قال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن نسبة الدين إلى الناتج المحلي بلغت في مصر 108%، ثم انخفضت إلى 87% قبل أزمة كورونا، منوهًا إلى تأثر إيرادات الدولة بما يتراوح بين 400 إلى 450 مليار جنيه؛ نتيجة لتداعيات «كوفيد – 19»، المتمثلة في توقف قطاعي السياحة والطيران وغيرها.
وأضاف معيط، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «تحت الشمس»، الذي يقدمه الإعلامي معتز عبدالفتاح عبر فضائية «الشمس»، مساء الاثنين، أن الدولة صرفت أموالًا بصورة أكبر لشراء اللقاحات والمستلزمات الطبية للتعامل مع أزمة كورونا، إضافة إلى تحقيق أنواع من الدعم للمواطنين، واتخاذ القرار باستكمال المشروعات.
وأشار إلى أن الوزارة تتوقع أن تصل نسبة الدين إلى الناتج المحلي إلى 85% هذا العام، موضحًا أنها تستهدف وصولها إلى 75% على مدار الـ4 أو 5 سنوات المقبلة، وهو وضع أحسن مما كانت عليه الدولة ما قبل عام 2011.
وذكر وزير المالية، أن نسبة خدمة الدين والفوائد التي تدفع بلغت 10% من الناتج المحلي، ومثلت 40% من جملة الموازنة العامة، قائلًا إن تلك النسب انخفضت على مدار الـ4 سنوات الماضية إلى 8% و32% على التوالي.
ولفت إلى تخصيص 1518 مليار جنيه إيرادات في موازنة العام المالي الجديد، مع توقعات بإنفاق 2 تريليون و72 مليار جنيه، و585 مليار جنيه عجز، مشيرًا إلى أن عمل المشروعات والإنفاق في الموازنة، يتطلب اقتراض مبلغ العجز يوضع على الدين.
وعن مطالبة بعض المواطنين بعدم الاقتراض، عقب وزير المالية بأن الأمر يؤدي إلى تقليل الاستثمارات، في ظل بعض الحتميات الضرورية للدولة، متابعًا أن الموازنة تخصص 334 مليار جنيه في باب الدعم، و400 مليار للأجور، و190.6 مليار لصناديق المعاشات، و125 مليارًا لتشغيل دولاب عمل الدولة، و690 مليارًا للفوائد، و375 مليارًا استثمارات، و130 مليارًا للأمن القومي.
وتساءل: «تلك الأرقام لا يمكن خفضها، ومن طلب مننا أن نغلق الاستثمارات، الراجل اللي عاوز يعمل مدرسة ومستشفى ومحطة مياه وصرف وطريق ويبنى للمواطن سكن اجتماعي هعمل فيه إيه؟»، لافتًا إلى أن البعض يطالب الوزارة بالحصول على مستحقاتها لدى الجهات الأخرى.
وتابع: «نجري ورا كل جنيه متاح ناخده، ونستلم إيرادات الدولة دون فرض أعباء إضافية على الناس، بكرة التاريخ هيحكم، مررنا بـ3 أزمات أعنف من بعض، وفي اعتقادي ما حدث 2008 على مستوى العالم من موجة تضخمية وانهيار كبير، لا يمثل 10% مما يشهده العالم الآن».
وأوضح أن مصر مرت بأزمة الأسواق الناشئة وهجرة الأموال في الفترة ما بين أكتوبر إلى ديسمبر لعام 2018، وأزمة كورونا، والأزمة الأوكرانية التي تعد أكثر شدة وقسوة على العالم كله، متوجهًا بحديثه للمواطنين: «يا جماعة خشوا وشوفوا الأزمة عاملة إيه في العالم».