بوكيتينو يتطلع لانطلاقة قوية مع الفريق الباريسي.. وميسي يبحث عن لقبه الأخير قبل الرحيل..
كلوب لانتشال الريدز من سلسلة الهزائم المحلية.. وناجلسمان لاستمرار المغامرة..
تعود موسيقى دوري الأبطال لتطرب الآذان بعد ما يزيد عن الشهرين من التوقف بين مرحلة المجموعات وبداية المراحل الإقصائية، حيث تنطلق اليوم منافسات الذهاب لدور الـ16 من البطولة الأعرق في أوروبا بمباراتين من العيار الثقيل، حيث يستضيف برشلونة الإسباني، فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في العاشرة مساءً على ملعب الكامب نو، فيما يحل ليفربول الإنجليزي ضيفًا على لا يبزيج الألماني، في مباراة ستقام على ملعب بوشكاش أرينا في المجر بسبب الظروف التي يفرضها وباء كورونا العالمي.
ففي أولى مباريات اليوم، وواحدة من أقوى مواجهات الدور، يحل باريس سان جيرمان ضيفًا ثقيلًا على على برشلونة في ملعب الأخير. ويعوّل باريس سان جرمان، الذي يفتقد نجمه البرازيلي نيمار المصاب، على مدربه الجديد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لفك عقدته أمام برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
وستكون مواجهة اليوم هي التاسعة بين الطرفين في آخر ثماني سنوات ضمن المسابقة القارية الأولى، إذ يقف التاريخ مع النادي الكاتالوني، وبحال توديع أي من الطرفين البطولة من دور الـ16، ستُعدّ خيبة أمل كبيرة.
وكانت أسوأ ذكريات مواجهات سان جرمان وبرشلونة في دور الـ16 من نسخة 2017، عندما تقدّم الفريق ذهابا برباعية نظيفة على ملعب حديقة الأمراء، لكن مباراة الإياب شهدت أشهر «ريمونتادا» في السنوات الأخيرة، عندما قلب الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه النتيجة في الثواني القاتلة إلى فوز تاريخي 6-1.
لكن آمال سان جرمان، المهيمن في السنوات الأخيرة على الدوري الفرنسي، بالثأر من برشلونة، تعرّضت لضربة قاسية مع إصابة لنيمار، أصبحت اعتيادية في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال، وقد تبعده أيضًا عن مباراة الإياب المقررة في 10 مارس المقبل.
برغم ذلك، يعوّل فريق العاصمة على حنكة بوكيتينو الذي كان خيارا طبيعيا للحلول بدلا من توخيل منتصف الموسم، حيث كان الأرجنتيني قائدًا سابقا لدفاع سان جرمان ومدربا حرا من اي تعاقد بعد مشوار ناجح في توتنهام، كما أن العلاقة مع برشلونة تمنح الأرجنتيني حافزا إضافيا.
ويدرك بوكيتينو أن الإقصاء على يد ميسي ورفاقه يشكّل صفعة كبيرة في بداية مشوار الفريق اللاهث وراء اللقب الأول في المسابقة القارية.
وبجانب غياب نيمار، تحوم الشكوك حول مشاركة الجناح الأرجنتيني أنخيل دي ماريا ولاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي.
كما أن نجم الهجوم الشاب كيليان مبابي، صاحب 4 أهداف في مباريات بوكيتينو العشر مع سان جرمان، ليس في أفضل أيامه، خصوصا في ظل الحديث المستمر عن إمكانية رحيله.
على الجانب الآخر، يبحث ميسي عن لقبه الخامس مع برشلونة في دوري الأبطال، وأسهمت الانتصارات السبعة المتتالية لبرشلونة في الدوري في الإبقاء على آماله بمنافسة أتلتيكو مدريد المحلّق في الترتيب، إذ يبتعد عنه بفارق 8 نقاط لكن مع مباراة زائدة.
وحقق الفريق آخر انتصاراته على ضيفه آلافيس السبت 5-1، في مباراة تألق فيها ميسي، أفضل لاعب في العام ست مرات، ودفع فيها المدرب الهولندي رونالد كومان بالموهبة الصاعدة في خط الوسط إيلايش موريبا (18 عاما).
ويسعى ميسي لقيادة برشلونة للقب السادس في المسابقة والأول منذ 2015، في ظل التكهنات المتزايدة حول انتقاله الصيف المقبل عندما يصبح لاعبا حرا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، أو سان جرمان ليلعب مجددا مع صديقه نيمار.
ويبرز هذا الموسم في صفوف الفريق الكاتالوني العديد من الوجوه الشابة على غرار موريبا المولود في غينيا، بيدري، ريكي بوتش والمصاب أنسو فاتي. كما يتألق لاعب الوسط الهولندي فرنكي دي يونج، بالإضافة إلى الفرنسي عثمان ديمبيلي العائد الى مستوياته السابقة.
وفي المباراة الثانية اليوم، يدخل ليفربول، المنهك بالنتائج السلبية والخسائر محليًا، اختبارًا صعبًا، عندما يواجه لايبزيج، في العاشرة مساءً، في مباراة تقام في المجر، بعد رفض السلطات الألمانية استضافتها بسبب قيود فيروس كورونا على القادمين من الخارج وسياسات السفر بين ألمانيا وبريطانيا في ظل الجائحة.
ورفضت الحكومة الألمانية استثناء ليفربول من قرار منع رحلات الطيران القادمة من دول تحمل سلالات مختلفة لفيروس كورونا بما فيها إنجلترا التي ظهرت فيها السلالة الجديدة مطلع العام الحالي.
وتعتبر مباراة اليوم اختبارًا صعبًا للألماني يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، في ظل النتائج السلبية التي يحققها الفريق في الفترة الأخيرة، حيث حقق الفوز في 3 مباريات فقط من مبارياته الـ11 الأخيرة، كما تلقى 3 خسائر متتالية في سابقة لم تحدث منذ 2014، كان أخرها أمام ليستر سيتي السبت الماضي بنتيجة 3-1، وبرغم تقديم الفريق بهدف عن طريق هدافه محمد صلاح، إلا أن الفريق استقبل 3 أهداف في 5 دقائق فقط.
وبرغم تمتع كلوب بهالة الأسطورة على ضفاف ميرسيسايد بعدما أنهى صياما دام 30 عامًا لم يحرز فريق ليفربول اللقب المحلي، وقاده للتتويج الموسم الماضي وذلك بعد موسم واحد من قيادته الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا.
على الجانب الآخر يملك مدرب لايبزيج الشاب يوليان ناجلسمان فرصة تعميق جراح مواطنه يورجن كلوب، عندما يتواجه فريقهما في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا.
ويعتبر ناجلسمان نجما صاعدا في معترك التدريب، فقد فرض لايبزيج تحت إشرافه رقمًا صعبًا في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ببلوغه الدور نصف النهائي قبل السقوط أمام باريس سان جرمان الفرنسي، قبل أن ينجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد الانجليزي، مع العلم بأن الأخير ألحق به خسارة قاسية ذهابا بخماسية نظيفة.