كشفت دراسة جديدة سبب الخطوط الموجودة على جلد الحمير الوحشية، موضحة أنها تساعد على إبقائها باردة في أشعة الشمس الحارقة.
وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة «ميرور» البريطانية، إلى تحكم تلك الخطوط في درجة حرارة جسم الحمار الوحشي عن طريق إنشاء التيارات الحرارية، موضحة: «يفعلون ذلك بالشعر الأسود الذي يرتفع بينما يكون الشعر الأبيض مسطحًا، ما يعزز عملية التبخر».
وقالت صاحبة الدراسة وأول عالمة طبيعة للهواة أليسون كوب، إنها في السنوات العديدة التي أمضتها في إفريقيا كانت تندهش من تحمل الحمير الوحشية حرارة النهار الحارقة وشعرت أن الخطوط على جلده قد تساعده بطريقة ما.
وأضافت: «إن محاولاتي المبكرة قبل 40 عامًا في اختبار هذه الفرضية تضمنت مقارنة درجات حرارة المياه في براميل الزيت مع طبقات شعرية مختلفة الألوان، لكنها لم تكن تجربة جيدة بما فيه الكفاية، وأردت أن أرى كيف تتصرف المشارب على الحمير الوحشية الحية».
ومع تراوح النظريات حول استخدام خطوط الحمير الوحشية، التي جاء بعضها لتمويه الأسود أو تضليل حشرة ذباب الخيل التي تتغذى على دماء هذه الفصيلة من الحيوانات وتنقل أمراضًا مميتة، أجرت «كوب» وزوجها «ستيفن»، تقييمًا للحمير الوحشية في بيئتها الطبيعية لأول مرة لدراسة دور المشارب في التحكم في درجة الحرارة.
واستندت نتائج الدراسة التي أجرتها «كوب» في 2003، ونشرتها مجلة التاريخ الطبيعي بعد أكثر من 15 عامًا، إلى ملاحظات على اثنين من الحمير الوحشية «الفحل والفرس» في كينيا،
وتوصلت الدراسة إلى تسخير المشارب كجزء من نظام التبريد الخاص بالحمار الوحشي، واستخدامها في منع ارتفاع درجة حرارة الحيوان، واكتشفت أيضًا قدرة الحمير الوحشية على رفع الشعر على الخطوط السوداء بينما تظل الشرائط البيضاء مسطحة.
وأوضحت الدراسة أن حركات الهواء الحراري والتعرق المدعم بالليثيرين ورفع الشعر، تعمل معًا كآلية واحدة تمكن الحمير الوحشية من إزالة العرق بعيدًا عن بشرتها حتى تتبخر بكفاءة أكبر، لمساعدتها على التهدئة.
واختتمت «كوب» تصريحها للصحيفة قائلة: «هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجمع الأدلة وفهم الكيفية التي تساعد بها المشارب الحمير الوحشية على التحكم في درجة الحرارة، لكنني الآن في الخامسة والثمانين من عمري».