يوسف السباعي.. 44 عاما على اغتيال رائد الأمن الثقافي - بوابة الشروق
الجمعة 23 مايو 2025 2:18 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

يوسف السباعي.. 44 عاما على اغتيال رائد الأمن الثقافي

يوسف السباعي
يوسف السباعي

نشر في: الجمعة 18 فبراير 2022 - 12:13 م | آخر تحديث: الجمعة 18 فبراير 2022 - 12:14 م

تحل اليوم الذكرى 44 لرحيل الكاتب الكبير يوسف السباعي "رائد الأمن الثقافي"، الذي راح ضحية حادث اغتيال تعرض له عام 1978 في إحدى فنادق قبرص، أثناء مشاركته في مؤتمر التضامن الأفروآسيوى السادس.

كان السباعي أديبا من طراز خاص، وسياسياً على درجة عالية من الحنكة والذكاء، شغل منصب وزير الثقافة سنة 1973، ورئيس مؤسسة "الأهرام" ونقيب الصحفيين، وقدم 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات آخرها "العمر لحظة" سنة 1973.

أطلق نجيب محفوظ على السباعي لقب "جبرتي العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله.

♦ النشأة
ولد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية في نوفمبر عام 1935، وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة، وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري، وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية.

بدأ السباعي منذ منتصف الأربعينيات في التركيز على الأدب، وليؤكد وجوده كقاص، نشر عددا من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات.

كان السباعي في تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية، حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات.

بدأ السباعي مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة، ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها "روز اليوسف، وآخر ساعة، ودار الهلال، والأهرام"، وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين.

كما تولى السباعي وزارة الثقافة المصرية بعد أن اجتاز السباعي المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه اختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937، وبعد التخرج تدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب.

ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب، حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي.

♦ بداياته الأدبية

كان السباعي يجيد الرسم في مدرسة شبرا الثانوية، وبدأ يعد مجلة يكتبها ويرسمها، فتحولت إلى مجلة للمدرسة بعد أن أعجبت إدارة المدرسة بمجلة التلميذ يوسف محمد السباعي وأصبحت تصدر باسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934 وكان عمره 17 عاما؛ ولإعجابه بها أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946.

أما قصته الثانية بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب) نشرها له "أحمد الصاوي محمد" في المجلة التي كان يصدرها باسم (مجلتي) عام 1935 إلى جانب أسماء الدكتور طه حسين وغيره من الأسماء الكبيرة، وعام 1945 كانت تصدر في مصر كل يوم سبت (مجلة مسامرات الجيب) صاحـبها عمر عبد العزيز أمين صاحب (دار الجيب) التي كانت تصدر أيضا روايات الجيب.

♦ المناصب العسكرية
تخرج السباعي في الكلية الحربية في سنة 1937، منذ ذلك الحين تولّى العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية، في عام 1940م عمل بالتدريس في الكلية الحربية بسلاح الفرسان، وأصبح مدرساً للتاريخ العسكري بها عام 1943، ثم اختير مديراً للمتحف الحربي عام 1949، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد.

♦ المناصب الأدبية والصحفية
أديب مصري شغل منصب وزير الثقافة سنة 1973، ورئيس مؤسسة "الأهرام" ونقيب الصحفيين،قدم 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات آخرها "العمر لحظة" سنة 1973.

نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1973 وعددا كبيرا من الأوسمة، لم يكن أديباً عادياً، بل كان من طراز خاص وسياسياً على درجة عالية من الحنكة والذكاء.

رأس تحرير عدد من المجلات منها الرسالة الجديدة وآخر ساعة والمصور وجريدة الأهرام.

عينه الرئيس المصري أنور السادات وزيراً للثقافة، وظل يشغل منصبه إلى أن اغتيل في قبرص في 18 فبراير 1978؛ بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل منذ أن سافر إلى القدس سنة 1977.

♦ رائد الأمن الثقافي
أطلق توفيق الحكيم لقب "رائد الأمن الثقافي" على يوسف السباعي؛ بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ونادي القصة، وجمعية الأدباء.

كان صاحب اقتراح إنشاء المجلس هو "إحسان عبد القدوس" الذي طلب من "يوسف" أن يحصل على موافقة جمال عبد الناصر؛ خشية اعتراض عبد الناصر إذا تقدم إحسان بالاقتراح وذلك بسبب بعض الحساسيات بينهما. وبالفعل وضع "يوسف السباعي" قصة اقتراح أمام عبد الناصر الذي وافق على أن يكون "السباعي" السكرتير العام ولا مانع أن يكون إحسان عضوا في مجلس الإدارة وهذا ما حدث.

صدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956 وأن يعين "توفيق الحكيم" عضوا متفرغا للمجلس – بمثابة الرئيس – وأن يكون يوسف السباعي سكرتيرا عاما – في يده كل الأمور.

وتكرر الوضع نفسه عند إنشاء (نادي القصة) ورأس يوسف السباعي تحرير (الكتاب الذهبي) الذي تم ضمه فيما بعد إلى دار روز اليوسف. وقد سجل يوسف السباعي واقعة إنشاء نادي القصة. جاءه إحسان عبد القدوس وأبدى اقتراحا بشأن تكوين ناد للقصة والقصاصين. وعند إنشاء (جمعية الأدباء) تولّى يوسف السباعي رئاستها.

وقد أطلق نجيب محفوظ على السباعي لقب "جبرتي العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: رد قلبي - جفت الدموع - ليل له آخر - أقوى من الزمن - العمر لحظة، وفي كتاب صدر ببيروت بعنوان " الفكر والفن في أدب يوسف السباعي " وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين وقد أشرف الكاتب غالي شكري على تقديم هذا الكتاب وإعداده وأعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي.

أما توفيق الحكيم فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله أنه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين.

♦ اغتياله
أغتيل في قبرص في صباح يوم 18 فبراير عام 1978 عن عمر ناهز ال60 عاماً أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً بإحدى الفنادق هناك. قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية - القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص، وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض على القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية.

♦ تكريمه
حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها:

جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية.

وفي عام 1976، فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي " رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة".

♦ أعماله
قد السباعي خلال مسيرته العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة من بينها: نائب عزرائيل، يا أمة ضحكت، أرض النفاق، إني راحلة، أم رتيبة، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة، على شفتيه، العمر لحظة، أطياف.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك