المشير طنطاوي.. العازف عن أضواء السلطة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشير طنطاوي.. العازف عن أضواء السلطة

المشير طنطاوي
المشير طنطاوي

نشر في: الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 - 2:39 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 - 2:39 م

توفي المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، اليوم عن عمر ناهز الـ86 عاما.
وتستعرض الشروق محطات في حياة المشير الراحل والتي برز فيها عازفا عن أضواء السلطة.
بدأت العلاقة بين مبارك ومحمد حسين طنطاوي سليمان، المولود بالقاهرة عام 1935، باختيار مبارك له قائداً لقوات الحرس الجمهوري عام 1988، وامتدت لأكثر من عقدين، حيث مكث في منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة لأكثر من 21 عاما، اتسمت بعزوف للمشير طنطاوي عن الأضواء وكان مبارك قد منحه رتبة فريق أول في يونيو 1991، رتبة المشير في أكتوبر 1993.

وقد انعكس عزوف المشير طنطاوي عن الأضواء- بصورة أو بأخرى - على قلة المصادر التي تتحدث عنه، بحسب ما كتب عنه الإعلامي الإذاعي والمراسل الحربي في حرب أكتوبر 1973، حمدي الكنيسي، في كتابه «السلطة وطول العمر» الصادر في عام 2010، والذي ربط فيه بين طول عمر مجموعة من السياسيين والرؤساء وبين البقاء في السلطة، من خلال عوامل نفسية وفسيولوجية.

ويقول الكنيسي في فصل خاص بعنوان المشير.. العازف عن الأضواء، أنه قد التقي بالمشير طنطاوي في عام 1998 عندما كان يستعد لإجراء حوار مطول معه في ذكرى حرب أكتوبر،إضافة إلى عدة مرات أخرى في الفترة من عام 2000 حتى عام 2005، وأنه وفي كل مرة كانت تتأكد لديه صفاته التي تتسم بالتواضع والجدية والصرامة والدقة ثم العزوف عن الأضواء، رغم أن موقعة - بحسب الكنيسي، «كوزير للدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، يستنفر حماس الإعلام والإعلاميين للالتقاء به وإلقاء الضوء على أفكاره وتاريخه وإنجازاته».

ويذكر الكنيسي أن طنطاوي كان له رأي أخر في ذلك، مشيرا إلى ما شهده أثناء لقاءه بالمشير في مكتبه، فقد كان يتحدث بلهجة حادة مع أحد مساعديه حول تصريح نسب إليه، موضحا «كان رأيه أن موضوع التصريح لم يكن يستحق نشرة وإذاعته»، وأن ذلك جعل من الطبيعي ألا تظهر صورته أو ينقل عنه تصريح إلا في المناسبات الهامة جدا مثل ذكرى حرب أكتوبر، وفق ما جاء في الكتاب.

ويضيف الكنيسي أنه وبسبب قلة المصادر التي تتحدث عن الرجل، لكان بإمكانه مضاعفة الصفحات التي أفردها له في كتابه، مستعينا بما ذكره الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، الذي قال: «إنني زاملت المشير طنطاوي، وهو من أفضل رجالات مصر، وهو يمتلك رؤية خاصة بأن تحديث القوات المسلحة يجب أن يكون شاملا بمعني أن يتم الاهتمام بالمكون البشري مسكناً وإعاشةً وتدريباً بحيث تكون الرعاية الاجتماعية والصحية مواكبة للتدريبات وكذلك لاحظت أنه من المتابعين بدقة لما يجري في العالم، وفي مجلس الوزراء يحضر الاجتماعات بملفات كاملة في جميع الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال بحيث يكون كل موضوع قد تم إعداد دراسة كاملة عنه ومن الألف إلى الياء، ولذلك فإنه في المناقشات يتكلم عن معرفة بما يثري الحوار، وهو أيضا إنسان مهذب ولا يصدر عنه لفظ أو حركة تقلل من شأن الآخرين».

ويروي الكنيسي في كتابه الدور الذي قامت به الكتيبة 16 مشاة أثناء حرب أكتوبر 1973، والتي كان المقدم محمد حسين طنطاوي قائدا لها، في معارك «المزرعة الصينية»، حيث شهدت المزرعة ملحمة بطولية ومعارك طاحنة، من 14 إلى17 أكتوبر، والتي كانت ضمن الخطة الإسرائيلية لمحاولة العبور إلى غرب قناة السويس وبهدف إقامة رأس كوبري على ضفتي القناة من أجل حصار الجيش الثاني والثالث، وأنه «ولكي تتم هذه الخطة كان من الحتمي أن تكون منطقة شمال نقطة الدفرسوار خالية من أية قوات مصرية إلى مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات شمالا لتأمين معبر الدفرسوار الذي يخططون لإنشائه وحتى لا تتعرض القوة الإسرائيلية لنيران الأسلحة الصغيرة والهاونات والصورايخ المضادة للدبابات وقد قررت القيادة الجنوبية الإسرائيلية تخصيص لواء مظلات بأكمله مدعم بكتيبة دبابات ومساندة جوية لتطهير الطريق من القوات المصرية، وتحولت هذه القوات لكي تشن هجوما ليليا على الكتبية 16 مشاه لهذا الهدف وهنا أصدر المقدم محمد حسين طنطاوي أوامره بحبس نيران قواته لحين وصول القوات.»

ويورد الكنيسي في كتابه رصيدا كبيرا من العمل العسكري للمشير طنطاوي حيث خاض حروب 1956، و1957، و1973، وحرب الخليج الأولى، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية في عام 1956، واجتاز دورة كلية القيادة و الأركان في عام 1971، ودورة كلية الحرب العليا في عام 1982، وحصل على ماجستير وزمالة كلية الحرب العليا، وصار عضوا بهيئة التدريس بالكلية الحربية، وعضوا بالبعثة العسكرية إلى أكاديمية شرشال بالجزائر، كما خدم كضابط في جيش التحرير الفلسطيني بقطاع غزة. إضافة إلى تقلده مناصب قيادية هامة فتولي رئاسة عمليات فرقة مشاة آلية، ثم تم اختياره ملحقا حربيا في السافرة المصرية بباكستان وأفغانستان، وعاد ليتولى رئاسة فرع التخطيط في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم صار رئيس أركان الجيش الثني الميداني، وصار قائد الجيش الثاني في يونيه 1987، ومن هنا انتقل بعد عام إلى موقع قائد الحرس الجمهوري، ثم رئيس هيئة العمليات إلى أن تم تعيينه وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي في 20- 5 - 1991، وتجدد تعيينه وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدا عاما للقوات المسلحة في 1993.

ولذا وفق الكنيسي كان من الطبيعي أن يتقلد طنطاوي العديد من الأوسمة والأنواط والتي عددها في كتابه ابتداء من « وسام التحرير، ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، ونوط الجلاء العسكري، ونوط الاستقلال العسكري، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكرية، ونوط الواجب العسكري، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية جرحى أكتوبر، وميدالية السادس من أكتوبر، ووسام الامتياز من باكستان، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة من السعودية».

الكتاب: http://bit.ly/2PBHLl1



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك