المهندس "شريف سامي" هو أحد شهداء ما عٌرف بموقعة أحداث مديرية أمن الاسكندرية، التي تحل بعد أيام الذكري السنوية الأولي لها، تزامنًا مع أحداث محمد محمود "محيط وزارة الداخلية"، والتي كانت أحداث المديرية الظهير الثوري السكندري لها، أنا وأنت نعتقد أن "شريف سامي" هو مصري غير مٌسيس، عمل مٌهندسًا للبترول بالسعودية، ثم لقى حتفه بالقرب من محيط مديرية الأمن بسموحة؛ اثر سقوط إحدى قنابل الغاز المٌسيل للدموع على رأسه اثناء سيره بصٌحبة زوجته، لكن الحقيقة غير ذلك، كما قالت لـ"الشروق" شقيقته "شيرين سامي".
قالت "شيرين سامي" إن ما انتشر على لسان الأسرة قبل عام من الأن، أن الشهيد "شريف" لم يكن مٌنشغًلا بالسياسة، وأن قنبلة غاز "طائشة" أصابته فيما هو "مش بتاع مٌظاهرات أو سياسة" كان أمر اضطراري لجأت له الأسرة لصرف بوليصة التأمين الخاصة لصالح بنتيّ الشهيد؛ خوفًا من اعتبار بعض الشركات أن الموت في التظاهرات هو أحداث شغب، والأمر الأهم هو الخوف على مستحقاته وكل ما يتعلق بعمله في السعودية، لو عٌرف بأمر نزوله مصر للتظاهر، مؤكدة أن الأسرة لم تتعرض لأية تهديد.
كما تواصل "الدولة صرفت تعويض لشريف رفضنا استلامه لأننا نبحث عن حقه، وليس عن أموال تٌعوض غيابه، لافتة بقولها "شهادة الوفاة تُشير لوفاته أمام مديرية الأمن، فيما هو توفي عند مسجد "حاتم" القريب من محيط المديرية، والطلب بتغيير تقرير الشهادة قوبل بالرفض من جهات رسمية، رغم أن ذلك تزوير، خاصة وأن أكثر من شاهد عيان أكد أنه لم يمت أمام المديرية، وهم لا يزالوا يحاولون".
يعتبر "شريف" ثاني شهداء أحداث مديرية الأمن، حيث شارك في جنازة الشهيد الأول بهاء السنوسي- عضو حزب التيار المصري "37 عاماً"، لم يكن يحتاج لأموال فهو من أسرة منها أطباء ومهندسين ووالده كان يعمل دكتور في جامعة "ميتشجن" وزامل رئيس الوزراء الأسبق- كمال الجنزوري، لكنه نزل في التظاهرات ليدفع الظلم الذي رأه.
وتستعيد "شيرين" ذكريات اليوم الأخير في حياة شريف بقولها "شريف قبل وفاته في الثالثة عصًرا كلمني للذهاب للجلوس معنا، وقال أنه عقب ذلك سوف يشارك في مظاهرات الاسكندرية، والتي أكد أنه نزل خصيصًا من السعودية للمشاركة فيها، فقلت له "خللي بالك يا شريف حتموت"، ليقول "أيوه أنا جاي عشان أموت شهيد"، خاصة وأنه في زيارته الأخيرة لمصر كان ينتابه ألم مما يحدث في مصر ولم يكن ينام خاصة وأنه كان مؤمنًا بكل مطالب الثورة، وقال لي بنبرة حزن "أكنا نحتاج لكل تلك الدماء وفقد الأعين ؟! كم كان ألمه وقتها لفقد دكتور أحمد حرارة لعينيه، وكل الاحداث ومجرياتها بعد ذلك"، وقلت له هون عليك ستتحقق مطالب الثورة.
وأضافت أنه "عقب ذلك نزل المظاهرات مع زوجته التي صممت النزول معه، وقام بركن سيارته بالقرب من محيط مديرية أمن الاسكندرية عند مسجد "حاتم"، وحين اشتد الضرب قال لها "لازم تروحي للبنات وراح للعربية وأخذ القنبلة في رأسه".
وأشارت شيرين إلى أن "شريف كان يحمل بناته في المظاهرات وصورته الأخيرة له معهم كانت قبل أحداث محمد محمود بأيام، وكانت وقتها تسمح ظروف أجازته بالنزول لمصر، حيث كان يأتي شهر ويناوب شهر، و مازلت أحتفظ بسترته معي أتنفس رائحته فيها وهي مغطاة بدمائه الطاهرة، وما لا يعرفه كثيرون أن زملاؤه في العمل بالسعودية حزنوا لوفاته، وأبدوا رغبة في ترك العمل لعدم القدرة على المواصلة في غيابه، مؤكدين على تركه ما لم تعوض أسرة شريف".