، دعمًا لما كان علينا القيام به. ومع وزير الخارجية الإيراني عراقجي، وقعنا اتفاقًا يشير إلى، ويُلخص، الإجراءات الفنية والخطوات العملية التي نحتاج إلى القيام بها لاستئناف هذا العمل الذي لا غنى عنه في إيران. والآن، الأمر متروك لنا معًا، لإيران ولنا، لتنفيذه واستعادة الثقة والمضي قدمًا".

وشدد جروسي على أهمية التعاون الدولي والامتثال لإطار عدم الانتشار النووي، الذي وصفه بأنه "إحدى ركائز السلام والأمن الدوليين". وحذر من أن الحفاظ على الثقة في البرنامج النووي الإيراني أمر بالغ الأهمية ليس فقط للمنطقة ولكن أيضًا لنظام عدم الانتشار الأوسع.

**قرار إيراني يحظر الهجوم على المنشآت النووية

وفي موازاة كلمة جروسي، تواصل إيران تحركاتها على هامش المؤتمر العام في فيينا، إذ أعلن وفدها النووي أنه سيطرح مشروع قرار أمام الدول الأعضاء يطالب بحظر أي هجمات على المنشآت النووية. ويأتي هذا بعد الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل خلال حرب استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص وتدمير أجزاء من البنية التحتية النووية الإيرانية.

واعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن المؤتمر "فرصة لتسليط الضوء على ازدواجية المعايير داخل الوكالة"، مشيرًا إلى أن جروسي دان مرارًا الهجمات على محطة زابوريجيا الأوكرانية، لكنه "التزم الصمت" حيال الهجمات على إيران. وأضاف: "حتى لو لم يُعتمد القرار، فإن مجرد طرحه يكشف حجم الضرر الذي لحق بميثاق الأمم المتحدة".

من جانبه، قال المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي إن الولايات المتحدة "تمارس ضغوطًا هائلة على الدول الأعضاء لمنع التصويت على المشروع، وتهدد بقطع المساعدات عن الوكالة". لكنه أشار إلى وجود سوابق، أبرزها قرار مجلس الأمن 487 لعام 1981 الذي دان الغارة الإسرائيلية على مفاعل أوزيراك العراقي، إضافة إلى قرارات سابقة للوكالة في 1985 و1990 أكدت مبدأ حماية المنشآت النووية الخاضعة للضمانات.

**النظام الدولي تحت الضغط

وفي كلمته، لم يقتصر جروسي على الملف الإيراني، بل تحدث عن "أزمة ثقة أوسع" تطال النظام الدولي لمنع الانتشار. وقال: "شاهدنا ما حدث في العراق وسوريا، والآن في إيران. كلما تراجع عنصر الثقة، يصبح السلم والأمن الدوليان مهددين".

كما تطرق إلى كوريا الشمالية التي تواصل برنامجها النووي "في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن"، محذرًا من أن النقاشات المتزايدة داخل بعض الدول الملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار حول احتمال امتلاك أسلحة نووية "تنذر بعالم قد يضم عشرين أو خمسًا وعشرين قوة نووية".

وحض الدول الأعضاء على دعم المعاهدة والوكالة باعتبارهما "أساسًا لا غنى عنه للاستقرار، خصوصًا في عالم منقسم بشدة كما اليوم".

**الوضع في أوكرانيا

وخصص جروسي جزءًا مهمًا من كلمته للوضع في أوكرانيا، مذكرًا بأن الوكالة أرسلت أكثر من 200 بعثة إلى محطاتها النووية منذ اندلاع الحرب، وأن فرقها موجودة بشكل دائم في زابوريجيا وتشرنوبيل وثلاث محطات أخرى. وأكد أن الوضع "لا يزال خطيرًا للغاية"، خصوصًا بعد هجوم بطائرة بدون طيار ألحق أضرارًا بقبة الاحتواء الجديدة في تشرنوبيل.

وفي اليابان، أكد أنّعمليات تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما إلى المحيط "تجري وفق المعايير الدولية وبمراقبة كاملة من الوكالة"، مشيرًا إلى أن القياسات أثبتت انخفاض مستويات التريتيوم إلى ما دون الحدود التشغيلية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك