أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن قضية تبادل رفات الشهداء والأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تكشف عن ازدواجية واضحة في المعايير الإنسانية، موضحًا أن المقاومة الفلسطينية التزمت بتسليم نحو 28 رفاتًا لجنود إسرائيليين، بينما لم يسلم الجانب الإسرائيلي سوى نحو 125 جثمانًا من أصل أكثر من 400 شهيد فلسطيني.
وقال رشوان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»: «لماذا كل هذه الضجة حول رفات الإسرائيليين، بينما لا نسمع حرفًا عن التزام إسرائيل بتسليم رفات الفلسطينيين؟ هل أصبحت الرفات تُقاس بالقيمة؟»، مؤكدًا أن هذا السلوك يمثل ازدواجية إنسانية غير مقبولة، مضيفًا: «لا يجوز التفريق بين رفات ورفات، فالقيم الإنسانية لا تعرف التمييز».
وفي سياق متصل، أوضح رشوان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستخدام ملف الجثامين كورقة سياسية للتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق، مبررًا التأخير بـ"الظروف الأمنية الصعبة داخل قطاع غزة" وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق.
وأشار إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل قضايا كبرى مثل الانسحاب الكامل من غزة، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارتها، وضمان وجود أمني إقليمي أو دولي لحفظ الاستقرار، وهي ملفات تحرج نتنياهو داخليًا، مما يدفعه لتأجيل تنفيذها.
وأكد رشوان أن الوسطاء، وفي مقدمتهم مصر وتركيا وقطر، أبدوا استعدادهم لتقديم الدعم الفني اللازم للمساعدة في انتشال وتسليم الجثامين، بما في ذلك إدخال المعدات المطلوبة، لكن تنفيذ ذلك يتوقف على موافقة إسرائيل.
وشدد على أن الجانب الإنساني لا يجب أن يُستغل سياسيًا، وأن استمرار المماطلة في تنفيذ استحقاقات الاتفاق لن يخدم أي طرف، بل سيؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد وتأخير فرص الوصول إلى حل عادل وشامل