وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، انتقادا شديد اللهجة إلى المرشح الجمهورى الطامح لخلافته دونالد ترامب، ولكن من دون أن يسميه، مؤكدا أن «الجهل ليس فضيلة»، وأن «بناء جدران لا يجدى نفعا».
وخلال حفل تسليم شهادات لخريجى جامعة روتجيرز قرب نيويورك، دافع الرئيس الأمريكى عن الاسلام، ودعا الخريجين إلى عدم الأسف على الماضى الذهبى للولايات المتحدة، لأن «الماضى الجميل لم يكن جميلا كثيرا»، مذكرا بأن البلاد كانت تعانى من آفات عدة مثل التمييز العنصرى والفقر وعدم المساواة بين النساء والرجال.
وأضاف أوباما أن «العالم اليوم متصل ببعضه البعض أكثر من أى وقت مضى»، معتبرا أن «بناء جدران لا يجدى نفعا»، فى انتقاد واضح لدونالد ترامب الذى وعد إذا ما وصل إلى البيت الأبيض، ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن دون أن يذكر ولو لمرة واحدة اسم ترامب فى خطابه، أكد أوباما أن ما من جدار يمكنه أن يوقف انتشار وباء زيكا أو إيبولا أو أن يحل مشاكل التنافسية الناجمة عن العولمة.
وأضاف أوباما «هذا لن يحفز اقتصادنا أو يعزز أمننا. إن عزل المسلمين أو تحقيرهم أو اقتراح معالمتهم بشكل مختلف على الحدود، كل هذا يتعارض ليس فقط مع قيمنا فحسب، وإنما مع من نحن عليه». وتابع: «إنه يتعارض مع واقع أن تنمياتنا واختراعاتنا وديناميتنا كانت على الدوام مدفوعة بقدرتنا على جذب الأفضل من جهات الأرض».
وأكد الرئيس الأمريكى، الذى ارتدى خلال المناسبة الرداء الجامعى بلونيه الأسود والأحمر، أنه «فى السياسة كما فى الحياة، الجهل ليس فضيلة. ليس أمرا ممتعا أن لا يدرى المرء عن ماذا يتحدث».
من جهة أخرى، استبعد دونالد ترامب، أن تربطه علاقة طيبة برئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، الذى وصف الملياردير فى تصريحات سابقة بأنه «سبب للخلاف وغبى وخاطئ» بسبب اقتراحه فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة.
وعند سؤاله عن شكل العلاقات مع كاميرون إذا ما فاز بالانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر، قال ترامب فى مقابلة مع محطة «آى.تى.فى» البريطانية، أمس: «يبدو أننا لن نحظى بعلاقة طيبة جدا. من يعلم... آمل أن تكون لى علاقات طيبة به لكن الأمر يبدو وكأنه ليس لديه الاستعداد لحل هذه المشكلة أيضا»، مشددا على أنه لا يأبه بتصريحات كاميرون، حسب رويترز.
وكان رئيس الوزراء البريطانى وجه انتقادات لترامب أمام البرلمان البريطانى عقب طرحه لاقتراح فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة، قائلا إن «ترامب سيوحد بريطانيا ضده إذا قام بزيارتها». ورفض التراجع عن تلك الانتقادات، فى وقت سابق من هذا الشهر، لكنه قال إن ترامب يستحق الاحترام لأنه تمكن من تخطى الانتخابات التمهيدية الصعبة للحزب الجمهورى.
إلى ذلك، أعرب قطب العقارات عن استيائه من انتقاد رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان له، بعدما وصفه بأنه «جاهل بالإسلام». وقال ترامب «إنه لا يعرفنى ولم يقابلنى قط ولا يعرف ما أمثله. أعتقد أن تصريحاته وقحة جدا. بصراحة قولوا له إننى سأتذكر تلك التصريحات. إنها تصريحات سيئة جدا.. من الجهل أن يقول ذلك».
وكان ترامب قد صرح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عقب فوز خان بمنصبه بأنه قد يمنح خان المسلم استثناء ليتمكن من زيارة الولايات المتحدة.