وتحدثت تقارير صحفية محلية – غير موثقة- في إقليم زنجبار عن خطه سرية كانت معدة لتهيئة الساحة أمام حسين موعيني رئيس إقليم زنجبار الحالي للوصول إلى منصب رئيس الدولة وهو نفس الإقليم الذي تنتمي إليه نائبة الرئيس التنزاني التي ستتولى حكم البلاد بحكم الدستور.
وفي المقابل، استبعدت تقاير صحفية أخرى حدوث ذلك، وأرجع كتابها أسباب استبعادهم لنشوب صراع على الرئاسة إلى عدة اعتبارات منها الأحقية القانونية والدستورية للسيدة صلوحي في تقلد منصب الرئيس، وخلفية علاقاتها الطيبة إبان شغلها منصب نائب رئيس الدولة في الولاية الرئاسية الأولى لرئيس البلاد الراحل، بحاكم زنجبار الحالي حسين موعيني الذي دعمت توليه منصب وزير الداخلية في الحكومة الاتحادية في تنزانيا.
وكذلك يرى آخرون أن الخبرة القيادية التي اكتسبتها السيدة صلوحي من عملها كنائبة لرئيس الدولة وما هو معروف عنها من النزاهة يعطيها قبول واسع في الشارع التنزاني ما يقطع الطريق على معارضي شغلها لمنصب رئيس الدولة وتضمن انتقالا سلسا لمنصب الرئيس يباعد بين تنزانيا وبين مخاطر صراع على السلطة .
وتبلغ رئيسة تنزانيا الجديدة من العمر 62 عاما، وهى من أبناء إقليم زنجبار بشرق تنزانيا، وهي أول رئيسة للبلاد ترجع جذورها إلى هذا الإقليم منذ دخوله في وحدة فيدرالية مع جمهورية تنزانيا إبان حكم رئيس البلاد السابق على حسن مويني، وتلقت رئيسة تنزانيا الجديدة تعليمها الأولى في تنزانيا ثم واصلت تعليمها بعد ذلك في الهند وباكستان والولايات المتحدة مكتسبة بذلك دراية واسعة بالعالم الخارجي، وحضرت وهى نائبة رئيس عديد من المؤتمرات والمحافل الدولية.
وتعد رئيسة تنزانيا الجديدة – التي كانت قبل يومين الشاغل التاسع لمنصب نائب رئيس الدولة في تاريخ تنزانيا – هى ثانى سيدة إفريقية تتولى منصب نائب رئيس دولة بعد السيدة اسبيكوزا كازيبوى – 61 عاما – نائبة رئيس أوغندا الحالية .
وتنتمى رئيسة تنزانيا الجديدة "سامية حسن صلوحي" إلى ما يعرف بحزب كل تنزانيا الموحدة "سي سي أم" ذو الشعبية العارمة في عموم البلاد برغم كونه من حيث التركيب معبرا عن طموحات الطبقة السياسية لأبناء إقليم زنجبار، وفي الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي حصل الحزب على 262 مقعدا من إجمالي 264 يتشكل منها برلمان البلاد الذي مقره دار السلام .
كما ترجع شعبية هذا الحزب – الذي تأسس في عام 1977 - إلى طبيعة تكوينه ونشأته، فبرغم كونه حزبا ناتئا عن اتحاد حزب شيرازى زانجبار أفريقيا وحزب الاتحاد الوطني الإفريقي لتنجانيقا، إلا أنه ولد على قاعدة انتفاء الانتماء العرفي والعمل من منظور تنموى واحد لكل التنزانيين.
ويتمتع إقليم زنجبار الذي تنتمي إليه رئيسة تنزانيا الجديدة بما يشبه الحكم الذاتي وكان رئيسة تنزانيا الجديدة وزيرة مسئولة عن شئون الإقليم في عهد رئيس تنزانيا الأسبق جيكايا كيكويت ، قبل تصعيدها لمنصب نائب رئيس الدولة .
ومن الناحية التاريخية .. تعد تنزانيا دولة اتحادية ناتجة عن اتحاد إقليمي تنجانيقا (الأسم القديم لتنزانيا إبان فترة الاستعمار) وزنجبار (إقليم يقع في شمال شرق تنزانيا) وبعد استقلالها تماما عن الاستعمار البريطاني في العام 1961 وانتهاء الفترة الانتقالية عام 1964 اشتق أسم الدولة الوليدة الجديدة من بادئتي مسمى كلا الإقليمين ليصير "تنزانيا" في إشارة إلى الحروف الأولى لإقليمي تنجانيا وزنجبار وكان جوليوس نيريرى أول رئيس لتنزانيا المستقلية .
ويعد إقليم زانجبار ذو كثافة عددية مسلمة كبيرة وتربطه بشبه الجزيرة العربية على الضفة الأخرى من سواحل البحر الأحمر علاقات تاريخية تعكسها مسميات أبناء الإقليم ومن بينهم رئيسة البلاد الجديدة المشتقة من الأسماء العربية، ويقول المؤرخون إن العرب هم من أطلقوا مسمى زانجبار على مناطق شمال شرق تنزانيا من خلال رحلات التجارة وأسموها "بر الزنج" جاعلينها أحد مراكز التجارة النشطة في شرق إفريقيا، وبسبب مكانتها التجارية كانت دار السلام عاصمة إقليم زنجبار هى العاصمة السياسية والاقتصادية لتنزانيا حتى عام 1976 عندما اختيرت منطقة دودوما عاصمة سياسية للبلاد.