كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأربعاء، عن تفاصيل جديدة عن ملامح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، مشيرة إلى أنها تقترح إقامة دولة فلسطينية على ما يصل إلى 90% من الضفة الغربية المحتلة، على أن تشكل أجزاء من القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، في حين تخضع البلدة القديمة في المدينة، حيث يقع المسجد الأقصى المبارك وسائر الأماكن المقدسة، تحت سيطرة الاحتلال.
وجاء ذلك في تقرير لقناة "ريشيت 13" الإسرائيلية (القناة العاشرة الإسرائيلية سابقا) نقلا عن مصدر أمريكي (لم تسمه) شارك بإحاطة لأحد المسؤولين الكبار في البيت الأبيض، أجريت خلال الأيام القليلة الماضية، استعدادا لطرح الخطة، حيث أشارت القناة إلى أن الإدارة الأمريكية، تستعد لطرح "صفقة القرن" خلال الأشهر المقبلة.
وأفادت القناة بأن "صفقة القرن" تتضمن إقامة دولة فلسطينية في منطقة تزيد مساحتها عن ضعف مساحة المناطق (أ) و(ب) (في اتفاقية أوسلو)، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، وأكدت أن المساحة قد تشكل من 90 – 85% من مجمل مساحة الضفة الغربية المحتلة، وفقا لموقع "عرب 48" الإخباري.
وبحسب اتفاقية أوسلو، تشكل المناطق (أ) ما نسبته 18% من مساحة الضفة وتخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة (أمنيًا وإداريًا)، أما المناطق (ب) تبلغ نسبتها 18.3% من مساحة الضفة، وتقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية، وتبقى لإسرائيل السلطة الكاملة على الأمور الأمنية.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن "معظم الأحياء العربية" في القدس الشرقية ستكون تحت السيادة الفلسطينية وستكون بها عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل.
ومن المقرر أن تشمل الصفقة تبادلًا للأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك فيما يتعلق بسائر المساحة المتبقية من الضفة الغربية المحتلة والتي ستضمها إسرائيل، وفقًا لتفاصيل الخطة، وبحسب القناة فإنه "ليس من الواضح مدى تبادل الأراضي وعن أي مناطق يدور الحديث".
وأشارت القناة إلى أن المستوطنات ستقسم إلى 3 فئات: الأولى، الكبيرة، ستضم إلى الاحتلال الإسرائيلي، والتي تتمثل بـ"غوش عتصيون" و"معاليه أدوميم" و"أريئيل"، والفئة الثانية تضم مستوطنتي "إيتمار" و"يتسهار" واللتيت ستبقيان قائمتين، على ألا يتم زيادة مساحتهما، أما الفئة الثالثة من المستوطنات، والتي تشمل البؤر الاستيطانية غير القانونية وفقًا للقانون الإسرائيلي، وسيتم إخلاؤها، مع الدفع بفكرة تبادل الأراضي.
وأوضح القناة الإسرائيلية أن ترامب يرغب في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين وأن تكون المدينة القديمة التي تحيط بها الأسوار في القدس الشرقية، ويوجد بداخلها المقدسات اليهودية والإسلامية (المسجد الأقصى المبارك) والمسيحية وكذلك المناطق المجاورة مثل سلوان وجبل الزيتون، تحت السيادة الإسرائيلية، لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن.
ولم يشر تقرير القناة حول خطة السلام إلى مصير اللاجئين الفلسطينيين الذي يعد أحد نقاط الخلاف الكبرى في الصراع الممتد منذ عشرات السنين، كما لم يتناول وضع قطاع غزة في هذه الخطة.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن تقديرات الرئيس الأمريكي تشير إلى أن السلطة الفلسطينية سترفض الخطة الأمريكية المقترحة، ولكن الرئيس ترامب يأمل بأن يكون يعلن الطرف الإسرائيلي عن قبولها.
وأشارت إلى أن ترامب أراد نشر خطة السلام خلال الأسابيع الماضية، إلا أن مقربين منه نصحوه بالانتظار حتى الانتهاء من انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقررة في 9 أبريل المقبل.
ونقلت القناة الإسرائيلية على لسان المصدر الأمريكي أن هذه التفاصيل ربما تكون الأقرب لخطة السلام الأمريكية، وليست الخطة النهائية.
وبدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود عام 1967 وعاصمتها كامل القدس الشرقية ستفشل.
وقال أبو ردينة -تعليقا على تلك التسريبات الإعلامية- إن "استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما يسمى بملامح صفقة العصر التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة إيجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود"، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وفي واشنطن، اكتفى مسؤول كبير في البيت الأبيض بقول: "مثلما كان في الماضي، التخمين بشأن محتوى الخطة غير دقيق"، وفقا لوكالة رويترز.
بدوره، توقع داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين بألا يتم الكشف عن خطة ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل المقبل.
إلى ذلك، سارع حزب اليمين الجديد الإسرائيلي برئاسة وزير التعليم نفتالي بينيت ووزيرة العدل أييليت شاكيد بإصدار بيان يؤكد فيه أن "الولايات المتحدة هي أقوى صديق لإسرائيل والرئيس ترامب صديق حقيقي ولكن أمن وإسرائيل تسبق أي مصلحة أخرى"، بحسب ما نقله موقع "فلسطين اليوم" الإخباري.
وأكد الحزب رفضه المشاركة في أي حكومة إسرائيلية قادمة "تقسم القدس وتقيم دولة فلسطينية"، في إشارة إلى لرفضه المقترح الأمريكي.