هواتف الأطفال بين الضرورة والخطر.. جدل متجدد حول السن المناسب لامتلاكها - بوابة الشروق
الأحد 17 أغسطس 2025 6:26 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

هواتف الأطفال بين الضرورة والخطر.. جدل متجدد حول السن المناسب لامتلاكها

سلمي محمد مراد
نشر في: الأحد 17 أغسطس 2025 - 3:53 م | آخر تحديث: الأحد 17 أغسطس 2025 - 3:53 م

يخشى الأهالي على أبنائهم من الأخطار الخارجية سواء حوادث، عنف جسدي، تنمر وغيرها، بينما يجهلون أن الخطر قد يكون أمام أعينهم عبر الهاتف الذكي.

وبحسب موقع Research، يعتبر إدمان الهواتف الذكية أمرًا حقيقيًا، ويُطلق عليه "رهاب النوموفوبيا" أو الخوف من البقاء دون هاتف محمول، وقد يكون من الصعب التغلب على هذا الإدمان في عصر أصبح فيه استخدام الإنترنت منتشرًا على نطاق واسع.

لذا، من الطبيعي أن يشعر الآباء بالقلق حيال امتلاك أطفالهم الهواتف الذكية، وغالبًا ما يتساءلون عن السن المناسب لامتلاك الطفل هاتفًا ذكيًا.

-أرقام صادمة تكشف الوجه المظلم للتكنولوجيا

وبحسب بي بي سي، تُظهر أحدث البيانات الإحصائية أن 65% من الأطفال يمتلكون هاتفًا ذكيًا قبل سن العاشرة، كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يستخدمون الهواتف منذ سن مبكرة، حيث يمتلك ربع الأطفال بين 5 إلى 7 سنوات الآن هواتف ذكية، حتى الذين لا يمتلكونها يستعيرون أجهزة مثل الأجهزة اللوحية من والديهم بشكل متكرر.

وكشف تقرير لجنة التعليم البريطانية "مايو 2024" أرقامًا مقلقة، حيث إن 79% من الأطفال دون 18 عامًا صادفوا مواد إباحية عنيفة عبر الإنترنت، مؤكدا أن متوسط العمر لأول مشاهدة لا يتجاوز 13 عامًا، كما ارتفعت الجرائم الجنسية ضد الأطفال عبر الإنترنت بنسبة 400% منذ 2013، فيما يعاني ربع الأطفال دون 16 عامًا من استخدام إدماني للهواتف الذكية، وأوصت اللجنة بحظر اقتناء الهواتف لمن هم دون 16 عامًا، أو فرض التحقق من العمر.

-السن المناسب لاقتناء الهاتف

تشير الأبحاث إلى ضرورة وضع حد أقصى للعمر، لكن في الواقع لا توجد قواعد قانونية تحدد متى ينبغي للوالدين إعطاء الهواتف الذكية لأطفالهم، لذا ينبغي أن يكون شراء الهاتف قرارًا مدروسًا ودقيقًا.

وأوصت دراسة أجراها علماء من مجموعة Sapien Labs البحثية أنه كلما تأخر الطفل في تلقي هاتفه الأول، كانت صحته العقلية أفضل عندما يصبح بالغًا، وعلى العكس، تزعم الدراسة أنه كلما كان الطفل أصغر سنًا عند حصوله على الهاتف، زادت احتمالية تعرضه لأفكار انتحارية في وقت لاحق من حياته.

-نضج الطفل شرط أساسي لاقتناء الهاتف

ويرى العلماء أن ما يهم أكثر هو مدى نضج الطفل وكيفية تقديم الهواتف الذكية، فإذا كانت تقوده إلى محتوى ضار عبر الإنترنت أو تشتته عن التواصل مع والديه وأقرانه، فإن إعطاءه هاتفًا سيكون فكرة سيئة، أما إذا كان ناضجًا بما يكفي لاستخدامه للاتصال بالبقاء آمنًا والوصول إلى المواد التعليمية، فلا يوجد خطأ بالضرورة في امتلاكه هاتفًا.

-دور الأهل في المراقبة والضبط الأسري

أشار الخبراء إلى أن الأهل يمكنهم الإعداد لهذه الخطوة بمعرفة أكبر المخاوف، ومعرفة طفلهم، ووضع حدود، وتقديم مثال جيد من خلال استخدامهم الشخصي للهاتف.

وأكدت داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر لـ"الشروق"، أن استخدام الأطفال للهواتف الذكية في سن مبكرة ليس محمودًا، مشددة على أهمية وضع قواعد واضحة وصارمة عند السماح لهم بامتلاكها.

-الهاتف خطر عندما لا نعرف كيف نستخدمه

وأوضحت أن استخدام الإنترنت يجب أن يكون مقننًا ومراقبًا من قبل الأهل، فالهاتف الذكي سلاح ذو حدين، وتكمن خطورته في سوء الاستخدام.

وأضافت أن دور الأسرة لا يجب أن يقتصر على المنع أو السماح فقط، بل يجب أن يمتد إلى التوعية والمراقبة المستمرة، واستخدام تطبيقات التحكم لمتابعة ما يتصفحه الأبناء، مشيرة إلى ضرورة تشجيعهم على ممارسة الرياضة والهوايات لتجنب العزلة والانطواء الناتجين عن الإفراط في استخدام الهواتف.

-الثقافة والتربية الرقمية قد تكون حلًا

كما حذرت من المخاطر الصحية المرتبطة بالاستخدام الطويل للهاتف، مثل ضعف النظر، قلة الحركة، وزيادة معدلات السمنة لدى الأطفال.

واختتمت الحزاوي حديثها بالتأكيد أن حماية الأطفال أثناء استخدام الإنترنت أصبح أمرًا بالغ الأهمية في ظل ما يواجهونه من تنمر إلكتروني وقرصنة وابتزاز رقمي، داعية أولياء الأمور إلى رفع وعيهم ووعي أبنائهم بأسس الثقافة الرقمية لضمان استخدام آمن للتكنولوجيا، فالهاتف ليس لعبة بل مسئولية، والسؤال الأهم: هل أولادنا لديهم النضج الكافي ليتحملوا وجودهم في الفضاء الرقمي؟.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك