في ذكرى رحيلها.. محطات في حياة إنجي أفلاطون إحدى رائدات الفن التشكيلي في مصر - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 12:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيلها.. محطات في حياة إنجي أفلاطون إحدى رائدات الفن التشكيلي في مصر

آية السمالوسي
نشر في: الخميس 18 أبريل 2024 - 12:09 ص | آخر تحديث: الخميس 18 أبريل 2024 - 12:09 ص

يصادف يوم 17 من أبريل، ذكرى رحيل الفنانة التشكيلية إنجي افلاطون، التي رحلت عن عالمنا في 17 من أبريل عام 1989، والتي لطالما كان فنها معبر عن حق الشعب المصري في التحرر من الاحتلال، ووجب منح حقوقه السياسي، بل إنها كانت من أوائل النساء اللاتي طالبن بحقوق المرأة، ورفع الظلم عنهن وبحقهن في المشاركة في العمل السياسي.

تعلمت "إنجي"، الرسم على يد الرسام والمخرج السينمائي كامل التلمساني، الذي كان له التأثير البالغ عليها؛ لأنه كان معروفًا كأحد مؤسسي "جماعة الفن والحرية"، التي كانت تدعو لاتباع المذهب السريالي في الفنون الجميلة، وهي أول جمعية فنية في مصر تدعو إلى تحرير الفن من قيود الأكاديمية والشكلية التي كانت ستلتحق بها إنجي لاحقًا.

وتلقت "إنجي"، تعليمها في مدرسة الليسية الفرنسية، حيث حصلت على شهادة البكالوريا، وفي بداية الأربعينيات كانت من أوائل الطالبات اللاتي التحقن بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة.

كما أن والدتها صالحة أفلاطون، كانت سيدة من سيدات المجتمع النشيطات، وهي أول مصرية تعمل بتصميم الأزياء، وقد افتتحت عام 1936 م، بالتعاون مع طلعت حرب باشا مؤسس صناعة النسيج في مصر، محل صالحة للأزياء الراقية، وكان أول مشغل للأزياء يقام بأيدٍ مصرية ورأسمال مصري، في زمن كان فيه عمل المرأة غير مألوف.

استطاعت إنجي، خلال لوحاتها تجسيد طبقة الفقراء والكادحين، وركزت على النساء في كفاحهن اليومي، وطافت قرى ونجوع مصر، لتنقل رؤيتها لحياة الريف والفلاحين.

ورغم انتمائها إلى الطبقة الأرستقراطية التي عاشت تنعم بخيرات البلاد قبل الثورة، تركت خلفها حياة القصور والترف التي تربت فيها واختارت النضال من أجل وطنها وحرية المرأة، تبنت الفكر الماركسي اليساري، والتحقت بإحدى المنظمات الشيوعية في بداية عملها السياسي.

في بداية عملها السياسي كانت لا تجيد التحدث باللغة العربية فتلقت دروسا حتى أجادتها؛ لكي تتصل بعامة الناس، وأسست في عام 1945، مع زميلاتها أول حركة نسائية بمصر "رابطة فتيات الجامعة والمعاهد".

وفي عام 1945، سافرت إلى باريس لحضور أول مؤتمر نسائي بعد الحرب العالمية الثانية، وقد ربطت في كلمتها بين وضعية المرأة والاستعمار والرجعية.

ويعد هذا المؤتمر من أهم العلامات في تاريخ الحركة النسائية العالمية، حيث اختارت هيئة الأمم المتحدة عام 1975، كعام عالمي للمرأة بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على انعقاد هذا المؤتمر، ولم تعش الرابطة طويلاً بسبب معاهدة إسماعيل صدقي بك التي أوقفت نشاط الجمعيات الوطنية.

واستمرت إنجي، في كفاحها وشاركت خلال الأربعينيات من القرن الماضي في الحركة الوطنية من خلال لجنة الطلبة والعمال، وكانت ضمن 12 فتاة في اللجنة التنفيذية العليا.

وفي عام 1946 م، شاركت في المؤتمر التأسيسي لاتحاد الطلبة العالمي في براغ، وفي عام 1947 م، شاركت في مهرجان الشباب العالمي.

وصدر لإنجي أفلاطون في عام 1947 م، كتابًا بعنوان "80 مليون امرأة معنا"، كتب مقدمته عميد الأدب العربي د. طه حسين، وهو يتحدث عن الحركة النسوية في العالم وضرورة اتصال الحركة النسوية المصرية بها.


وانشغلت بقضايا التحرير في كل البلاد، وتضامنت برسم لوحات مع الفلسطينيين وعمليات المقاومة الوطنية في جنوب لبنان طبقًا لخلفيتها السياسي والاجتماعي جعل حياتها مهددة دائمًا من قبل البوليس السياسي والإنجليزي.

واعتقلت في عام 1959 م، فكان أول قرار جمهوري يصدر لاعتقال "المرأة"؛ لنشاطها السياسي فقضت في سجن النساء بمدينة القناطر الخيرية أربع سنوات ونصف، وفي نفس العام الذي سجنت فيه فازت بالجائزة الأولى وقيمتها 500 جنيه في مسابقة المنظر الطبيعي، وهذه الجائزة كانت مقدمة من وزارة الثقافة والإعلام.

فيما حازت إنجي أفلاطون على جوائز عديدة، من أبرزها جائزتان من صالون القاهرة عامي 1956، و1957، والجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية عام 1959، كما حازت على جوائز دولية أبرزها وسام "فارس للفنون والآداب" من وزارة الثقافة الفرنسية عامي 1985، 1986.

ورحلت الفنانة التشكيلية في عام 1989م، بعد إصابتها بجلطة في الدماغ، تاركة وراءها الكثير من اللوحات الفنية التي تكشف عن إبداع المرأة العربية في القرن العشرين.

الجدير بالذكر أنه بمناسبة مئوية مولدها، يعرض جاليري سفر خان في الزمالك في الفترة من الثلاثاء 16 أبريل، إلى الثلاثاء 21 مايو، مجموعة تذكارية معدة خصيصًا لها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك