السينما وصورة العرب (9).. Exodus فيلم يصور اليهود كضحايا يحاولون الاستقرار في فلسطين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما وصورة العرب (9).. Exodus فيلم يصور اليهود كضحايا يحاولون الاستقرار في فلسطين

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:21 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:21 ص
نستعرض على مدار سلسلة تمتد 15 يوما، حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بن لادن، إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل: جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.

وكانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كارهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه، وهذه الصورة لم تبدأ بعد 11 سبتمبر فقط، فقد لعبت هوليود دورا محوريا في إقناع العالم بسردية الإسرائيليون الباحثون عن أرض لهم بعد ما فعله النازيون، لذلك نعود بالتاريخ قليلا إلى عام 1960.

- فيلم الخروج/ Exodus

هو فيلم درامي تاريخي أمريكي أنتج في عام 1960، ويدور حول تأسيس دولة إسرائيل، من إنتاج وإخراج أوتو بريمينغر، حيث عدل دالتون ترومبو السيناريو من رواية صدرت عام 1958 تحمل نفس الاسم للكاتب ليون يوريس. الفيلم من بطولة: بول نيومان، وإيفا ماري سانت ورالف ريتشاردسون، وبيتر لوفورد، ولي جيه كوب، وسال مينيو، وجون ديريك، وجورج مهاريس.

الفيلم يقوم على واحد من أبرز الدعاية الإسرائيلية، وهي أن البريطانيين -بصفتهم الانتدابية في فلسطين- كانوا يمنعون اليهود من الوصول إلى فلسطين ويحاصرون السفن، كما يصور آري بن كنعان، زعيم عصابة الهاجنا الشهيرة التي نفذت عمليات قتل ومذابح للفلسطينيين، كمناضل وبطل يحاول تهريب اليهود من معسكرات في اليونان، حيث يحتجز البريطانيون آلاف اليهود كثير منهم من الناجين من "المحرقة النازية" ويرفضون عبورهم إلى فلسطين.

تعرض قصة فيلم الخروج، تفاصيل اعتقال حوالي 30 ألف يهودي فروا من أوروبا إلى جزيرة قبرص، وقد أحبط البريطانيون محاولاتهم لدخول فلسطين، ينفذ آري بن كنعان (نيومان)، وهو ضابط في الحركة السرية اليهودية (الهاجانا ومقرها فلسطين)، مشروعًا بطوليًا يهدف إلى إضفاء طابع درامي على محنة اليهود وتصميمهم على الفوز من خلال الكرامة والحرية.

ومن ضمن أحداث الفيلم، تهريب آري ومساعدوه 600 يهودي على متن سفينة الشحن Exodus، وعندما تم منعهم، دخلوا في إضراب طويل عن الطعام للاحتجاج على المدمرات البريطانية التي تسد طريقهم إلى "أرض الميعاد" ثم هددوا بتفجير أنفسهم إذا صعد البريطانيون على متن السفينة، وهذا الجزء تحديدا يخلق صورة من التحدي وكأن هؤلاء اليهود تقف أمامهم كل القوى العظمى لتمنعهم عن أرضهم، وهذا مخالف تماما للحقيقة، حيث كانت بريطانيا هي حجر الأساس الأكبر في دعم الفكر الصهيوني منذ ميلاده.

ويشكل الفيلم محورا في تاريخ الأفلام الدعائية الصهيونية المهمة، من خلال محاولته خلق التعاطف مع اليهود الفارين من "جحيم المجازر" أي النازية في أوروبا إلى أرض يبحثون فيها فقط عن الاستقرار، لكنهم يصطدمون بـ"وحشية" الفلسطينيين الذين يريدون قتل جميع من على متن السفن القادمة من أوروبا، ويعاونهم في ذلك البريطانيين، حيث تدور المشاهد حول مهاجرين يهود يسافرون عبر البحر واحتجازهم في جزيرة، ولكنهم يصلون في النهاية إلى الخلاص، ويتنقل الفيلم في مراحل مختلفة من النضال من أجل تحقيق النصر النهائي إلى إقامة الدولة اليهودية.

حظى الفيلم بإشادات نقدية فنية ضخمة على مستوى الصحف الكبرى في الولايات المتحدة، مثل نيويورك تايمز، ونيويوركر، وواشنطن بوست، وظهرت مراجعات تنتقد الرسالة السياسية للفيلم على مستوى محدود، حيث كتب جدعون باخمان، في مجلة Film Quarterly -التي نشرتها مطبعة جامعة كاليفورنيا - أن الفيلم كان "غير أمين" وأن الدعاية تهدف إلى أن تكون "أفضل ترويج حصلت عليه إسرائيل على الإطلاق".

وحصل الفيلم على 3 جوائز أوسكار، هم: أفضل موسيقى، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل تصوير سينمائي.
أقرأ ايضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك