كشف رجل الأعمال منير غبور، صاحب فكرة مشروع "مسار العائلة المقدسة"، عن كواليس إطلاق هذا المشروع السياحي الضخم، مؤكدًا أن مصر تمتلك كنزًا روحيًا وتاريخيًا فريدًا قادرًا على جذب ملايين السياح سنويًا، إذا تم الاستثمار فيه بشكل منظم واستراتيجي.
استضاف الإعلامي أحمد العصار، مقدم برنامج "حوار عن قرب" على قناة TeN الفضائية، رجل الأعمال المعروف منير غبور، الذي أطلق مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة في مصر منذ عام 1998.
تحدث غبور، عن تفاصيل المشروع والدوافع الشخصية والوطنية التي حفزته لتبني هذا الملف، مشيرًا إلى أنه نشأ على حب الأماكن المقدسة التي مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر.
البداية من شجرة مريم.. ونبع مياه عمره ألفي عام
تحدث غبور عن ارتباطه العاطفي بمكان شجرة مريم في المطرية، مؤكدًا أن والدته كانت تأخذه لزيارتها منذ طفولته.
وأشار إلى أن اهتمامه الفعلي بالمشروع بدأ عام 1998 عندما اقترح على د.ممدوح البلتاجي، وزير السياحة الأسبق، فكرة توثيق مسار العائلة المقدسة.
وأوضح أنه بدأ العمل من خلال جمعية "نهرا" – إحياء التراث الوطني المصري – وقام بترميم موقع شجرة مريم، بما في ذلك إعادة تشغيل البئر القديم وتنظيفه، لتعود المياه المقدسة للسريان.
كما أشار منير غبور، إلى وجود نبع مياه عذبة داخل بحيرة مالحة بمنطقة وادي النطرون، ظل يخرج منها الماء منذ أكثر من 2000 سنة.
توقف غبور، عند واحدة من أبرز محطات المسار، وهي ظهور العذراء مريم في كنيسة الزيتون عام 1968، بحضور آلاف الشهود، بينهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي دعم إنشاء كاتدرائية كبرى في المنطقة، وأكد أن هذا الظهور تم توثيقه باعتراف من الفاتيكان والكنيسة المصرية.
مواقع تاريخية ومعجزات نادرة
أشار غبور، إلى أن هناك 25 موقعًا تم توثيق زيارة العائلة المقدسة لها، بدءًا من العريش حتى أسيوط، ومن بين أبرز المحطات: تل بسطة، حيث سقطت الأوثان عند مرور السيد المسيح، وكنيسة حارة زويلة بالجمالية، التي ما تزال المياه تتدفق أسفلها بطريقة إعجازية.
كما تحدث عن جبل الطير في سمالوط، والذي يمثل موقعًا مميزًا للمشاهدة والتأمل.
خطة تطوير كاملة.. وتفاؤل بعوائد اقتصادية ضخمة
أكد غبور، أن مصر تمتلك كل أنواع السياحة الممكنة، وأن تطوير مسار العائلة المقدسة سيوفر لمصر أكثر من 10 ملايين سائح سنويًا، بعائدات تتجاوز 50 مليار دولار، وهو ما قد يسهم في سد الفجوة الدولارية.
مبادرة الفاتيكان.. واعتماد المسار دوليًا
كشف منير غبور، أنه تقدم بملف متكامل للفاتيكان، وتم الاعتراف رسميًا بمسار العائلة المقدسة في مصر عام 2017 من قِبل البابا فرانسيس، الذي قال عند وصوله مصر: "أتيت لأحج في أرض مقدسة"، كما عرضت مصر أوبرا بعنوان "الطريق إلى مصر"، ولاقت إعجاب البابا آنذاك، الذي طلب تقديمها في روما.
نفق الزيتون.. فكرة مبتكرة لتحويل الموقع إلى مزار عالمي
طرح غبور، فكرة إقامة نفق يربط بين كنيسة الزيتون القديمة والجديدة، مع إنشاء ساحة مشاهدة ومنطقة تجارية سياحية حول الموقع.
وأكد منير غبور، على أن هذه الفكرة حظيت بموافقة مبدئية من القيادة السياسية.
عوائد استثنائية لمصر
أشار غبور، إلى أن نجاح المشروع قد يحقق لمصر ما يزيد على 20 مليون سائح سنويًا، مما يتطلب التوسع في بناء الفنادق ورفع القدرة الاستيعابية.
وأكد أن الأمن في مصر بات عنصرًا جاذبًا، يجعل البلاد مؤهلة للنهضة السياحية الكبرى.
واختتم منير غبور، حديثه بتأكيده على أن المشروع لا يحتاج تمويلًا حكوميًا مباشرًا، بل يتطلب تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء، وتضم ممثلين من كل المحافظات المعنية، إلى جانب جمعية نهرا.
وأكد استعداد رجال الأعمال المصريين، مسلمين ومسيحيين، لتمويل المشروع إيمانًا بأهميته الوطنية والاقتصادية.